أوضح الأستاذ عبد الرحيم منار اسليمي، الخبير لدى مركز الإمارات للسياسات، مكلف بشمال إفريقيا وقضايا الإرهاب، أن أجهزة الأمن المغربية، تحظى بسمعة عالية ضمن منظومة الأمن العالمية. وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، في حوار مع أسبوعية "الوطن الآن"، ضمن عددها ليوم غد، أن الأمنيين المغاربة مشهود لهم بكفاءة وخبرة عالية في مكافحة الإرهاب، وباتت العديد من التقارير الأوروبية والأمريكية تشير إلى هذه الكفاءة والخبرة، مستدلا بالتقرير الأخير الصادر حول مؤشر الإرهاب في العالم لسنة 2014، يصنف المغرب من الدول الأكثر استقرارا وأمنا من مخاطر الإرهاب مقارنة مع دول أوروبية، منها فرنسا التي تقدم عليها المغرب في الحد من مخاطر الإرهاب، حسب تصنيف التقرير، بينما صنفت دول أخرى كمصر والجزائر ضمن الدول المرتفعة المخاطر والمهددة خلال السنوات المقبلة.

وأكد اسليمي أن زمنية محاربة الإرهاب في المغرب تصل إلى 17 سنة منذ سنة 2002 إلى اليوم، "وهي مدة زمنية كافية لكي يراكم خلالها المغرب خبرة أمنية فريدة، فالحصيلة اليوم تدل على تفكيك 130 خلية إرهابية في المغرب إلى حدود بداية سنة 2015 واعتقال ما يقارب 2800 إرهابيا". مؤكدا أن المغرب من الدول التي نجحت في الربط بين متغيرين من المخاطر الداخلية والخارجية.

وفيما يخص الأزمة الحالية بين المغرب وفرنسا، أكد اسليمي أنه مرتبط بمجموعة عناصر منها موقف وزير الخارجية الفرنسي "رولان فابيوس"، فالأمر في أحد جوانبه شخصي لأن من يعود إلى تحليل تصريحات "فابيوس" سيجد أنه عمل كل الوسائل منذ وصوله إلى الخارجية الفرنسية لخلق توتر مع المغرب، فالوزير الفرنسي، وهو القادم من سنوات بداية الثمانينيات، ما زال يحمل إرث اشتراكية "ميتران" التي دخلت في توتر مع المغرب في الثمانينيات.. فـ "فابيوس" لم يدرك أن المعطيات تغيرت ولم يعد من الممكن التعامل مع المغرب بنفس الطريقة، فالأجيال تغيرت والمحيط الدولي تغير جذريا ولايمكن لفرنسا أن تستمر في التفكير بعقلية اشتراكيي الثمانينيات".