الأحد 22 سبتمبر 2024
سياسة

مصطفى بابا: هل على الوزير الخلفي أن يقدم استقالته؟

مصطفى بابا: هل على الوزير الخلفي أن يقدم استقالته؟

في سياق بعض ردود الأفعال التي طالبت وزير الاتصال بتقديم استقالته على خلفية بث القناة الثانية لسهرة النجمة الأمريكية جينيقر لوبيز، والتي بدت فيها شبه عارية، معتبرة (أي ردود الأفعال) أن هذا يمس الأخلاق العامة ويزيل حجاب الحياء والحشمة بين الآباء وأبنائهم.. في هذا السياق أدلى مصطفى بابا عضو قيادي في حزب البيجيدي برأيه حول موضوع المطالبة باستقالة الوزير، تنقله "أنفاس بريس" كما يلي:

"هل على الخلفي أن يقدم استقالته؟؟؟؟

ربما كان على الخلفي أن يقدم استقالته لو لم تكن "موازين" تنظم اليوم في نسختها الرابعة عشرة ..

ربما كان على الخلفي أن يقدم استقالته لو حضر هذا النوع من الفنانين لبلدنا لأول مرة ...

ربما كان على الخلفي أن يقدم استقالته لو كانت دوزيم قناة تحرص على مشاعر هذا الشعب وتحترم هويته وأخلاقه وفقط عندما أصبح الخلفي وزيرا انقلبت وانحرفت وأصبحت تنقل السهرات والأفلام الماجنة ..

ربما كان على الخلفي أن يقدم استقالته لو نقلت دوزيم هذه السهرات لأول مرة..

ربما كان سيكون من حق بعض السياسيين أن يسألوا الخلفي وأن يطالبوا بمحاسبة وباستقالة لو لم يكونوا دبروا الشأن العام قبل موازين ومع موازين وبعد موازين ..

ربما كان على الخلفي أن يقدم استقالته لو أن هذه القناة تحت مسؤوليته الفعلية و المباشرة وهو من يشرف على إدارتها وعلى برامجها و له سلطة إقالة مسؤوليها و سلطة حذف هذه البرامح

ربما كان على الخلفي أن يقدم استقالته لو لم يحضر 160 ألف للحفل، رقصوا وصفقوا وصفروا ...

سيكون على الخلفي أن يقدم استقالته لو حضر نفس العدد لا بل فقط نصفه أو فقط ربعه أو حتى عشره لوقفة احتجاجية ضد القناة أو ضد موازين، أو حضروا فقط للفنان المغربي الملتزم عبد الهادي بلخياط..

ربما كان على الخلفي أن يقدم استقالته لو كان منتميا إلى حزب سياسي غير حزب العدالة والتنمية الذي آمن منذ تأسيسه بالإصلاح من خلال المؤسسات وبالتدرج وبالقانون وبالإقناع وبالتشارك وبالتدافع وبالتزاوج...

أشياء كثيرة لا تنسجم مع قناعات الحزب وأفكاره ورؤيته لكنه لا يستطيع منعها وأشياء كثيرة موجودة في برنامجه وتشكل قناعاته وأفكاره وأطروحته ومبادئه لكنه لا يستطيع تنزيلها..

لأنه لا يحكم لوحده ولا يريد أن يحكم لوحده..

لكن عدم قدرته على منع تلك البرامج وتطبيق أخرى لا يعني بتاتا أن عليه أن يستقيل أو أن ينسحب..

ليس هذا منهج حزب العدالة والتنمية، ولم يؤسس لذلك، وسيبقى حزب العدالة والتنمية حاضرا مساهما في الإصلاح بالقدر الذي يستطيع وبالقدر الذي تسمح به الظروف، وسيبقى منخرطا في معارك الإصلاح والتغيير ما استطاع إلى ذلك سبيلا مؤمنا بالعمل السياسي وبالتدافع السلمي، متعاونا مع من يريد الإصلاح وفق هذا المهنح..

أما من يريد حزبا يستقيل فقط لأنه عجز عن تطبيق جزء من برنامجه فليختر حزبا آخر..

ومن يريد لهذا الحزب أن ينوب عنه في معاركه في حين يبقى هو منكمشا يحصي عيوب المجتمع مع حبات التسبيح فهو واهم لأن عليه أن يتحمل مسؤولية التغيير وليس النقد والتنديد والاستنكار..

أما من يحلم بحزب مثالي يقوده الأنبياء والرسل قادر على حل كل المعضلات والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والرياضية... فلينتظر ولن نبقى معه منتظرون..

وللذين يريدون توظيف بعض القضايا وبعض الأحداث والوقائع لتصفية الحسابات أو لتعطيل مسار الحزب، فسيكتشفون أنهم ينفخون في قربة مثقوبة، فقافلة العدالة والتنمية ماضية في طريقها الذي سطرته بقيادة مناضليها وبالسرعة التي تريدها والوسائل التي اختارتها"..