الجمعة 17 مايو 2024
ضيف

الناشط الأمازيغي محمد أجغوغ: لدي كامل الثقة أن شباط سيقدم على مراجعة مواقف حزب الاستقلال تجاه الأمازيغية

 
 
الناشط الأمازيغي محمد أجغوغ: لدي كامل الثقة أن شباط سيقدم على مراجعة مواقف حزب الاستقلال تجاه الأمازيغية

يتطرق محمد أجغوغ، المنسق الوطني للمنظمة الوطنية الأمازيغية من أجل الصداقة والتعاون مع شعوب البحر الأبيض المتوسط، يتطرق في هذا الحوار إلى اللقاء المقبل الذي سيجمع أعضاء المنظمة الوطنية الأمازيغية من أجل الصداقة والتعاون مع شعوب البحر الأبيض المتوسط بالأمين العام لحزب الاستقلال يوم الإثنين المقبل.. مشيرا إلى أن هذا اللقاء سيقف عند المواقف التاريخية العدائية تجاه القضية الأمازيغية، إضافة إلى الخرجات الإعلامية لحميد شباط، معبرا عن رغبته في أن يقدم الحزب على مراجعة مواقفه تجاه الأمازيغية عبر تقديم نقد ذاتي، مبديا استعداد أعضاء المنظمة للتعاون مع شباط لبلورة مواقف جديدة لحزب الاستقلال تخدم القضية الأمازيغية.

+ في أي سياق يندرج لقائكم المقبل مع الأمين العام لحزب الإستقلال؟

- لقاؤنا المقبل مع الأمين العام لحزب الاستقلال يدخل في إطار اللقاءات التي تعقدها المنظمة الوطنية الأمازيغية من أجل الصداقة والتعاون مع شعوب البحر الأبيض المتوسط مع الشخصيات السياسية والدبلوماسية. ويأتي اللقاء مع الأمين العام لحزب الاستقلال بعد الاعترافات التي صرح بها حميد شباط، وخاصة تبنيه لرأس السنة الأمازيغية كعيد وطني.. وقد سجلنا وقوع مجموع من المتغيرات في مواقف حزب الاستقلال تجاه القضية الأمازيغية.. وسيكون اللقاء مع شباط لقاءا غير عادي، فهذه أول مرة نلتقي فيها أمين عام حزب معروف بعدائه للقضية الأمازيغية منذ تأسيسه.

+ ما هي المواضيع التي ستتطرقون إليها خلال لقائكم بشباط؟

- سنتحدث مع الأمين العام لحزب الاستقلال حول المواقف التاريخية العدائية تجاه القضية الأمازيغية، كما سنتطرق للخرجات الإعلامية لحميد شباط، وإلى أي حد تنسجم مع المواقف الرسمية لحزب الاستقلال.. ونحن نتمنى أن يقدم الحزب على مراجعة مواقفه تجاه الأمازيغية عبر تقديم نقد ذاتي لمواقفه تجاهها.. ولدينا الثقة الكاملة في شباط من خلال خرجاته الإعلامية الجريئة أنه سيقدم على مراجعة مواقف الحزب تجاه الأمازيغية، وخاصة أنه قال في إحدى خرجاته الإعلامية "أنا كأمين عام لحزب الإستقلال لا أتحمل أية مسؤولية إزاء المواقف السلبية ضد الأمازيغية التي كانت تصدر عن الأسر التقليدية التي كانت تتحكم حزب الإستقلال". هذا هو الذي شجعنا على عقد لقاء رسمي مع حميد شباط، إذ من الممكن أن نتعاون معه لبلورة مواقف جديدة لحزب الإستقلال تجاه الأمازيغية.

+ ولكن، ما هي الضمانات التي تتوفرون عليها للحديث عن تغيير مواقف حزب وطني مثل حزب الاستقلال، فالأمر لا يتعلق فقط بشخص الأمين العام للحزب؟

- حميد شباط أدلى بتصريح مؤخرا يشير فيه إلى أن حزب الاستقلال لم تعد تتحكم فيه الأسر التقليدية، وهو يعني بذلك الأسر الفاسية التي كانت معروفة بعدائها تجاه الأمازيغية.. على ضوء هذا التصريح يبدو أنه هناك احتمال سياسي كبير أن يقوم شباط بثورة جد مهمة على المواقف التقليدية للحزب تجاه الأمازيغية، وخاصة أن شخصية شباط هي شخصية مزاجية.. إذ من المعلوم أن من يتمتع بشخصية مزاجية في المجال السياسي قادر على الثورة على جميع المواقف. وأعتقد أن حميد شباط يمتلك الجرأة للانقلاب على المواقف التقليدية لحزب الاستقلال تجاه الأمازيغية والحديث عن أخطاء تاريخية للحزب تجاه الأمازيغية اعتبارا لكون الأمازيغية هي ملك لجميع المغاربة.. ويبدو أن هناك الكثير من الضمانات لحدوث ذلك، خاصة إذا تتبعنا الخرجات الإعلامية الأخيرة ومقاطعته جلسة مساءلة رئيس الحكومة، حيث التحق جميع برلمانيي الحزب بالتزامن مع ذلك بخنيفرة للاحتفال برأس السنة الأمازيغية على أساس أن هذا العيد هو عيد وطني، وبالتالي لا يمكن للحزب ولا لبرلمانييه المشاركة في لقاء برلماني لمساءلة الحكومة والذي يتزامن مع عطلة وطنية.. وهذه إشارات سياسية واضحة على حدوث تغيير في مواقف الحزب تجاه الأمازيغية.. وأعتقد أن أكبر مكسب للأمازيغية هو اعتراف عدو الأمس بالأمازيغية في الحاضر، وإشارة واضحة لأحزاب أخرى لازالت تكن العداء للأمازيغية.

+ ماذا لو كانت تصريحات شباط مجرد مغازلة للأمازيغ، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الإنتخابية؟

- الأشخاص الذين سيلتقون بحميد شباط يوم الاثنين المقبل لا يؤمنون بجدوى الانتخابات، وبالتالي فإن شباط لن يحقق أي مكسب على المستوى الإنتخابوي.. ونحن نعتقد أن الخطوات التي يدشنها تحمل ربحا أكبر للأمازيغية أكثر مما قد يربحه في الانتخابات، لأن الخريطة الانتخابية معروفة، وكل حزب له نفوذ في مناطق محددة دون أخرى. وأعتقد أن الربح سيكون سياسوي أكثر منه انتخابوي، ولقاؤنا مع شباط بعيد جدا عن المقاربة الانتخابوية.

+ ماذا لو جر عليكم اللقاء مع شباط انتقادات لاذعة من قبل بعض النشطاء الأمازيغ المتشددين، الذين عادة ما يصفون حزب الاستقلال ب "العدو التاريخي" للأمازيغية؟

- حدوث ذلك أمر طبيعي جدا، ونحن نعتبر أن الأمازيغية هي ملك لجميع المغاربة، ونعرف أن الأمازيغية وإلى وقت قريب جدا كانت محاصرة من قبل جميع الأحزاب السياسية باستثناء الحركة الشعبية المعروفة بمواقفها الضبابية تجاه الأمازيغية وحزب التقدم والاشتراكية الذي كان يمتلك موقفا جد متقدم تجاه الأمازيغية. وأعتقد أنه إذا استطعنا خلال لقائنا مع شباط انتزاع نقد ذاتي للحزب تجاه الأمازيغية فسيشكل مكسبا كبير جدا للأمازيغية سواء داخل المغرب أو خارج المغرب، لأن حزب الاستقلال يبقى هو الحزب المعروف بعدائه للأمازيغية.. ونحن سنكون أمام أمين عام جديد للحزب يصرح بكونه لا يتحمل مسؤولية المواقف التاريخية للحزب تجاه الأمازيغية، كما يبدي استعداده للنضال رفقة جميع المغاربة من أجل الأمازيغية. وأعتقد أن كل شيء قابل للتغيير، ففي السياسة صديق اليوم قد يصبح عدو الغد وعدو اليوم قد يتحول إلى صديق الغد.. هذه هي السياسة.. ولدينا أمل كبير في كون شباط بإمكانه القيام بثورة حقيقية على المواقف التاريخية لحزب الإستقلال.