علمت " أنفاس بريس " من مصادر مطلعة بدوار النزالة الرداية بمكناس، أن السلطات المحلية وفي مبادرة هي الأولى من نوعها قررت تسوية الوثائق القانونية لساكنة هذا الدوار الصفيحي الذي كان تابعا للجماعة القروية الدخيسة، قبل أن يتم ضمه إلى الجماعة الحضرية لمكناس في إطار التقطيع الترابي السابق.
وذكرت نفس المصادر، أنه أصبح بإمكان السكان الحصول على شهادة السكنى شريطة إثبات إقامتهم بدوار النزالة الرداية عبر شهادة شخصين راشدين يحملان البطاقة الوطنية تؤكد إقامتهما بالحي، وهو بمثابة اعتراف ضمني للسلطات المحلية بساكنة هذا الدوار الصفيحي ، بعد أن كانت في الفترة السابقة ترفض رفضا باتا تمكين السكان من الحصول على شهادة السكنى مما أدى إلى حرمان العديد من السكان من الحصول على الوثائق القانونية وبالتالي ضياع حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية وضمنها الحق في العمل وإبرام عقود الزواج، والتمدرس، بل الأنكى من ذلك هو إقصائهم من المشاركة في مختلف الاستحقاقات الانتخابية السابقة وكذا حرمانهم من التصويت في الاستفتاء على دستور 2011 ، مما يعني أن سكان دوار النزالة الرداية أصبح بإمكانهم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الجماعية المقبلة، لكن الإشكال – تقول نفس المصادر لـ " أنفاس بريس " هو استغلال هذا المكتسب الذي حصلت عليه الساكنة لأغراض سياسوية، حيث قام أحد أعيان المنطقة باستمالة بعض السكان المغلوبين على أمرهم من أجل تقديم شهادات لفائدة بعض المقربين منه بغية الحصول على شواهد السكنى بالحي مقابل مبالغ مالية وصلت – حسب شهادة إحدى القاطنات بالحي – الى 500 درهم، علما ان هذا الشخص مسجل بحي النزالة في إحصاء السكان 2004 ويملك البطاقة الوطنية تشير الى إقامته بالحي، دون أن يحدث ذلك واقعيا فهو لا يملك – تضيف مصادر " أنفاس بريس " سوى إسطبل بالدوار. وقد أبدى بعض السكان تخوفهم من دخول أشخاص من خارج الدوار للحصول على شواهد السكنى تمهيدا للحصول على براريك في الدوار مما قد يعني ارتفاع عدد البراريك الصفيحية في الشهور المقبلة بسبب هذه التلاعبات.
من جانب آخر، انعقد مؤخرا الجمع العام التأسيسي لإحدى الجمعيات بالدوار، والتي يقطن رئيسها ( ا. ص) بحي الحميديين ببرج مولاي عمر، والذي يملك براكة بدوار النزالة دون أن يقطن بها، وقد قدم مؤخرا لتقديم شهادة لفائدة نائبه المتورط في بناء براريك عشوائية سبق أن تعرضت للهدم من طرف السلطات المحلية، فقام بإعادة بنائها في وضح النهار علما أنه سبق أن اعتدى على عون سلطة وسط المقاطعة 15.
يذكر أن دوار النزالة الذي يقع فوق أراضي تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، يضم حاليا 3000 إلى 4000 براكة، وقد سبق أن تعرض الدوار لحريق مهول في يوليوز أدى إلى إتلاف 140 براكة ، وقد خاض السكان عدة مسيرات ووقفات احتجاجية من اجل المطالبة بإعادة هيكلة الحي وتخليص السكان من الأوضاع المزرية التي يعانونها بسبب غياب مختلف المرافق والخدمات بالحي (غياب الماء والكهرباء ، غياب التطهير السائل ، غياب خدمة النظافة..) لكن ظل الجواب الرسمي للسطات المحلية هو غياب أي مشروع رسمي لإعادة هيكلة الحي تتبناه وزارة الداخلية.