أكد ماء العينين ماء العينين، رئيس منتدى الشيخ محمد الإمام للثقافة والإبداع، على أن "الوطنية الحقة والإخلاص لثوابت الأمة، والدفاع عن وحدتها التاريخية، لا يحتم علينا وعلى كل وطني غيور على وحدته الوطنية التصفيق لكل مبادرة أريد من خلالها الحفاظ على ما تمت الإشارة إليه، بقدر ما يلقي على كاهلنا مسؤولية التمعن والتفكير فيها مليا، بعيدا عن العاطفة والنظرة الضيقة للأمور والتحليل السطحي لها، قصد تجنب كل ما من شأنه أن يشوش من قريب أو بعيد على مغربية تلك الأقاليم الصحراوية التي نرى أنها شأن وطني بامتياز قبل أن تكون شأنا جهويا".
وأضاف عضو هيئة الإنصاف والمصالحة سابقا، خلال كلمته الافتتاحية بمناسبة تنظيم الندوة المتعلقة بالحكم الذاتي بالصحراء المغربية، مؤخرا، بالتنسيق مع كلية الحقوق السويسي الرباط، أن "التعلق بالوطن والدفاع عن مغربية الصحراء والتشبث بثوابت الأمة ومقدساتها لا يعني أن نصفق لمبادرة الحكم الذاتي تحت ضغط العاطفة العمياء، بقدر ما علينا أن نلقي بكل شجاعة وجرأة وعقلانية وموضوعية أسئلة، عما بعد هذه المبادرة الجريئة، إن قدر لها أن ترى النور، حتى ولو كانت هذه الأسئلة مقلقة ومستفزة، من قبيل:
هل يطمئن الصحراويون أينما وٍجدوا، الذين لا علاقة لهم بالأعيان والنخبة الموجودة هنا وهناك، وعموم أبناء الوطن إلى أن قيادة "البوليساريو" ستسهر على التطبيق السليم لمبادرة الحكم الذاتي لفائدة ساكنة الصحراء وهي التي أكد في شأنها -أي هذه القيادة- المكتب الأوروبي لمكافحة الغش أنه رصد في حقها اختلاسات مكثفة ومنظمة للمساعدات الإنسانية الدولية؟
هل نطمئن كذلك إلى أن النخبة في الأقاليم الجنوبية مهيأة لتحمل مسؤولية الحكم الذاتي، وهي التي يوجد من بينها من قال عنه جلالة الملك في خطابه الموجه إلى الأمة بمناسبة حلول الذكرى التاسعة والثلاثين للمسيرة الخضراء ما نصه: "هؤلاء الذين جعلوا من الابتزاز مذهبا راسخا ومن الريع والامتيازات حقاً ثابتا ومن المتاجرة بالوطنية مطية لتحقيق مصالح ذاتية"؟
هل نطمئن كذلك لو قدر لقمم الفساد والارتزاق والابتزاز هنا وهناك أن يتفقوا ويتحدوا على تطبيق المبادرة أن يكون اتفاقهم واتحادهم في صالح عامة الساكنة الذين يتجرعون مرارة الفقر المدقع والحرمان جراء ما ينعم به قادتهم وأعيانهم ووجهاؤهم من امتيازات خيالية وهم أي الأغلبية الصامتة لا يساومون في تشبثهم بوطنيتهم والدفاع عن هويتهم المغربية؟
هل نطمئن كذلك إلى أن الحكم الذاتي سيؤدي بنا إلى شاطئ الأمان في الوقت الذي تعاني جميع القبائل الصحراوية من أمراض القبلية المزمنة؟
أي مستقبل للحكم الذاتي في ظل هذه القبلية المقيتة في المجتمع الصحراوي في الوقت الذي نحن بحاجة إلى العصبية القبلية تدفعنا الى تعزيز الانتماء الوطني؟"
وبخصوص المنتدى، تحدث المستشار بمحكمة النقض، أنه بحمل اسم علم من أعلام الفكر والوطنية والتربية، هو الشيخ محمد الإمام بن الشيخ ماء العينين، تأسس بمبادرة من مجموعة من أساتذة التعليم العالي بكليات الرباط المحمدية تطوان أگادير وغيرها ومن شخصيات معروفة على الصعيد الوطني والعربي برصيدها العلمي والقانوني والحقوقي الكبير.