الجمعة 22 نوفمبر 2024
جالية

أيام صعبة للجالية المسلمة في الدنمارك

أيام صعبة للجالية المسلمة في الدنمارك

بعد الأحداث التي عاشتها الدنمارك نهاية الأسبوع الماضي والتغطية الإعلامية الغير المنصفة إزداد العداء للمسلمين من خلال اعتداءات جسدية تعرض لها بالخصوص العديد من النساء ولم يستثنى منها حتى الرجال في كل مكان حتى في وسائل النقل العمومي وفي الشغل بل وفي كل مكان نظرة الدنماركيين لنا تغيرت لم تسلم من الإعتداءات حتى النساء الحوامل اللواتي لا يفصلهم عن الوضع إلا أيام معدودة... في أحد شوارع العاصمة المزدحمة، تعرضت إحداهن إلى الضرب المبرح في كل مكان وبدون رحمة لا لشيئ إلا لأنها مسلمة دفعها عنصري حتى سقطت ومن حسن حظها إنها سقطت على ظهرها ولا أحد يقف لنجدتها ويستنكر هذا العمل العنصري الجبان . شابة أخرى كانت بانتظار الحافلة، فإذا بعنصري يقف بجنبها ويدفعها حتى سقطت أرضا وهو يتلفظ بكلام نابي لم يكتفي بذلك بل وجه لها ركلة حتى نزفت دما. هذا نموذج لحالات تعد بالآلاف يفصح عنها المسلمون في المواقع الإجتماعية ولا تحرك لجهاز الشرطة لحماية مواطنين دنماركيين يتعرضون للعنف وللميز العنصري والذي يعاقب عليه القانون الدنماركي. لم يقتصر العنصريون باستعمال العنف اللفظي والجسدي بل أصبحوا يوجهون تهديدات مكتوبة بتفجير المساجد يوم الجمعة ودون أن تحرك الأجهزة الأمنية ساكنا، في الوقت الذي كان يجب أن تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد. إزدياد حدة العنصرية والتهديدات، جعل الكثير من المواطنين يعيشون ظروفا نفسية صعبة، خصوصا النساء والجيل الأول الذي ساهم في بناء الدنمارك. الأزمة النفسية تخيم كذلك على الجيل المزداد في الدنمارك بمختلف أعمارهم . النموذج لطفل يدرس في مدرسة عمومية ينحدر أبويه من المغرب، تأثر بشكل كبير، بما شاهده، يوم الأحد الماضي،عندما شاه جثة الشاب القتيل الإرهابي المحتمل- حسب الصحافة- الجثة التي بقيت جاثمة على الأرض بوجه مكشوف. تأثره كان واضح، من خلال كلام موجه لمعلمته قائلا لها "أنتم دائما توجهون انتقاداتكم للمسلمين." العمل المدان الذي قام به شاب ازداد وترعرع في الدنمارك يتحمل انحرافه جهات متعددة:

- سياسات الحكومات المتعاقبة والتي فشلت في سن سياسة لإدماج الأقليات.

- الأسرة وعدم مواكبتها للنظام التربوي.

- الصحافة والإعلام الذي يغذي ظاهرة الإسلموفوبيا

- منظمات المجتمع المدني .

- المؤسسات الدينية والتي فشلت في تدبير الشأن الديني

- مواقف بعض الأحزاب العنصرية وبالخصوص حزب الشعب الدنماركي من الإسلام والمسلمين.

نحن الآن أمام أزمة حقيقية تتطلب تغيير الخطاب الديني وحوارا حضاري يشارك فيه كل المتدخلين لمحاربة ظواهر تفشت في شبابن. بناء الإنسان يتطلب التوجيه الديني الذي يمس عقيدة المسلم في هذا المجتمع ماحدث نهاية الأسبوع  يحتم علينا الإنخراط في العمل السياسي والدفاع عن حقوقنا.

إذا ليكن ماحدث وتبعاته درسا لنا نستفيذ منه ونتطلع لمبادرات جادة يشارك فيها الجميع من أجل تصحيح نظرة الدنماركيين للإسلام الذي هو دين التسامح والتعايش بين كلالأديان المسيحية واليهودية والإسلام.