الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
مجتمع

حراس الأمن الروحي بين مطرقة ميولات "جماعة الشرط" وسندان توجيهات الوزارة الوصية

حراس الأمن الروحي بين مطرقة ميولات "جماعة الشرط" وسندان توجيهات الوزارة الوصية

في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم اليوم من انحراف ديني وتشدد عقائدي وتطرف سلوكي، وتخبط المجتمعات في الفوضى،يبقى المغرب نموذجا للعالم العربي والإسلامي والغربي بأسره يحتذى به رغم بعض الاختلافات الطفيفة في مواقف فقهية. ولكن كيف أمكن للمغرب أن ينأى بنفسه عن الدوامة الحاصلة اليوم في العالم كله؟

مما لا شك فيه أن العنصرين المهمين في الحفاظ على التوازن لعبا دورهما بشكل فعال وجدي، إذ أن المنظومة الأمنية ساهمت في تكريس الأمن الذاتي الحسي، وأن منهج الاعتدال واعتماد المذهب المالكي كخيار وتوجه رسمي للدولة، من خلال مؤسساته الدينية ومدراسه القرآنية وزواياه التصوفية تحت إمارة أميرالمومنين استطاعت الحفاظ على الأمن الروحي للمواطنين من أي زيغ أو ريح متطرفة،لكونها أنجبت مما لا شك فيه أئمة وخطباء وعلماء ساهموا في حفظ الأمن الروحي.هاته النخبة التي ساهمت بفكرها المتزن ومنهجها المعتدل واتباعها في تناغم وتناسقتام لتوجيهات الوزارة الوصية خلق جوا هادئا كله سكينة وطمأنينة من كل الشوائب. وفي خضم حياتهم بالمساجد وإفناء أعمارهم بها خدمة للدين وللوطن،نرصد جملة من المعاناة التي ما زال يعاني منها الإمام رغم اعتماد الوزارة مبالغ مالية تصرف لهم شهريا، ورغم تمتيعهم بالتغطية الصحية واستفادتهم من مؤسسة محمد السادس وتأهيلهم علميا من خلال لقاءات نصف شهرية تسهر عليها المجالس العلمية.إلا أن المعاناة لا تزال متواصلة،فما من جهة تستطيع ليومنا هذا حماية الإمام من الطرد التعسفي من قبل "جماعة الشرط" إن قررت ذلك أو حسب هوى أحد أفرادها، وما من باب يستطيع طرقه إن تماطلت عليه شركة التأمين في استرجاع مصاريفه وحتى إن وجه إلى مقرها الرئيسي، فيصعب عليه التنقل نظرا لغلاء المصاريف ومحدودية الدخل، علاوة على أن بعض المدن أصلا لا تتوفر على فروع لها، وإن وجدت فعملها يقتصر فقط على تأمين السيارات وغيرها،ناهيكم عن تأخير في المكافأة الشهرية للإمام حالة الانتقال من مسجد إلى آخر ولو داخل الإقليم نفسه قد تصل إلى شهور يعاني معها الإمام أشكالا عديدة من الفقر والعجز المادي قد تصل به إلى التملق لأفراد "جماعة الشرط"، مما يجعله عرضة لأشكال الإهانة.  وحينما فرح الأئمة بكونهم لهم الحق في التقاعد فوجئوا على كونها مجرد إعانة عن العجز. وبذلك يبقى الرجل الأول الذي يتحمل عبء الحفاظ على الأمن الروحي وثوابت الأمة العقدية رهينا بين المطرقة والسندان، بين ميولات "جماعة الشرط" وقرارها الملوح في وجه الإمام كل يوم بالطرد في أي لحظة، وبين توجيهات الوزارة الوصية.

واعترافا بمجهودهم الكبير الذي ظهر جليا داخل المغرب وخارجه حتى صار المغرب قدوة، وفي خضم ذلك كله لا ينقطع أملهم بالله عز وجل في سن قوانين تؤطر انتقالاتهم وتحركاتهم شأنهم شأن جميع القطاعات الأخرى وحمايتهم من تسلط المتسلطين عليهم باتباع آرائهم أو طردهم من المساجد.