في تمام الساعة الثالثة زوالا من يوم الأربعاء 21 يناير 2015، غادر العاملون في جريدتي "الاتحاد الاشتراكي" و"ليبراسيون"، صحافيين وإداريين وتقنيين وعاملين، مقر عملهم بزنقة الأمير عبد القادر بالدار البيضاء، تاركين حبيب المالكي، عضو المكتب السياسي ورئيس اللجنة الإدارية لحزب الاتحاد الاشتراكي، الذي عينه إدريس لشكر مديرا للجريدتين خلفا لعبد الهادي خيرات، ينتظر في الطابق الخامس ما لم يتحقق، وهو طبع الجريدتين.
وصل المالكي صباحا إلى مقر الجريدتين الحزبيتين رفقة أعضاء المكتب السياسي للحزب: كمال الديساوي، محمد محب، حنان رحاب، مبعوثي لشكر من أجل استرجاع الجريدتين التي تصدران باسم خيرات، ولتفعيل قرارات اللجنة الإدارية بخصوص إعادة هيكلة الإعلام الحزبي، سياسيا وإداريا وقانونيا.
وقالت مصادرنا أنه في الوقت الذي كان حبيب المالكي يهيئ لمباشرة عمله كمدير جديد للجريدتين مستغلا غياب مسؤولي الجريدتين، اتصل خيرات ببعض الصحافيين والإداريين والتقنيين وعاملي المطبعة، ممن يتحملون مسؤوليات، وأخبرهم بأن عدد الخميس من الجريدتين سيحتجب عن الصدور، وهو الخبر الذي خلق نوعا من القلق في أوساط العاملين على مصيرهم أمام لعبة الذراع الحديدية التي تجري أطوارها منذ مدة بين لشكر وخيرات الذي لم يهضم إقدام غريمه، صباح أمس الأربعاء، على تبليغه بقرار عزله من إدارة الجريدتين بواسطة مفوض قضائي، مما جعله يصدر قرارا يحجب صدور الجريدتين إلى حين اتضاح الأمور. كما قام بإخبار وكيل الملك بهذا القرار تحسبا لكل الطوارئ، واستباقا لمحاولة فرض الأمر الواقع عليه.
الجريدتان لم تغادرا إذن، إلى المطبعة، وهو الأمر الذي من المنتظر أن يفتح باب الاقتتال على مصراعيه، خاصة أن لشكر وأتباعه، تقول مصادرنا، عقدوا العزم على الذهاب إلى الحدود القصوى في محاولة الظفر بآخر معقل لخصومهم داخل الحزب، بعد الشبيبة الاتحادية ومنظمة النساء الاتحاديات والفيدرالية الديمقراطية للشغل، وهو الإعلام الحزبي.