على غرار البرامج التلفزية الإقصائية تفاجئنا بعض مندوبيات الأوقاف بعرض برنامج الرعب لدى مؤطري محو الأمية بالمساجد، إذ تتعمد زيارات بطواقمها الاستشارية والتنسيقية وغيرها بالمساجد،مع اعتماد تسجيل الحصة بالفيديو دون الاكتراث لموافقة المستفيدين أو لا، ودون مراعاة لخصوصية النسوة المتواجدات بالمساجد.
فمن اللجنة من يصور منها من يسأل المستفيدين، ومنها من يبحث الدفاتر، ومنها من يتفرج على المسرح التدريسي المهزلي، ومنهم من يقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل،كيف يعامل هؤلاء المؤطرون بهذا الأسلوب؟ وماذا تركت هاته اللجنة للأطر العليا لو كانت بها".
وفي خضم ذلك مازال المؤطرون والمؤطرات المفصولون ينتظرون رحمة السادة المسؤولين عن هذا الملف. أما من شملهم رضا اللجنة التفتيشية فإرضاء لها قاموا بالتدريس حتى العطلة المدرسية، علما أنهم كانوا يستفيدون منها مسبقا، وبذلك استطاعت هاته اللجنة أن تصنع شرخا سلاحه الخوف بين صفوف المؤطرات والمؤطرين، إذ أنها طردت الأئمة أولا باعتبارهم لا يستطيعون الاحتجاج على قرارات اللجنة لموقعهم بالمسجد، في حين تم الاحتفاظ بمن له نزعة الاحتجاج ذكورا واناثا حتى متم هذا العام الدراسي.
وما يثير تساؤل العديد من المؤطرين لماذا كان السبق لهاته الجهة عن غيرها؟ تكثر الإجابات والتخمينات، لكنها كلها تصب في قالب واحد، وأهمها ضرب عصفورين بحجر واحد: إظهار العمل والسبق في التطبيق وطرد المنافسين وإرضاء نرجسية المكلفين بالانتشاء بآلام الغير. كان حليا بهؤلاء انتظار انتهاء الموسم الدراسي، لكون جل هؤلاء المؤطرين لهم التزامات عائلية وصحية،وبرمجوا حياتهم على هاته الصدقة والإحسان المستلم من الوزارة الوصية.
وفي خضم هاته المعركة يتم تبشير هؤلاء المستضعفين المتبقين أن لجنة أخرى سوف تزورهم للوقوف على كفاءتهم قادمة من الرباط. وإن صح الخبر، تقول الفئة المستضعفة في هاته الحلقة إحدى مؤطرات المساجد التي استقت الخبر من مستشارتها التربوية "نرجو أن تشمل حتى المؤطرين الذين ينعمون بتجاهل اللجنة عنهم تفاديا للاصطدام بهم،حينها القرار أعم والبقاء للأصلح للمواطن الأمي الذي يسعى لمحو أميته."