أُكره بنكيران على إبعاد "كوبل الحكومة"، الوزيرين لحبيب الشوباني وسمية بنخلدون، و"ثالثهما" عبد العظيم الكَروج وزير "الشكلاط". بمرارة تشبه نوعا من "العزاء" يزف بنكيران للشعب المغربي نبأ "التضحية" بثلاثة من وزرائه، ليس بسبب فضائحهم التي أساءت لحكومته، ولكن بسبب "الصحافة" الحسودة والناقمة التي أصبح لا شغل لها إلا النبش في الحياة الشخصية لوزرائه "هذا بغا ينعس.. خاليوه على راحتو".. "هاذو بغاو يتزوجو.. شي واحد عرض عليكم ولا حاشاها ليكوم".. "هذا مضروب على الشوكلاط.. شريتوه ليه من جيبكم..".

بنكيران، وهو يبعد الوزراء الثلاثة وكأنه يستل ثلاث شوكات من حلقه، و"الكَروج مسكين غير جات فيه الضربة" وهو يقول له بنكيران "مع السلامة.. شكرا على الزيارة" وهو يغلق خلفه بوابة الوزارة في مشهد تراجيدي.

"البلية صعيبة.. والفراق مصيبة.. شي دارتها بيه الطيارة.. وشي دارها بيه الشوكلاط.. وما يدوم غير وجه الله..." كلمات عزاء ورثاء لابد أن نقولها في هذا المقام، وفي حق وزراء لم تجد "الصوحافة" ما تخلد به هؤلاء الوزراء المغادرين لـ"مركب الحكومة"... والعبارة الأخيرة لبنكيران هو "مول المركب.. وحنا الحوت للي كيصدو". بنكيران أحيانا "كتصدق ليه شي استعارات.. وحتى هو فيه غير الفم".

لو كان للوزراء فضائل على الشعب وإنجازات تحسب لهم لما تدخلوا في حياتهم الشخصية "ميمكنش يكون عندنا ربعين وزير ووزيرة.. كَول قشلة ديال الووزارا... ومكيديرو والو.... بزااااف هاذشي... كيديرو الفقصة"... والصحافة اليوم لا تنشر إلا جزءا من هذه "الفقصة"... دابا بنكيران بهامته وقامته والصلاحيات التي منحها له الدستور في سابقة لم تمنح لأي حكومة أخرى يصرخ لقناة الجزيرة القطرية بأن الملك هو الذي يحكم... "إيييه ونتا وهاذ الجوقة ديال الوووزارا والنواب البرلمانيين المحترمين والمؤسسات الدستورية أشنو هي خدمتهم.. كيضربو الطرّ"

خونا بنكيران إيلا مكانتش عندك الثقة فنفسك والثقة فالدستور ديكَاج... "بنكيران غير داوي.. خاصو يدير غير الفراجة فين مامشا.. في البرلمان والتجمعات الخطابية وفي المؤتمرات وحتى في قناة الجزيرة... ولفراجة باقية كاينة ومضمونة 100 في 100... ياك جاي عبد الله بوانو وما أدراك ما عبد الله بوانو وعبد العالي حامي الدين.... القصارة ديال بصح يالاه غتبدا...

بوانو لي كان كيحمي البيضة فالطاس بالبرلمان سيصبح وزيرا وسيخرس كبقية الوزراء ويكتفي بالمشاهدة من الصفوف الأمامية المخصصة للوزراء المحترمين.

عبد العالي حامي الدين قضيتو شوية صعيبة.. ونحيي بنكيران على شجاعته وهو يعين صديقه الأستاذ الجامعي والطالب السابق الذي لم تجف يداه من اغتيال محمد بنعيسى آيت الجيد، الطالب اليساري الذي كان وقتها من أبرز رموز اليسار الراديكالي في جامعة ظهر المهراز، فاس، لكن التحقيقات التي فتحت في شأن هذا الملف تقف دومًا في منتصف الطريق، حسب عدد من نشطاء اليسار، لأنَّ الاتهامات في اغتياله تتجه لـ"الإطاحة" بعدد من الأسماء الوازنة في الحركة الإسلامية.

كاين شي فراجة كثر من هاذشي!!