الجمعة 17 مايو 2024
ضيف

خالد الرحموني: سنهدي الشعب المغربي طينة جديدة من الكفاءات في تدبير الشأن الترابي

 
 
خالد الرحموني: سنهدي الشعب المغربي طينة جديدة من الكفاءات في تدبير الشأن الترابي

يرى خالد الرحموني، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن الاستحقاق الانتخابي القادم لبنة جديدة في سياق تعزيز البناء الديمقراطي والمؤسساتي للبلاد، وخطوة في طريق التقدم نحو تحقيق الانتقال الديمقراطي الهادئ والسلس في مغرب ما بعد الحراك الاصلاحي المنبعث في فبراير 2011، والذي أنتج دستورا وانتخابات تشريعية سابقة لأوانها وغير مطعون في صدقيتها السياسية، وأفرز حكومة انتقال واصلاح مشكلة من  ائتلاف واسع  بقيادة العدالة والتنمية. مشيرا الى أن رهان حزب "المصباح" هو كسب معركة النزاهة الانتخابية وتعزيز ثقة الناس في نجاعة خيار الدمقرطة والاصلاح.

+ اقتربت ساعة الحقيقة مع انطلاق العد العكسي لـ "نزال" الانتخابات الجماعية، فما هي تحضيرات حزب العدالة والتنمية لهذا "النزال"؟

- الاستحقاق الانتخابي القادم نعتبره لبنة جديدة في سياق تعزيز البناء الديمقراطي والمؤسساتي للبلاد، وخطوة في طريق التقدم نحو تحقيق الانتقال الديمقراطي الهادئ والسلس في مغرب ما بعد الحراك الإصلاحي المنبعث في فبراير 2011، والذي أنتج دستورا وانتخابات تشريعية سابقة لأوانها وغير مطعون في صدقيتها السياسية، وأفرز حكومة انتقال وإصلاح مشكلة من ائتلاف واسع بقيادة العدالة والتنمية. ونحن نعتبر، بناءا على الرؤية ذاتها، أن النزال الانتخابي القادم فرصة متقدة لحماية الإصلاح من كل إمكانيات الردة والضربات الإجهاضية التي ما فتئت بعض الأطراف توجهها للتجربة الإصلاحية الجارية، وهي بالذات لحظة جوهرية لتحرير العديد من المدن والقرى والجماعات من الارتهان لقوى النكوص الديمقراطي، وبالضبط لقوى التحكم السياسي في قرار الناس، والتي تورطت في مصادرة إرادة النخب المحلية والناس من تنمية متوازنة للمدن والقرى من جراء النكسة التي تردت إليها في بحر 2009.. والكل يتذكر سيناريو التحكم والهيمنة الذي شمل التدبير العمومي للشأن الترابي في حينه، من قبل جهات كان هواها السلطوي وسلوكها السياسي يستجيب لإيقاعات الهيمنة والتحكم وفبركة النتائج. نحن الآن في مرحلة الرهان فيها: أولا إنجاح تحدي الإشراف السياسي على انتخابات، ثم تحقيق مزيد من التقدم في معركة النزاهة الانتخابية، ثم التوسيع التدريجي لنطاق المشاركة.. وهنا وجب التأكيد على أن الحزب ليس حريصا على القفز والكسب الانتخابي بعيدا عن هويته التنظيمية والسياسية.. نحن نتقدم بتدرج واتزان وتوافق مع قوى الدفع الديمقراطي في البلد، وعيننا على بلدنا من أن تتردى إلى متاهات النكوص والارتداد. وفي هذا الإطار نحرص كل الحرص على الوفاق والتدبير التشاركي والقطع مع منطق تقسيم الكعكة في التدبير الانتخابي..

+ هل حسم الحزب في اختيار مرشحيه؟ وما هي المعايير التي اعتمدها في اختياراته لتخطي عقبة منح التزكيات؟

- المؤسسات القيادية والسيادية للحزب وفية للهوية الديمقراطية لخطنا السياسي.. نحن لا نقبل أن تكون الأحزاب والكيانات السياسية أوعية لتكريس النفوذ والريع والتمكين لأصحاب الامتيازات والمنافع غير المشروعة، ولا أن تكون فضاءات لتوزيع الغنائم.. بالطبع المعايير هي نفسها التي ترتضيها لفرز النخب السياسية في كل المستويات.. حزب العدالة والتنمية أعطى مثالا يفضي إلى بناء السياسة على قواعد التخليق والكفاءة والتدبير الحسن والجيد.. معاييرنا موصولة بمدى المصداقية والمعقولية والفعالية والكفاءة التدبيرية التي يحوزها المرشحون في كل المستويات.. لسنا حريصين على الاستجابة للمنطق الكمي بتعبئة الجماعات واستعارة المرشحين والخضوع لرغبات البعض الذي يراهن على اللحظات الانتخابية للاغتناء وبناء النفوذ، بالعكس نحن نراهن على الجودة والكفاءة والتزام السياسي والمواطني أولا وقبل كل اعتبار آخر... تلك هي مقاييسنا في فرز النخب.. نحن نهدي للشعب المغربي طينة جديدة من الكفاءات في تدبير الشأن الترابي، بما تتيحه لنا المرحلة والامكانيات الذاتية..

+ ما هو سقف رهاناتكم في الانتخابات المقبلة؟ وهل مهدتم الطريق لكسب مفاتيح المدن الكبرى كي يجلس مرشح من حزبكم على كرسي عمادة إحدى هذه المدن؟

- رهاناتنا السياسية هي بالضبط إحداث تقدم معتبر في مسلسل الدمقرطة وربط القرار العمومي في تدبير المدن والقرى بالصوت الانتخابي، أي بإرادة الناخبين والمواطنين.. رهاننا أن تتمكن بلادنا من فرز جماعات ترابية تليق بالمرحلة التي يقطعها المغرب ويتطلع إليها كل الديمقراطيين.. رهاننا هو تمنيع التجربة الإصلاحية الوليدية من كل إمكانيات التراجع والتشويش والإجهاض.. رهاننا كسب معركة النزاهة الانتخابية وتعزيز ثقة الناس في نجاعة خيار الدمقرطة والاصلاح.. وهذا يتطلب بالطبع حماية المكتسبات بالنظر إلى كوننا، بالرغم من سياق الردة الذي حكم 2009، كنا وما زلنا الحزب الأول على مستوى المدن والقوة السياسية الأولى.. ونحن نتدرج برفق في تعزيز المكاسب السياسية في مستويات أخرى. بالطبع عيننا على اتجاهات الإرادة العامة للناخبين، ونحن أوفياء لتعاقداتنا السياسية داخل الائتلاف الحكومي الحالي، ويدنا ممدودة للقوى ذات المصاقية والرغبة في إدارة مختلفة للشأن الترابي لتعزيز تجربة الانتقال الديمقراطي.. وغير ذلك تفاصيل لم يحن أوانها بعد. 

+ ما الذي سيغري الناخبين في برنامجكم الانتخابي ويحملهم على الثقة في "حبر على ورق"؟

- النظر في البرنامج الانتخابي أو بصيغة الجمع البرامج المعروضة للمدن، ستراعي الخصوصيات المجالية والمناطقية والحالات المميزة لكل تجربة على حدة، ولكل سياقها، لكن العناوين الكبرى لن تختلف عما سطر في البرامج السابقة، لأن لها راهنية، عناوين التأهيل والتنمية والاندماج وإدراج التجارب الترابية في سلم التنافسية/ الخ.. لكن سؤال النخبة وكفاءتها وجدارتها في التدبير ومصداقيتها ومحاربة عديد من الظواهر هو الهاجس المسيطر الآن، لكن الجهود منصبة الآن في الحزب على الإعداد الجيد للحصيلة مع البرامج الانتخابية..

+ خلال أي استحقاق انتخابي تنشط جيوب الفساد داخل بعض الأحزاب، فهل حصن حزبكم قلاعه كي لا تتسرب رياح الفساد الانتخابي؟

- بالضبط آلة الفساد والتخريب والاستقطاب تشتغل ليل نهار، وهي تقاوم بشراسة، وستظل تناكف وتمانع لتحصين قلاعها.. لكن المغرب الآن قطع أشواطا، وأمامه فرص لهزم ومحاصرة تحالفات المال السياسي والكيانات البلطجية وبقايا النفوذ والسلطوية.. والمعركة الانتخابية القادمة ستكون محددة في هذا المسار، وأيضا موجهة لتدبير المدن والقوى ليكون لها مكان تحت الشمس وتكون لها مناعة وتنافسية مجالية ودولية.. العدالة والتنمية مع عديد من الشرفاء والديمقراطيين سيتصدون لهذه المعركة برصيدهم في ساحة المصداقية ونظافة اليد، وسيعملون على تمنيع كياناتهم الحزبية من كل اختراق محتمل، وذلك من أجل صد هجومات آلة الفساد والتحكم وحرصها على ذلك، وهذه معركة ممتدة، ساحتها النخب المحلية والأحزاب والقوانين وإرادة الدولة المعلنة في القطع مع الفساد العمومي..

+ أكبر "عدو" ستواجهونه في الانتخابات المقبلة هو حزب "الأغلبية الصامتة"، فهل وضعتم إستراتيجية لمواجهة سلاح "المقاطعة" الذي سيُشهر في وجوهكم؟

- مع كل التقدير لهذا الطرح، فإن مفهوم الأغلبية الصامتة المشار إليه، مطاط ومضلل وليست له فعالية في التحليل ولا قدرة في التفسير والفهم.. يا سيدي الديمقراطية رهان حاسم، قاعدتها المشاركة السياسية، ووعاؤها الانتخابات وهي معركة بين فرقاء.. المقاطعة سلاح غير فعال ولا ناجع ولا مؤثر.. الفساد والاستبداد يكرس بالانسحاب من ساحة المشارة.. حزب العدالة والتنمية يراهن على بناء الوعي الجماعي والجماهيري للناس، وعلى إقناعهم بالمساهمة في تحمل المسؤولية التاريخية لإنجاح الانتقال وتوسيع فضاء المشاركة وعدم التمكين لقوى الردة الديمقراطية والفساد العمومي والتحكم السياسي.. في ذلك، الحزب وشبيبته انخرطا في حملة وطنية لتحفيز الناس على المشاركة، وساهمنا بدورنا في جدل الإقناع والنقاش العام والمباشر مع المواطنين.. نحن لسنا حزب مواسم ولا جولات عابرة ولا محطات فورية، نراهن على ذكاء شعبنا وعلى تفاعله مع الإصلاحات التي انطلقت مع هذه الحكومة، ووجب المشاركة الفاعلة لتعزيزها..