الأحد 22 سبتمبر 2024
مجتمع

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تتأرجح بين الفشل والنجاح

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تتأرجح بين الفشل والنجاح

بخصوص مشاريع الوزارة في صرف أموالها، نجد في المقام الثاني برنامج مراقبة المساجد والتي سميت بالظهير الشريف الصادر الأخير" التفقد"، هذا البرنامج بدوره انطلق في بداية 2006 لكن كفكرة كانت منذ عهد الوزير السابق عبد الكريم المدغري. إذ اقترح أن يكون للمساجد شرطة خاصة، ولكن لحساسية دور العبادة رفض المشروع، وتم تعديله بعدها. ونظرا لخوف الوزارة أن تقع في نفس المطب المتعلق بالأئمة المرشدين لم يتم تعيينهم كموظفين، بل كقيمين دينيين. ورغم العديد من تحفظات داخل الوزارة حينها على إحداث هذا المنصب، إلا أنه أنجز، وهو الآخر ولد أعرجا، وكأن الوزارة تنظر إلى قدميها.. فمن هي الجهة التي وكل إليها أمر اختيار المراقبين؟ وما هي معايير الاختيار وشروطه ومهامه؟

في بداية 2006 وكلت الوزارة مناديبها لاختيار مراقبي المساجد ومساعديهم، وتركت عملهم تحت إشراف المناديب شخصيا، وعوض أن تكون الرؤية مستقبلية للمهمة ويستشرف بها صلاح الشأن الديني، واعتماد أصحاب مؤهلات أو كفاءات اعتمدوا في مجملهم معيار الولاء، بحيث سيصبح المراقب الذراع الأول للمناديب. فلماذا تم التفكير في المصلحة الشخصية لهم ولم يتم التفكير في مصلحة المشروع؟

مما لا شك فيه أن التفكير كان حينها البحث عن الموالين والبحث عن العناصر التي لا تعرف إلا كلمة السمع والطاعة، وكانت ضالتهم في أبناء الأئمة، الذين بدورهم كان منهم عدد لا بأس بهم  من حاملي الشواهد، ليحمل هذا البرنامج مجموعة من التناقضات.. فهناك المراقب الموجز وصاحب شهادة الماستر ومنهم من لم يدخل حتى للمدرسة.. ليتساوى بذلك صاحب العلم و الجاهل، حامل لكتاب الله والعامي. وبهذا المقياس ندرك أن مقاييس الشغل بهاته الوزارة من نوع خاص، رغم أن الوزارة تملصت من هذا الالتزام، من خلال إبعادهم عن التعاقد..

ونظرا لتضارب المهام وكثرة الفاعلين في الشأن الديني اختلط الأمر على الكل بدءا من المراقبين وانتهاء بالمناديب.. فدورهم يقتصر حسب تعيينهم على مراقبة الأجواء وعمل القيمين بالمساجد وغيرها.. إلا أننا نجد من بينهم كفاءات نادرة نستغرب لعدم استغلالها من طرف الوزارة الوصية، فمنهم المجازين ومنهم التقنيون.. وبين هؤلاء وهؤلاء الأميون.. لذلك كثرت تساؤلاتهم، لماذا لم يتم الإدماج علما أن هناك العديد من المندوبيات صاروا بها هم العمود الفقري. وعوض إعلان المباريات التي يعرف مسبقا أصحاب مناصبها كان حليا بها التفكير في وضعية هؤلاء الذين أثبتوا فعلا أنهم وإن انتقوا بمعيار الولاء فقد جمعوا بين الولاء والكفاءة. فالمتعلم نفع بعلمه والأمي نفع باتباعه الأعمى دون نقاش.

وبين هذا وذاك ضاعت فئة من الشباب المغربي الذي يطمح في كرم الوزارة أن تعترف ذات يوم بمجهودهم ويتم تعيينهم، كما كانت كريمة معهم بالزيادة في الأجور ومنحهم التغطية الصحية وكذا استفادتهم من المؤسسة الاجتماعية، خصوصا وأن ثمن فشل المرشدين يتحملون وزره، بل ويقومون مقامهم في العديد من المهام.