الثلاثاء 30 إبريل 2024
ضيف

عبد الصمد عرشان: حزبنا يشترط المراجعات الفكرية لقبول انضمام السلفيين

عبد الصمد عرشان: حزبنا يشترط المراجعات الفكرية لقبول انضمام السلفيين

يرى عبد الصمد عرشان، الأمين العام للحركة الديمقراطية الاجتماعية أن انضمام رموز من السلفيين، إضافة إلى إدريس هاني تم إثر طلب تقدموا به للقاء الرئيس المؤسس للحركة الديمقراطية الاجتماعية محمود عرشان بوساطة بعض الأشخاص الذين يعرفون عن قرب الرئيس المؤسس، وتم الاتفاق على عقد لقاءات ومشاورات لمدة 4 أشهر أسفرت عن التحاقهم بالحركة الديمقراطية الاجتماعية، مؤكدا حدوث مراجعات فكرية في صفوفهم تم من خلالها الاعتراف بثوابت الأمة والذي كان أول شرط طرحته الحركة الديمقراطية الاجتماعية لقبول انضمامهم للحزب، موضحا أن الملتحقين يتوفرون على النضج الكافي، كما أنهم ذوو مستوى ثقافي عال، حيث استطاعوا استيعاب وضع المغرب كبلد مستقر بفضل تجربته الديمقراطية، مؤكدا قناعتهم التامة بالانخراط في العمل السياسي في إطار الثوابت.

+ في أي سياق يدخل إعلانكم عن انضمام رموز من السلفيين، إضافة إلى إدريس هاني ذي الحساسية الشيعية، ولماذا اخترتم هذا التوقيت بالذات لإعلان ذلك؟

- انضمام رموز من السلفيين، إضافة إلى إدريس هاني تم إثر طلب من هؤلاء الأخوة للقاء السيد الرئيس المؤسس للحركة الديمقراطية الاجتماعية محمود عرشان بوساطة بعض الأخوة الذين يعرفون عن قرب الرئيس المؤسس.. وتم الاتفاق على عقد أولى اللقاءات معهم بمقر الحزب، ثم في بيت محمود عرشان، حيث جرت لقاءات مكثفة وطويلة مع هؤلاء الإخوة لمدة أربعة أشهر إلى أن اتضحت الصورة وتم الاتفاق على أهم النقط المتعلقة بالتحاقهم للحركة الديمقراطية الاجتماعية.. فتم إعلان ذلك بصفة رسمية خلال اجتماع المجلس الوطني للحركة. إذن الأمر لا يتعلق بأجندة مضبوطة تتعلق بالاستحقاقات الانتخابية، فهذا التزامن مجرد صدفة.

+ لماذا اختاروا الانضمام للحركة الديمقراطية الاجتماعية، ولم يختاروا أي حزب آخر؟

- الإخوة الثلاثة الذين حضروا اجتماع المجلس الوطني للحزب يوم السبت الماضي عبروا عن ذلك بالقول صراحة عن كونهم كانوا دائما معجبين بالخطاب والشجاعة الفكرية والرجولة السياسية للرئيس المؤسس محمود عرشان، إلى جانب كون خطاب الحركة الديمقراطية الاجتماعية كان دائما خطابا أخلاقيا أكثر مما هو سياسي، حيث عبر هؤلاء عن إعجابهم بخطاب الحركة الديمقراطية الاجتماعية الذي ظل دائما منسجما -حسب قولهم- إلى جانب حضور الأخلاق ضمن التوجه الفكري للحزب.. فأبدوا شعورهم بإمكانية إيجاد ذواتهم في هذه الأجواء التي تمتاز بها الحركة الديمقراطية الاجتماعية. وهذا بصفة عامة هو الدافع الأساسي الذي جعلهم يختارون الحركة الديمقراطية الاجتماعية وليس أي حزب آخر.

3

+ كما تعلمون، فإن الأشخاص الذي قرروا الانضمام إلى صفوف حزبكم هم رموز سلفيين ومنهم من سبق أن أدينوا في قضايا تتعلق بالإرهاب، فهل كانت هناك ضمانات لقبول أشخاص من هذا الحجم؟ وهل حدثت مراجعات فكرية في صفوف السلفيين الذي قرروا الانضمام إلى حزبكم؟

- بطبيعة الحال.. فالمراجعات الفكرية والتي تم من خلالها الاعتراف بثوابت الأمة كانت أول شرط طرحته الحركة الديمقراطية الاجتماعية لقبول انضمامهم للحزب.. فثوابت الأمة لا نقاش فيها، إمارة المؤمنين، الملكية، الوحدة الترابية لا نقاش فيها. وقد عبر الإخوة الملتحقين عن رغبتهم في العمل في إطار شرعي في ظل هذه الثوابت، وقد تم إعلان ذلك بصفة رسمية، حيث تمت الإشارة إلى أنه بعد تفكير عميق ومناقشات طويلة قرر هؤلاء الرجوع إلى طريق الصواب والانخراط في العمل السياسي، وأن يشكلوا كذلك وسيلة لخدمة الوطن.. والحركة الديمقراطية الاجتماعية ظلت دائما تعمل بثوابت الأمة ولا يمكنها التنازل عليها بتاتا.

+ ما مدى اقتناعهم في الانخراط في العمل السياسي ونبذ الإرهاب والتطرف، ونحن نعاين حالات لسلفيين أدينوا في قضايا تتعلق بالإرهاب تم العفو عنهم، لكنهم سرعان ما عادوا إلى أحضان الإرهاب والتطرق؟

- إنها حالات قليلة فقط ولا ينبغي التعميم.. وأعتقد أن الإخوة الملتحقين يتوفرون على النضج الكافي، كما أنهم ذوو مستوى ثقافي عالي، حيث استطاعوا استيعاب وضع المغرب كبلد مستقر بفضل تجربته الديمقراطية.. وبطبيعة الحال فالملكية لعبت دورا مهما في هذا الإطار، حيث اقتنع الملتحقون أنه لا بديل عن النظام الملكي في المغرب. وأعتقد أنهم يتوفرون على القناعة التامة للانخراط في العمل السياسي، ولولا ذلك لما قبلتهم الحركة الديمقراطية الاجتماعية ضمن صفوفها.

+ من المعروف أن الحركة الديمقراطية الاجتماعية هي حزب ليبرالي، لكن الأشخاص الذي أعلنوا انضمامهم إلى حزبكم يتقاسمون مرجعية إسلامية، ألا تتخوفون من التأثير على المرجعية الفكرية للحزب؟ أم أن هناك تفكير في بناء حزب إسلامي منافس للعدالة والتنمية؟

- أعتقد أنه ينبغي تجاوز صفة "حزب إسلامي"، فجميع المغاربة مسلمون، وهؤلاء هم أيضا مغاربة مسلمون.. والفرق الموجود هو أن لهم توجه إسلامي، ولا أعتقد أنه سيغير من مبادئ الحركة الديمقراطية الاجتماعية، وهم متشبثون بمبادئ الحزب بعد أن اطلعوا على القانون الأساسي للحزب، وهم مقتنعون بممارسة العمل السياسي في إطار إمارة المؤمنين. وأؤكد مرة أخرى أن هؤلاء التحقوا بالحزب من أجل ممارسة العمل السياسي في إطار ثوابت الأمة. والأهم بالنسبة لنا هو تحقيق مصالحة وطنية تضم السلفيين والإسلاميين وجميع المغاربة كي ينعم المغرب دائما بالاستقرار والنماء، وأن يستمر في مسيرته الديمقراطية التي ستجنبه جميع المخاطر والانحرافات. أما بخصوص إدريس هاني الذي يقول عنه الجميع أنه منظر شيعي، فيوم السبت الماضي أعلن عن انتمائه للسنة، وستأتي المناسبة لكي تتضح الصورة أكثر فأكثر، علما أن الترتيبات مازالت مستمرة مع هؤلاء الإخوة.. وفي الأسابيع القادمة ستظهر الكثير من المعطيات التي ستوضح الصورة تماما والسياق والحيثيات التي تم من خلالها انضمام هؤلاء.

2

+ وماذا عن حديث البعض عن وجود صفقة "غامضة" تم من خلالها قبول حزبكم لانضمام هذه العناصر؟

- لا صفقة هناك ولا وجود لأي إملاءات من أي جهة معينة.. وأؤكد مرة أخرى أن شخصية الرئيس المؤسسة كانت جد مؤثرة في اختيار هذه العناصر الانضمام للحركة الديمقراطية الاجتماعية. وبعد لقائهم مع الإخوة أعضاء المكتب السياسي والمجلس الوطني تم الاقتناع بصفة نهائية، والتحقوا بالحزب كباقي المغاربة لممارسة العمل السياسي في ظروف عادية وشرعية وشفافة .

+ تحدثتم عن وجود مفاوضات مع رموز السلفيين التي التحقت بحزبكم، وهل سيتم منحهم تمثيلية في أجهزة حزبكم ؟

- هذا أمر سابق لأوانه، وكما قلت لك هناك ترتيبات جارية مع هؤلاء الإخوة، وما ذكرته سيدخل في  سياق مباحثات ستجري مع المكتب السياسي والأمانة العامة.. الآن تم التحاق رموز من السلفيين، وقد أعلنوا عن وجود 400 شخص داخل السجون وخارج السجون عبروا عن رغبتهم في الالتحاق بالحزب، وستكون هناك مشاورات واجتماعات ستحدد كذلك شروط التحاق هؤلاء من جديد.

+ ألا تتخوفون من سيطرة رموز السلفيين على مراكز حساسة في الحزب، وبالتالي التأثير على توجهه الفكري؟

- الحزب مؤسسة ديمقراطية وتتوفر على هياكل، وأي عملية تخرج من داخل المؤسسات نرحب بها.