من المرتقب أن يزور الملك محمد السادس مدينة الدار البيضاء في أواخر يناير الجاري، ومعنى هذا أن النظام سيدب في هذه المدينة، و"تتجمل" شوارعها، وتنبت فيها الأشجار ويرتفع النخيل، ويختفي المتسولون والباعة المتجولون، ويصبح رجال الأمن المرابطون بالشوارع أكبر من عدد سكان الدار البيضاء، وتفتح المعابر، وتشتغل صفارات شرطة المرور، وتسترجع الطرق سلاستها.
الدار البيضاء لا تبتسم إلا حين يزورها الملك، تتحول إلى "عروس" فاتنة، وتكثر فيها "المعجزات"، ويخرج المسؤولون من جحورهم وهم في أشد الحرص على ألا يكونوا ضحية غضبة ملكية، لذلك يرفعون من درجة التأهب و"النفاق" و"التمثيل" حتى يمر بسلام فيلم "ناري.. الملك جاي"، لكنه "الفيلم" الذي لا يتمنى البيضاويون أن تكتب نهايته حتى لا تعود للمدينة أوساخها وفوضاها وضجرها وأبواق سياراتها المزعجة، ويعود متسولوها ولصوصها وباعتها المتجولون إلى احتلال كل شبر فيها.
