طفل يضع ثمرة فاكهة غير مغسولة في فمه وآخر يمسك بقطة في الشارع.. لقطات تثير ذعر الآباء الذين يحاولون توفير بيئة نظيفة شبه معقمة حول أطفالهم، لكن العلماء يحذرون من أن الحرص الزائد يضعف مناعة الطفل.
يحاول معظم الآباء والأمهات تحقيق أعلى معدلات من النظافة في البيئة المحيطة بأطفالهم ظنا منهم أنهم بذلك يحموهم من الميكروبات، لكن دراسة حديثة أثبتت أن الطفل بحاجة لبعض التلوث ليتمتع بجهاز مناعة قوي. وأجرى باحثون ألمان دراسة شملت أكثر من 2500 من أبناء المزارعين في ألمانيا والنمسا وسويسرا، ممن لا يعيشون في بيئات "شديدة النظافة" ويتعاملون مع الحيوانات ويلعبون في الحظائر ويشربون اللبن الطازج غير المعقم.
وقارن الباحثون بيانات الحالة الصحية لهؤلاء الأطفال بحالات أطفال المدن الكبرى ممن يتمتعون بأقصى درجات النظافة، وخلصوا إلى أن معدلات الإصابة بحساسية الصدر والأنف لدى أبناء المزارعين أقل بكثير من أبناء المدن الكبرى، وفقا لنتائج الدراسة التي نشرها موقع "فاميليه" الألماني. وخلصت الدراسة إلى أن الشهور الأولى في عمر الطفل تلعب دورا مهما في تشكيل وتقوية جهازه المناعي.
ونقل التقرير عن غيرالد كالاهان، أستاذ المناعة بجامعة كولورادو قوله: "جربت الأمر على أبنائي شخصيا فقد كانوا يلتهمون القاذورات بمتعة غريبة.. تراب الشارع، الخضروات الذابلة، حشيش الحدائق، بواقي الحشرات". ويقول الخبراء إن إصابة الطفل بالمرض نتيجة الأشياء غير النظيفة يحتاج لتناول كميات كبيرة منها، لا يصل الطفل عادة إليها، وفق ما أورد موقع "فاميليه".
(المصدر: موقع "دويتشه فيله")