لم تخصص الجماعة الحضرية لمكناس سوى مبلغ هزيل جدا لإكمال مشروع تأهيل المدينة العتيقة الذي كان قد انطلق في عهد المجلس السابق، ألا وهو 2 مليون درهم.. وهو المبلغ الذي اعتبرته الجمعية المهنية لتجار المدينة العتيقة ضعيفا وغير كاف لإكمال الشطر الثاني من المشروع الذي يشمل تأهيل كل من سوق البزازين وسوق البزازين.
وحسب الجمعية المهنية لتجار المدينة العتيقة (الحاملة للمشروع)، فإن الشطر الثاني يستلزم تخصيص مبلغ 9 مليون درهم على الأقل، علما أن الشطر الأول من المشروع الذي أنجز في عهد المجلس السابق كلف مبلغ 7 مليون درهم، ولقي استحسان التجار والزوار وساكنة المدينة القديمة على حد سواء باعتباره ردا لاعتبار المدينة العتيقة التي تعتبر أول قبلة تجارية بجهة مكناس تافيلالت.
مصادر مطلعة بالجمعية المهنية لتجار المدينة العتيقة أشارت إلى أن التحاق كل من "العمران" وكذا المجلس الجهوي لمكناس-تافيلالت وعمالة مكناس هو السبيل لإنجاح الشطر الثاني من المشروع الذي شهد "بلوكاجا"، كما استغربت عدم وضع المشروع ضمن أولويات الجهات المعنية، علما أن سوق السكاكين وسوق البزازين يعدان من الأسواق المهمة بالمدينة العتيقة حيث تشهد رواجا مهما (تضم حوالي 700 محل تجاري).
وحسب نفس المصادر، فإن لقاء سيعقد هذا اليوم الجمعة مع رئيس جهة مكناس تافيلالت سعيد اشباعتو تمهيدا لإقناع المجلس الجهوي بالالتحاق بالمشروع، كما أجري اتصال مماثل بوالي جهة مكناس السابق أو الحالي لكن دون تلقي أي جواب في الموضوع، علما أن الوالي الجديد قام بزيارة للشطر الأول من المشروع بقبة السوق وأبدى استحسانه لهذا المشروع الذي كان له وقع إيجابي سواء على الرواج التجاري بالمدينة القديمة، حيث ارتفعت القيمة العقارية للمحلات التجارية، وكان له أيضا وقع إيجابي على الجانب السياحي.
وتترقب الجمعية المهنية لتجار المدينة العتيقة التحاق "العمران" بالمشروع، وهي التي ساهمت في إطلاق الشطر الأول من المشروع في عهد المجلس السابق، إذ قامت بتأهيل 3 كيلومترات من المدينة العتيقة (من باب عيسي الى غاية باب بردعاين).. إذ من شأن التحاق هذه المؤسسة بالمشروع ضمان إنجاح المشروع، وبالتالي تحقيق الحلم الذي يترقبه المئات من التجار بكل من السكاكين والبزازين.. فتأهيل وصيانة ذاكرة المدينة العتيقة هو السبيل الوحيد لإعادة الاعتبار لذاكرة الميدنة العتيقة الضاربة في أعماق التاريخ، وبالتالي تحقيق رواج تجاري وسياحي يساهم في تنمية مدينة مكناس.