بدعوة من الجمعية المغربية "اجاندا" والمكونة من مجموعة من الفلاحين والباحثين والعاملين في مجال التنمية الفلاحية ومهنيي القطاع الخاص، والتي انضمت للإستراتيجية الوطنية للمغرب الأخضر وخاصة في مجال الزراعة التضامنية، قام مجموعة من الفلاحين الجزائريين من جمعية "همزة وصل" من ولاية سطيف بزيارة يوم 16 أبريل 2015 لمناطق فلاحية بالجماعتين القرويتين خميس كدانة وأولاد سعيد بإقليم سطات، كما سيزور يوم 17 أبريل جماعة ثوالث بنفس الإقليم وذلك من أجل الإطلاع على مشاريع الفلاحين الذين يزاولون الزراعة المباشرة (بدون حرث) في الأراضي البورية بهذه المناطق والاستماع إلى تجارب الفلاحين وكذلك إجابة أطر جمعية "أجاندا" على استفسارات الوفد الفلاحي الجزائري.. ويشمل برنامج الوفد زيارة المعهد الوطني للبحث الزراعي بسطات أيضا.. وقد بين الخبير الفلاحي وعضو الجمعية عز الدين براحلي بأن طريقة الزراعة المباشرة هو نظام جديد تستفيد منه الأراضي البورية التي لا تعتمد على السقي، وتسمى أيضا الزراعة الحافظة لأنها تسعى إلى التنمية المستدامة في الحفاظ على الموارد الطبيعية من تربة وماء وطاقة، وتحسن بالتالي من مردودية الأرض اقتصاديا بالنقص من كلفة الإنتاج ومن اليد العاملة.. وهذا النظام يحتاج إلى دعم من حيث الآليات وخاصة (البذارات)، والجمعية تتطلع في برنامجها لتطوير مشاريع في هذا الإطار سواء في تصنيع هذه الآليات أو صيانتها أو تغييرها، والتغلب على إكراه المكننة الذي يطرح بالنسبة لنظام الزراعة المباشرة بشكل كبير... لهذا تقوم الجمعية بتشجيع الفلاحة التضامنية عن طريق خلق الجمعيات والتعاونيات خاصة لتدبير استعمال المعدات الفلاحية كما هو معمول به بفرنسا في إطار ما يسمى كوليما.. كل هذا من أجل تنمية الأراضي الفلاحية التي تتميز بصعوبة استغلالها وضعف إنتاجيتها.
وفي تصريح خص به "أنفاس بريس" اعتبر سعدون البشير، عن الوفد الجزائري، بصفته فلاحا ومهندسا زراعيا بولاية سطيف بالجزائر، قال فيه أن الزيارة التي يقومون بها تدخل في إطار تبادل التجارب في الميدان الفلاحي بين مواطني البلدين والاطلاع على ما حققته الفلاحة المغربية من تطور.. وفي الحقيقة، فإذا استثنينا مجال الخضراوات والأغراس والأشجار التي يزخر بها المغرب فليس هنالك فرق كبير بين البلدين فيما يتعلق بميدان الحبوب، ونعاني في البلدين معا من صعوبة في الاكتفاء الذاتي من هذه الناحية. وأعتقد، يضيف محدثنا، بأن الفلاحة يمكن أن تشكل دافعا قويا لتكسير الحدود بين الشعبين اللذين تربطهما عدة نقط مشتركة مثل "بركوكش" هذه الأكلة اللذيذة الموجودة عندنا أيضا في سطيف، والتي نتناولها الآن بهذه الأرض الطيبة.