تعرض يوم أمس طفل يبلغ ثلاث سنوات ونصف لمحاولة اغتصاب من طرف متشرد مخدر ينحدر من مدينة واد زم يبلغ حوالي أربعين سنة. حيث قام المتهم بأخذ الطفل بالقوة ونزع سرواله وقام بوضع يده على فمه ليمنعه من الصراخ على بعد أمطار من بيته.
والغريب في الأمر أن الجاني أراد أن يرتكب جريمته في واضحة النهار وأمام الملأ حوالي الساعة الواحدة زوالا. فمكان ارتكاب الجريمة لا يبعد عن شارع الرباط إلا أقل من خمسة أمطار وبجوار باعة الخضر والفواكه بمحاذاة حي أيت طحيش، وبالمقابل توجد مساكن الضحى، حيث تدخلت إحدى الجارات بمساعدة شاب لمنع الجاني من إتمام جريمته، ليتحول المكان لتجمهر سكاني هائج في بضع ثوان، ولولا تدخل بعض العقلاء لكان مصيره القتل في عين المكان.
هذا وتم الاتصال بالشرطة التي حضرت واعتقلت الجاني، وفتحت تحقيقا رسميا اعترف فيه الجاني بمحاولته اغتصاب طفل. كما تقدمت سيدة بشهادتها حول ملابسة القضية، والتي تؤكد بدء الجاني في اغتصاب الضحية بالعنف، وذلك بوضع اليد على فمه ونزع سرواله، ولولا إيقافه لأتم جريمته النكراء.
جمعية ائتلاف الكرامة لحقوق الإنسان بني ملال أكدت في بلاغ، توصل موقع "أنفاس بريس: بنسخة منه، أن سبب هذه الجريمة يعود بالأساس لسياسة الإجرامية المتبعة لمحاربة الجريمة. "إذ رغم إصدار الجمعية عدة بيانات تطالب السلطات الأمنية والمحلية للتدخل وإنقاذ المدينة من الإجرام، ورغم الحملة الأخيرة لإيجاد حل ومأوى للمتشردين، فإننا رأينا استثناء هذه الفئة، حيث ما زال عشرات من المتشردين وأصحاب السوابق العدلية والمرضى النفسيين يجبون المدينة، ولتأيد كلامنا يمكن القيام بزيارة لسوق الزوطية على مستوى رحبة القمع لترى عدة متشردين ومتشردات يدمن كل أنواع المخدرات والدعارة.... ولا أحد يتدخل". ويضيف بلاغ الجمعية "أن تجزئة الضحى ينتشر فيها مجموعة من المتسكعين والمتشردين ويتعاطون الإدمان والقمار ولا يتم إيقافهم. وما وقع لهذا الطفل ليس عملا عرضيا، بل هو نتيجة حتمية لما تعرفه مجموعة من المناطق السوداء من تسيب، وعدم تنفيذ القانون حيث تستثنى هذه الفئة من المدمنين فلا يتم القبض عليهم، وإذا وقع أن ارتكبوا جرم فسرعان ما يتم إطلاق سراحهم" .
لهذا تدين جمعية ائتلاف الكرامة لحقوق الإنسان بني ملال، في بلاغها، هذا الاعتداء الشنيع ضد الطفولة المغربية، وتدعو السلطات الأمنية للتدخل وتطبيق القانون بحزم وبالأخص المناطق السوداء بالمدينة. كما تدعو السلطات المحلية بإيجاد مأوى للمتشردين والمرضى وعدم تركهم في شوارع وأحياء المدينة يرتكبون الجرائم ويهددون أمن وطمأنينة المواطنين، فضلا عن تشديد العقوبة على أمثال هذه الجرائم التي تعرف ارتفاعا مهولا وبدون رادع.