الأربعاء 27 نوفمبر 2024
فن وثقافة

المطرب السباعي: فيلم "الزين اللي فيك" يستغل الدعارة ليلبسها رداء التجارة

المطرب السباعي: فيلم "الزين اللي فيك" يستغل الدعارة ليلبسها رداء التجارة

بعد صدور قرار وزارة الاتصال بمنع فيلم نبيل عيوش "الزين لي فيك" من العرض بالقاعات السينمائية المغربية، بحجة أن الفيلم "إساءة للمغرب ولصورة المرأة المغربية"، حسب تقرير وزارة الاتصال، خرجت للعلن تصريحات صحفية خاصة بمدير المركز السينمائي المغربي "صارم فاسي الفهري"، الذي أكد من خلالها أن المركز سبق أن اطلع على سيناريو الفيلم، وتم الترخيص بتصويره.. لكن يضيف "الفهري" أن السيناريو المقدم للمركز السينمائي المغربي لم يكن يتضمن المشاهد والحوار الذي تم تجسيده في الفيلم والذي تم عرضه بفرنسا على هامش فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي، في البرنامج الذي يُطلق عليه "نصف شهرية المخرجين". إذ يؤكد مدير المركز السينمائي المغربي أن "المقاطع الساخنة للفيلم تمَّ إخفاؤها خلال تقديم نبيل عيوش لمشروع الفيلم على الورق للمركز، ولم يتضمن السيناريو حينها اللقطات الساخنة" التي خلفت ردود فعل ساخطة.

"أنفاس بريس" اتصلت بنقاد ومؤلفين وفنانين مغاربة، لتقريب وجهة نظرهم بخصوص قرار منع عرض فيلم "الزين لي فيك" بالقاعات السينمائية المغربية. وفيما يلي رأي خاص بالمطرب هشام السباعي.

"في نظري الأعذار التي قدمها مدير المركز السينمائي (المرتبطة بإخفاء نبيل عيوش اللقطات الساخنة في السيناريو المقدم للمركز السينمائي المغربي) تعتبر مبررات واهية من جانب القائمين على المركز المذكور، لأن الفيلم المعروض، وإن افترضنا أن صاحبه أخفى عن المركز السينمائي المغربي المقاطع الساخنة، حسب تصريح "السي الفهري"، فإننا سوف نكون إذن أمام فليم آخر وليس الفيلم المثير للجدل حاليا، لأن مقومات السيناريو هي عرض مسترسل لكلام واستعراض ساقط يُراهن المخرج على تفاصيله لإنجاح وترويج منتوجه. وحتى إذا سلمنا افتراضا صحة الادعاء الذي صدر عن المركز السينمائي، فالكل سيستنتج بطريقة واضحة التلاعب الكبير للقائمين على الفيلم، والمتابعة بتهمة التحايل على قانون الرقابة، في رأيي يبقى السبيل الوحيد للاقتناع بالطرح المزعوم المفترض.

بالنسبة لرأيي بخصوص هذا الفيلم، فأنا أعتبره مهزلة بكل المقاييس، وارتماء في حضن البحث عن الشهرة والركوض وراء الربح الرخيص، على حساب الضوابط الأخلاقية والدينية، بل وعلى حساب سمعة بلد ينتظر من أبنائه الدفاع عن مكتسباته والمساهمة في بناء مستقبله. عند سماعي لمخرج الفيلم نبيل عيوش في حوار خصصه للقناة الفرنسية فرانس24 وقوله بأن (عددا كبيرا من المتتبعين "رأوا في الفيلم "العار"، فيلما مُحتشما مقارنة مع أفلام أخرى من نفس العينة)، انتابني شعور بالخيبة، على جيل بأكمله، على أزمة تعريف للقيم، اختلط الحابل فيها بالنابل وأصبحنا ندافع عن الخطأ ونستخف بالصواب. أنا مع الحرية وحرية التعبير، أي نعم، على أن مفهوم الديمقراطية يقوم على قاعدة الحرية التي تنتهي عند بداية حرية الآخرين.. والفيلم ضرب صارخ لأصول العائلة التي تربينا على أركانها، الحشمة والوقار والحياء واحترام الآخر، أصبحنا من خلاله ومن خلال كلماته وحواره الرخيص، الذي يلامس الواقع في بعض من جوانبه، ولكنه يخرب لمستقبل جيل بأكمله، يحلل الحرام ويحرم الحلال.

ليس من الغريب أن نعيش ونسمع ونرى ما يحدث في مجتمعنا، دون أن نجزم بأن المشهد أصبح ينذر بمستقبل تنعدم فيه المبادئ والقيم، بل وتتغير فيه معالم الأخلاقيات.. فإذا كان الخطاب السياسي على المستوى الحكومي تنعدم فيه نفحة الأخلاق، وإذا كان الخطاب الفني يستهوي شريحة كبيرة من المعجبين لا لجماليته وإبداعه بل لرداءته وسوقيته، سنصل في النهاية إلى خطاب ثقافي فني من نوع آخر يستغل إشكالية اجتماعية خطيرة تهم الدعارة ليلبسها رداء التجارة، من خلال الكلمة الإباحية الساقطة".