Tuesday 16 September 2025
مجتمع

مركز طب الإدمان بالصويرة حصن وقائي لحماية الشباب من المخدرات والسيدا

مركز طب الإدمان بالصويرة حصن وقائي لحماية الشباب من المخدرات والسيدا لأول مرة يحظى الإقليم بتعيين طبيب مختص في طب الإدمان
افتتح مركز طب الإدمان بمدينة الصويرة في فبراير 2024، ليكون إضافة نوعية للإقليم في مواجهة آفة الإدمان، يتميز بمكوناته الطبية والاجتماعية التي تجتمع في مقاربة متكاملة بين الرعاية العلاجية والتأطير الوقائي، ويتألف من قطب طبي تديره مندوبية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وقطب اجتماعي تديره جمعية محاربة السيدا فرع الصويرة.
ولأول مرة يحظى الإقليم بتعيين طبيب مختص في طب الإدمان، ما يعزز قدرات المركز على تلبية احتياجات الساكنة.
 
تزايد مقلق لإدمان الشباب
تأتي هذه الجهود في ظل ارتفاع معدلات إدمان الشباب، وما يترتب عنه من مآس اجتماعية تمتد من التفكك الأسري وضياع المسارات الدراسية إلى الانحراف والجريمة، لذلك يراهن المركز على الوقاية باعتبارها الخيار الاستراتيجي الأكثر نجاعة لحماية الناشئة وضمان مستقبل أكثر استقرارا.
 
المدرسة تتحول إلى جبهة للوقاية
ويضع القطب الاجتماعي المدرسة في قلب العملية التوعوية باعتبارها فضاء أساسيا لبناء وعي جماعي قادر على مواجهة المخاطر، بداخل المؤسسات التعليمية تنظم ورشات وحملات تواصلية تركز على مخاطر التعاطي وأساليب الوقاية، وتشجع التلاميذ على تطوير مهارات الرفض والمواجهة، وتعزز هذه الأنشطة ببرامج فنية وثقافية ورياضية تجعل الخطاب أكثر قربا وتأثيرا، من خلال المسرح والفن التشكيلي والموسيقى والرياضة التي تسهم جميعها في غرس قيم الوعي والمسؤولية.
 
ثقافة الوقاية بديلا عن العلاج المتأخر
تبرز هنا أهمية ثقافة الوقاية باعتبارها ركيزة أساسية في أي استراتيجية لمواجهة الإدمان، فهي لا تتوقف عند حدود العلاج بعد وقوع الضرر، بل تبدأ من تحصين الأفراد نفسيا واجتماعيا منذ الصغر، ويعكس هذا التوجه قناعة راسخة بأن المجتمع المتماسك هو الذي يستثمر في وعي أبنائه ويشركهم في معركة جماعية ضد الظواهر الهدامة.
 
الوقاية وتعزيز ثقافة الوعي 
وفي هذا الإطار، أكد بلقاسم شفيق المشرف على تدبير  المركز ورئيس جمعية محاربة السيدا فرع الصويرة، أن أهداف المركز تتمحور حول الوقاية من الإدمان، وتعزيز ثقافة الوعي بين الشباب، وإجراء الفحوصات الطبية، مع التركيز على المدارس كمفتاح لبناء مجتمع واع، مضيفا أنه منذ انطلاق برامج المركز  التوعوية، لاحظنا تفاعلا ملحوظا من التلاميذ وارتفاع مستوى وعيهم بالمخاطر، ما يؤكد أن الوقاية قبل العلاج هي الخيار الأنجع، هدفنا هو أن يكون كل شاب في الصويرة جزءا من مجتمع يقف بوعي ومسؤولية أمام هذه الآفة.
 
مقاربة مزدوجة تربط بين الإدمان والسيدا
وأبرز شفيق أن عمل المركز يرتبط أيضا بمحاربة فيروس نقص المناعة المكتسبة، بالنظر إلى العلاقة الوثيقة بين الإدمان وانتقال العدوى، خصوصا عبر استعمال الحقن المشتركة، ومن هنا جاءت المقاربة المزدوجة التي تجمع بين مكافحة الإدمان والوقاية من السيدا في إطار واحد، عبر ورشات تفاعلية ونقاشات مفتوحة وأنشطة تربوية وثقافية ترسخ الرسائل الوقائية وتقربها من الفئات المستهدفة.
 
شركاء يجمعون الجهود لحماية المجتمع
وقد لاقت هذه المبادرات منذ افتتاح المركز، يضيف شفيق، تجاوبا واسعا من طرف التلاميذ والأطر التربوية، الذين عبروا عن وعي متزايد بخطورة الظاهرة، وأكدوا أهمية الانخراط في بناء جدار وقائي جماعي.
وخلص شفيق،  إلى أن نجاح المركز في اداء واجبه، ما كان أن يتحقق لولا التعاون الوثيق بينه وشركائه الأساسيين، وفي مقدمتهم عمالة الصويرة ومندوبية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وجمعية محاربة السيدا فرع الصويرة.
 
نحو مجتمع خال من الإدمان والسيدا
ويواصل المركز، يؤكد مصدرنا، تعزيز موقعه كحصن وقائي متين يجمع بين العلاج والوقاية، ويضع حماية الأجيال في صلب رهانه الاستراتيجي من أجل مجتمع سليم خال من آفة الإدمان والسيدا.
ويشدد على أن الانخراط المجتمعي الفعلي هو الضمانة الحقيقية لبناء جدار وقائي يحمي شباب الصويرة من المخاطر الصحية والاجتماعية المرتبطة بالإدمان والمخدرات.
 
وفي تصريحات متفرقة ل"أنفاس بريس"، عربت فعاليات محلية بمدينة الصويرة عن اعتزازها وامتنانها خدمات مركز طب الإدمان بالصويرة، باعتباره فضاء صحيا واجتماعيا يضطلع بدور محوري في مواكبة المرضى ومساعدتهم على تجاوز معاناة الإدمان واستعادة اندماجهم في المجتمع.
وأكدت المصادر ذاتها، أن هذا الصرح الصحي يشكل قيمة مضافة حقيقية، داعية إلى تعزيز إمكانياته وتوسيع خدماته بما يستجيب للطلبات ويساهم في حماية الشباب وصون النسيج الاجتماعي المحلي.