السبت 21 سبتمبر 2024
سياسة

"عيوط" الحاج مغيث تهزم خطاب بنعبد الله في استمالة ساكنة دار بوعزة

"عيوط" الحاج مغيث تهزم خطاب بنعبد الله في استمالة ساكنة دار بوعزة

لا أحد بإمكانه، اليوم، مخالفة الرأي القائل بأن المغاربة أكثر الشعوب العازفة عن السياسة، على الرغم من محاولات "الماكياج" اليائسة التي يعمد البعض إلى القيام بها لإظهار الواقع على غير حقيقته. وهو الأمر الذي يستوجب كغيره من الظواهر السلبية بحث الأسباب بدل تزييف النتائج، خاصة وأن مجريات الوقائع أثبتت بأن المواطن العادي أذكى بكثير من السياسي، وأن أي مبادرة لتغليطه لن تلقى سوى مصير الفشل والإخفاق. لذلك لم يكن من الصعب التوصل إلى السر الكامن وراء استقدام بعض الأحزاب لفرق موسيقية وفوكاهيين بالموازاة مع تنظيم مهرجاناتها التواصلية. الجواب هو اعترافها الضمني بعجزها عن إقناع المواطنين بالاستجابة لدعوتها منفردة، ويقينها التام بأنها إن فعلت ستجد أعضائها أمام كراسي فارغة. وإن كانت الأمثلة الدالة على ذلك كثيرة، فإن اللقاء التواصلي الذي نظمه حزب التقدم والاشتراكية، يوم الأحد الماضي، بدار بوعزة ضواحي الدار البيضاء، حمل كل ما يثبت هذا الطرح. بحيث وفي الوقت الذي بحت حنجرة منشط اللقاء عبد الكبير حزيران حتى يكف الحاضرون عن تجادب الحديث فيما بينهم وينصتون للأمين العام نبيل بن عبد الله، وجد نفسه، أي منشط اللقاء، في غنى عن أي كلمة لشد انتباه المواطنين منذ مجرد اللحظة التي اقترب فيها الفنان الشعبي الحاجمغيث من الدرج المؤدي إلى أعلى المنصة، إذ لزم الجميع وبمحض إرادتهم الكراسي، مسلمين جميع جوارحهم عن طواعية للصدى الصادر من على المنصة، ومبدين اهتماما لم يتشرف بنصفه زعيم الحزب ومواليه. والأكثر أن الإقبال ذاته حظي به الفنانين الكوميدييين عبد الخالق فهيد وعز الدين الصقلي اللذان لم تكف الأصوات عن مناداتهما بالعودة إلى الخشبة كلما تهيآ للمغادرة. الطلب الذي لم "يُضصِّر" به الحاضرون المسؤول الحزبي الأول عن الحزب ولو مجاملة. رسالة إذن لابد وأنها نفذت إلى صفحات "كتاب" بنعبد الله وزمرته، لعلها تعطيهم اليقين الإضافي لتعلمهم بأن "اللي فراس الجمل فراس الجمالة"، والجميع يدرك أن الزوار "ماكايجيو ليهم حتى كتكون حاجتهم بيهم"، فضلا على أن المغاربة وببساطتهم، يظلون أوفياء لمبادئهم الحريصة على أن "اللي ما تصنت بالخاطر ما يتصنت بحزارة".