لم يسبق للوزير أحمد التوفيق أن كان متألقا مثلما كان عليه الوضع اليوم .ففي الدرس الحسني الأول الذي ألقي بالقصر الملكي بالرباط أمام أمير المؤمنين يوم الخميس 18 يونيو2015  وجه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية رسالة مشفرة إلى حكومة عبد الإلاه بنكيران مستوحاة من قراءة رزينة وقيمة للموروث المغربي أثت درس التوفيق، وكان محورها يدور حول العلامة أبو العباس السبتي، دفين مراكش.

أحمد التوفيق في اختيار الموضوع أسهب في خصال السبتي وتأثيره على المغاربة من حيث الجود والعطاء والإنفاق السخي في العمل والتضامن والمشاركة وما يرتبط بالاستقرار. وهو بذلك يوجه بشكل غير مباشر رسالة قوية و نقدية للسياسة العمومية للحكومة لكي تضع السلم الاجتماعي واستقرار البلاد ضمن الأولويات. ولن يتأتى ذلك إلا بالقطع مع سياسة التفقير وسياسة تأجيج الاحتقان التي تنهجها حكومة بنكيران وما ينتج عنها من توتر وقلاقل.

اختيار موضوع الدرس الحسني الأول ليكون متمحورا حول موضوع : "أبو العباس السبتي ومذهبه في التضامن  والتوحيد" ، اختيار ذكي جدا لأنه يرمز لموروث المغرب ولتراكمه الحضاري، علما أن الحركة الأصولية لاتعترف بتاريخ المغرب أو موروثه الحضاري.كما أنها حركة تنتعش في أجواء الفقر والحاجة والصدام ولاتصمد في أجواء الرخاء والعطاء والاستقرار.