لم يكن يدري العميد ميشيل نيري، رئيس الشرطة القضائية بمدينة ليون الفرنسية، وهو يقضي بمدينة مراكش إجازة من أعلى مستوى، وأوقاتا من صنف خمسة نجوم، بأن القدر ينسج له في الواجهة الأخرى سيناريو مؤلم سيأتي على كل ما أمضاه من خدمة في سلك الأمن، كما سيكلفه خطايا الإدانة بتهم ثقيلة. إذ بعد لحظات الاستمتاع رفقة زوجته بشمس المدينة الحمراء، وجولاته بـ "الكوتشيات" عبر مختلف شوارعها، وأيضا الاستئناس ب، "حلاقي" جامع الفنا وأطباقه الجامعة لكل ما تشتهيه الأنفس. فبعد كل هذا، سيتضح للجهات الأمنية الفرنسية، بأن التكلفة المالية لكل ما تطلبته رحلة ميشيل نيري وشريكته، لم تكن من ماله الخاص، وإنما على حساب تاجر خطير للمخدرات في شكل رشوة، مقابل استفادته من تسهيلات وخدمات التزم بها ميشيل تيري من قبيل الإخبار بمكان وتوقيت التدخلات المفاجئة لرجال الأمن. وأمام ثبوت الأدلة والتي منها تسجيلات صوتية، لم يجد المتهم بديلا عن الاعتراف بالمنسوب إليه، وتأكيد تكفل تاجر المخدرات بنفقات الرحلة التي فاقت مبلغ 30 مليون سنتيم.
خارج الحدود