الجمعة 17 مايو 2024
ضيف

عبدو المنبهي: الحركات المتطرفة استقطبت أكثر من 200 شاب من أبناء المهاجرين المغاربة بهولندا

 
 
عبدو المنبهي: الحركات المتطرفة استقطبت أكثر من 200 شاب من أبناء المهاجرين المغاربة بهولندا

أكد عبدو المنبهي، رئيس المركز الأورو متوسطي للهجرة والتنمية، أن الجمعيات المغربية بهولندا ستنظم مسيرة وطنية ضد العنصرية وضد الإسلاموفوبي بمناسبة اليوم العالمي ضد العنصرية الذي يصادف 21 مارس من كل سنة. وشدد الفاعل الجمعوي بهولندا أن الجمعيات المغربية والمسلمة بهولندا والتي يفوق عددها 80 منظمة جمعوية، سترفع العديد من المطالب للحكومة الهولندية لحماية المسلمين وذلك نظرا للأوضاع الحالية التي تعيشها هولاندا والعديد من البلدان الأوربية،والتي تتجلى في اعتداءات جسدية على المسلمين وهجومات على المساجد ومضايقات للنساء المرتديات الحجاب. ونفى رئيس المركز الأورو متوسطي للهجرة والتنمية، أن تكون هذه التظاهرة بتنسيق مع الحكومة المغربية، مبرزا أن هذه الأخيرةلا علاقة لها بحقوق المهاجرين المغاربة التي يشن عليها هجوم شرس، ولا علاقة لها بالتضامن مع ضحايا العنصرية التي تعيشها الجالية المغربية. 

+ تستعد الجالية المغربية في هولاندا للمشاركة في مسيرة يوم 21 مارس 2015، لماذا هذه المسيرة؟

- كل سنة وبمناسبة اليوم العالمي ضد العنصرية الذي يصادف 21 مارس اليوم العالمي ضد العنصرية، تنظم تظاهرات وتجمعات في مختلف بلدان العالم. إذ اختارت الجالية المغربية والمسلمة في هولندا الاحتفال بهذا اليوم الأممي من خلال تنظيم مسيرة ورفع شعار لهذه التظاهرة هو "ضد العنصرية والإسلاموفوبي"، وذلك نظرا للأوضاع الحالية التي تعيشها هولاندا والعديد من البلدان الأوربية والتي تتجلى في اعتداءات جسدية على المسلمين وهجومات على المساجد ومضايقات للنساء المرتديات الحجاب، وتتجلى كذلك في الخطاب العنصري السياسي والإعلامي الذي يربط الإسلام بالإرهاب.هناك كذلك اعتداءات لفظية على المسلمين. كل هذا جعلنا نعقد اجتماع ضم 80 منظمة اجتماعية أجنبية مغربية إسلامية مناهضة للعنصرية، للإعداد لهذه المسيرة التي سيكون شعارها" مناهضة العنصرية الإسلاموفوبية" كما رفعنا مجموعة من المطالب للحكومة الهولندية.

+ ما هي أهم هذه المطالب؟

- نظرا لحدة العنصرية التي تتعرض لها الجالية المسلمة والمسلمين بصفة عامة في هولندا، رفعنا لائحة من المطالب، أبرزها مطالبة الحكومة الهولندية بحماية المسلمين باعتبارهم جزءا من مواطني البلد وحماية المؤسسات والمنشآت الإسلامية من مساجد ومدارس ومعاهد، خاصة أن العديد من المسلمين بهولندا أصبحوا يشعرون بالخوف بعد تنامي الاعتداءات على المساجد في عدد من المدن الهولندية. كما نطالب الحكومة الهولندية باعتبار الإسلاموفوبي جزءا من العنصرية، ووضع إجراءات جدية للحد من هذه الظاهرة ومعاقبة كل من يمارس هذا النوع من العنصرية، لاسيما أن الهولنديين لا يعترفون بالإسلاموفوبي كشكل من أشكال العنصرية الموجودة في المجتمع الهولندي، كما يعترفون "باللاسامية" و"بالهموفوبي" كجزء من العنصرية، إذ تتخذ إجراءات قانونية صارمة في حق كل من يثبت في حقه القيام بهذه السلوكات العنصرية.

+ ما هو البرنامج الذي سطرتموه لهذه التظاهرة للتحسيس بخطورة العنصرية تجاه المسلمين ولمكافحة إرهاب الجماعات المتطرفة؟

- سيتخلل هذه التظاهرة الوطنية، والتي ستكون في 21 مارس 2015، مجموعة من حلقات النقاش وستنظم قبل أسبوع من المسيرة، كما سنعقد الموائد المستديرة وحلقات النقاش العام في عدد من المدن الهولندية في إطار التعبئة لهذه التظاهرة، حيث سينصب النقاش حول خطر "الإسلاموفوبية" وعلاقة هذه الظاهرة بالعنصرية. وسنبحث سبل خلق جبهة موحدة بين المسلمين المغاربة والهولنديين من أجل مواجهة هذا الخطر. وتوضيح موقف الجالية المسلمة من العلاقة بين الإسلام والتطرف ، وتبيان أن الدين الإسلامي هو دين سلم وسلام ولا يدعوا إلى التطرف والتعصب والتشدد.

في اعتقادي أن الجماعات المتطرفة مثل داعش وغيرها تشكل خطرا على أبناء المسلمين في هولاندا وفي جميع دول العالم. والإحصائيات تؤكد ذلك حيث تم استقطاب أكثر من 200 شاب من أصول مغربية بهولندا للقتال في سوريا والعراق. والخطير أن هؤلاء الشباب فيهم أطفال لا يتجاوز عمرهم 13 أو 15 سنة ذكورا وإناثا. هذه الظاهرة الخطيرة تمهد الطريق للرأي العام العنصري وللأحزاب العنصرية في هولاندا من شن حملة عنصرية شرسة على المغاربة وعلى المسلمين بصفة عامة، إذ تصفهم بالإرهاب والتطرف. نحن اليوم نخوض حربا شرسة لتبيان أن الإسلام لا علاقة له بالتطرف وبالأعمال الإرهابية وأنه ليس كل مسلم إرهابي.. فنحن كجمعيات يجب أن نعمل على وقاية أبنائنا من خطر الفكر الإرهابي، والتي تغذيها مظاهر الاستلاب الثقافي والعنصرية والفقر البطالة التي يعاني منها أبناء الجالية المسلمة.. كل هذا يعطي فرصة للمتطرفين كي يستغلوا هؤلاء الشباب وتجنيدهم لصالح الحركات المتشددة. نحتاج لفكر إسلامي متنور يعمل على تنقية الإسلام من الفكر المتطرف ونشر فكر إسلام المحبة والتعايش والسلم والسلام.

+ هل تم التنسيق مع الحكومة المغربية، وهل تحركت من أجل الدفاع على الجالية المغربية المسلمة ودعمكم ماديا ومعنويا؟

- لقد فقدنا الثقة كليا في دور الدولة المغربية في هذه القضايا، فالحكومة المغربية لا علاقة لها بحقوق المهاجرين المغاربة التي يشن عليها هجوم شرس، لا علاقة لها بالتضامن مع ضحايا العنصرية التي تعيشها الجالية المغربية. نحن نتحمل مسؤوليتنا ونفعل كل ما في وسعنا للدفاع عن مصالح الجالية المغربية بهولاند. فإذا اخذنا ملف تعويضات أبناء وأرامل المسنين المغاربة بهولاند وتجمع العائلي، نجد أن الحكومة لم تقدم شيئا لهذه الفئة.. بل تأكد لنا أن المسؤولين المغاربة لا يهمهم أمر الجالية، كل ما قاموا به هو بعض الخرجات الفلكلورية في البرلمان ومجلس المستشارين شعارها "سندافع" و"سنتضامن"، ولم نر أي إجراءات ملموسة تحمي الحقوق الاجتماعية للمهاجرين المغاربة بهولندا، وتركوا الحكومة الهولندية تفعل ما تشاء متسببين في ضياع حقوق 6600 مسن مغربي بهولاند.. هذا مع العلم أن الحكومة المغربية تملك الإمكانيات للضغط على الحكومة الهولندية من خلال توقيف مجموعة من الاتفاقيات تربط البلدين.

+ هل نفس القول ينطبق على مؤسسة مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج؟

- المجلس منذ إحداثه لا علاقة له بالجالية وبمشاكل الهجرة، بل إنه يستعمل الاعتمادات المالية المخصص له في خرجات وتظاهرات فلكلورية وسفريات، بينما قضايا الهجرة والمهاجرين المغاربة بالخارج هي آخر شيء يمكن أن يفكر فيه المجلس. فمثلا التظاهرة الأخيرة للمجلس ومشاركته في المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء، لا علاقة له بمشاكل الجالية، لأن مشاكل ملايين المواطنين بالخارج، لا يمكن حلها بتظاهرة في معرض للكتاب، ولأن نشر الفكر المتنور والحداثي والتضامني، وسط الجالية المغربية بالخارج، يتطلب الاختلاط معهم ومشاركتهم همومهم ومشاكلهم ومعاناتهم. المسؤولون عن المجلس هم أعداء الهجرة ومطالبها، وأعطي مثالا صارخا عن ذلك، هي مسألة المواطنة والمشاركة السياسية.. ففي الوقت الذي يستوجب على المجلس تقديم استشارات من أجل تسهيل حق المشاركة السياسية للمهاجرين المغاربة، نجد أنهم ضد هذه المشاركة السياسية وضد حق من حقوق المواطنة. بل جل تصريحات المسؤولين عن المجلس أكدت أن مواقفهم عدائية تجاه مشاركة المهاجرين في إطار حقهم الدستوري كمواطنين. ولا أعتقد أن مغاربة الخارج سيشاركون في الانتخابات القادمة في 2016، لأننا لا نجد أي قانون تنظيمي ولا حتى الرغبة السياسية لدى الحكومة والأحزاب من أجل تسهيل هذا الحق للمهاجرين المغاربة.