الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

عقارب الزمن المدرسي تتصالح مع المدرسة العمومية بوزان

عقارب الزمن المدرسي تتصالح مع المدرسة العمومية بوزان

الهدر المدرسي بأرقامه المهولة الذي تعاني منه المدرسة العمومية المغربية واحد من تجليات الأزمة البنيوية لهذه الأخيرة.... المغادرة القسرية لقاصرين وقاصرات فضاء واحدة من مؤسسات التنشئة الاجتماعية تصنفه المواثيق الدولية التي صادقت عليها المملكة المغربية وضمنتها دستور 2011 بأنها( اجبارية المغادرة ) اعتداء على حق من حقوق الانسان ، وهو الحق في التعليم ....كارثة الهدر المدرسي المعطلة لمسلسل التنمية لا يكلف القبض على أسبابها الكثير من العناء مادامت لا تنتمي الى عالم التماسيح والعفاريت ...العبث بالزمن المدرسي واحد من الأسباب الكثيرة والمتفاوتة الخطورة التي أجمعت تقارير وطنية ودولية غاصت في بطن المنظومة التربوية بأنها تتصدر لائحة هذه الأسباب.

مناسبة هذا الكلام ما رصدته نائبة وزارة التربية الوطنية بوزان عزيزة الحشالفة من اختلالات تمس الزمن المدرسي بعد أن نزلت في حملة زارت فيها في الأيام الأخيرة مجموعة من المؤسسات التعليمية ، منها ما هي مصنفة ضمن البؤر السوداء بالقطاع .

مصادر "أنفاس بريس" الموثوقة ترجع محاولة نائبة التعليم مصالحة بعض المدارس والثانويات مع الزمن المدرسي الى سيل الشكاوى الكتابية والشفاهية التي تقدم بها مواطنون ومواطنات الى نيابة التعليم بعد تسجيلهم للضرر الذي لحق أبائهم وبناتهم جراء عبث البعض ولو أنه قليل جدا بغلافهم الزمني . وتضيف نفس المصادر بأن نائبة التعليم ستكتشف في الحملة التي أطلقتها وتقودها بنفسها بالإضافة الى عدم انطلاق الحصص الدراسية في وقتها مما يشجع التلاميذ على الولوج المتأخر للحجرات ، ( ستكتشف) بأن بعض جداول الدراسة الموضوعة بالمصلحة النيابية المختصة بعد المصادقة عليها ليست هي المعمول بها ميدانيا ، والنتيجة المترتبة عن هذا الخلل " قتل " البعد التربوي حين وضع هذه الجداول الدراسية ، وترك التلاميذ والتلميذات يجوبون الشوارع والأزقة بين الحصص الدراسية .....شوارع جاهزة للفتك بهم وبهن.

لأن المجتمع التعليمي ليس وحدهم الملائكة من يسكنوه بل فيه شياطين محسوبين على رؤوس الأصابع طبعا ، ولأن المدرسة تربي على التشبع بقيم المواطنة الحقة وتشربها ، فإن مساحة المعركة ضد هدر الزمن المدرسي الذي أطلقتها نائبة وزارة التربية الوطنية بوزان تستوجب انخراط كل المتدخلين بالقطاع، من آباء وأمهات التلاميذ ، ونقابات تعليمية ، وأندية تربوية ، ومجالس التدبير ، ومجتمع مدني ، وجمعيات حقوقية ، وادارة ترابية ، وأن تظل عيون الجميع يقظة على مدار السنة ، وبالطبع لن نذكر بأن تدخل كل طرف مهما كان موقعه يجب أن يتم بالهدوء المطلوب ويحكمه القانون الذي يعلو ولا يعلا عليه .