الجمعة 22 نوفمبر 2024
جالية

رسالة مفتوحة من مناضل اتحادي بالخارج إلى الأمين العام لمجلس الجالية المغربية عبد الله بوصوف

رسالة مفتوحة من مناضل اتحادي بالخارج إلى الأمين العام لمجلس الجالية المغربية عبد الله بوصوف

وجه البشير حيمري، مناضل اتحادي مقيم بكوبنهاغن، رسالة مفتوحة إلى الأمين العام لمجلس الجالية المغربية عبد الله بوصوف، ينتقد فيها المجلس وسوء تدبيره لمشاكل الهجرة والسياسات العمومية في ما يخص ملف الجالية المغربية... مشيرا إلى أن ما قدمه المجلس لمغاربة العالم منذ تأسيسه ليس سوى انتقادات وخرجات إعلامية يتناوب مجلس الجالية في إصدارها بين الفينة والأخرى. في ما يلي نص الرسالة:

"لم يخطر ببالي أنك سوف تستمر في عرقلة تفعيل بنود الدستور وأنت الذي وقعت اتفاقية لدعم تجربة وزير المغتربين بدولة ساحل العاج.

أتساءل كيف سيفسر الوزير الصديق تصريحاتك السابقة واللاحقة وأنت تصر على معاكسة مغاربة العالم الذين يطالبون بتفعيل بنود دستور زكوه منذ أربع سنوات وما زالوا ينتظرون ولا ندري كم سيتطلب من الوقت من أجل إيجاد الحلول لمجمل الإشكالات المرتبطة بالهجرة وبالجالية المغربية بالخارج ما دمت تصر على أن إشكالات الهجرة معقدة ومركبة فقط فيما يخص المغاربة وليس جيراننا في شمال إفريقيا.

كان بإمكان الأصدقاء في دولة ساحل العاج أن يستفيدوا من تجارب الدول المجاورة الذين اجتازوا محطات انتخابية أشركوا فيها مهاجروهم بالخارج ولكنهم فضلوا المغرب لأنهم واثقون بأن نضالات مغاربة العالم وحضورهم القوي سيكون النموذج الأفضل الذي يجب الإقتداء به.

أوجه سؤال وأنتظر منك جوابا يا السيد بوصوف: مادور مجلسكم في تدبير مشاكل الهجرة وفي لعب دور في السياسات العمومية؟

وإذا كان دوركم يقتصر على تقديم اقتراحات ورأي استشاري متوافق عليه من طرف لجان المجلس، فلم لا نسمع لا اقتراحات ولا اجتماعات خرجت بتقارير ورأي استشاري في تدبير السياسات العمومية فيما يخص ملف الهجرة.

يا سيدي تفاجئنا كل مرة بخرجات إعلامية تنتقد فيها الأحزاب السياسية وتدعوها للابتعاد عن تسييس ملف الهجرة ومسألة المشاركة السياسية لمغاربة العالم وتتهمها بالمزايدة السياسوية وتنسى أن غالبة النشطاء من مغاربة العالم يدينون بالولاء للوطن أولا ولأحزاب سياسية ثانيا وينتسبون في غالبيتهم لأحزاب سياسية في دول الإقامة.

أقول لك بالفم المليان إن كل المناضلين الاتحاديين يرفضون تصريحاتك، ويعتبرون ذلك استهتارا بالنضال الطويل الذي خاضوه في الهجرة، ويتساءلون في نفس الوقت عن ما قدمه المجلس لمغاربة العالم منذ تأسيسه سوى انتقادات وخرجات إعلامية تتناوبون في إصدارها أو عبارات نابية أو كلاما مرفوضا.

في تصريحاتك خلال الأسبوع يلمس المستمع والقارئ تناقضا صارخا، فأنت تزايد على الحكومة بعجزها عن تقديم مقاربة عملية لصالح الهجرة، والكل يشاطرك الرأي، لكنك في نقس الوقت تدخل في صراع مع مؤسسة دستورية تتحمل مسؤولية تدبير ملف الهجرة ومشاكلها وتتهمها بالقيام بدراسات ليست من اختصاصاتها.

مغاربة العالم يريدون منك تحديد اختصاصات كل جهة حتى يعلموا مستقبلا أين يتوجهون لطرح مشاكلهم ومعاناتهم، والتي أصبحتم كلكم تتنصلون من تحملها وتاه مغاربة العالم.

خطابك يا سيدي فيه مزايدات لأنك تتهم مؤسسة الوزير الأول بالعجز في طرح القوانين. وأشاطرك الرأي لأن رئيس الحكومة عجز عن محاسبتكم ومنتخو الشعب لم يستطيعوا إرغامكم على تقديم الحسابات والمصاريف الباهضة التي تصرفونها في مهرجاناتكم.

إن تلكؤ الحكومة في مناقشة مشاريع القوانين الموجودة على الطاولة وتعثر اجتماعات لجنة الداخلية وتأجيل اجتماعاتها المتتالية دليل قاطع على أن هناك أكثر من جهة لا تريد لهذه المشاركة أن ترى النور.

للمرة الألف أكدتم معارضتكم للمشاركة السياسية لمغاربة العالم بأعذار واهية ولم تستوعبوا الدروس وتجارب الدول المجاورة والتي نجحت في كسب الرهان وسمحت لمهاجريها في التصويت والترشيح، وبالتالي أصبحوا يساهمون بوجهة نظرهم في تدبير ملف الهجرة الشائك.

لا أدري هل سينصح السيد بوصوف أصدقاءنا في دولة ساحل العاج عن ثني العاجيين بالخارج عن المشاركة السياسية أم ستقوم وزارة المغتربين على احترام مواطنينها وتكون أكثرا انفتاحا؟

إسمح لي السيد بوصوف أن أستعمل نفس العبارة التي تستعملها بأنكم تزايدون على الأحزاب السياسية وتتآمرون مع الحكومة في تعطيل بنود الدستور الذي صوتنا عليه بكثافة، وتستنزفون المال العام بغير حق.. ونؤكد لكم أنكم فشلتم في مجلسكم لأنكم لم تستطيعوا تحصين الجالية من تأثيرات التيارات الهدامة ولم تقدموا ولاشيء لمساعدة مغاربة العالم على العيش في وئام ولم تساعدوا حتى الحكومات المتعاقبة في التعامل بشجاعة مع ظاهرة الهجرة.

لن أغفل الإشارة  إلى مسألة مهمة لأنكم تريدون سحب الثقة من الأحزاب السياسية بالخارج وتزكون جمعيات عدة لا مصداقية لها وتحصرون مسألة التمثيلية فقط على جمعيات المجتمع المدني التي هي في الغالب تشتغل تحت إطار مبادئ وقيم سياسية".