أكد فيصل بازك، مندوب الصيد البحري بإقليم بوجدور، في تصريح لجريدة "أنفاس بريس"، أن القطاع يشهد خلال السنوات الأخيرة دينامية قوية غير مسبوقة، تجسدت في ارتفاع حجم المفرغات السمكية وتنوع الأنشطة البحرية بمختلف الموانئ والنقاط الساحلية التابعة للإقليم.
وأوضح المسؤول الإقليمي أن هذه الطفرة راجعة إلى الاستثمارات المهمة التي عرفها القطاع، سواء في مجال تجهيز الأسطول البحري أو تحسين البنيات التحتية للميناء، إلى جانب المجهودات المبذولة في تأهيل الصيادين التقليديين وتنظيمهم ضمن تعاونيات مهنية.
وأضاف المتحدث أن بوجدور أصبحت، بفضل موقعها البحري المتميز وغنى مصايدها، نقطة جذب وطنية للصيد التقليدي والساحلي، حيث بلغت المفرغات خلال هذه السنة مستويات قياسية، ما ساهم في تنشيط الدورة الاقتصادية وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لفائدة الساكنة المحلية.
وأشار المندوب الإقليمي إلى أن المصالح المختصة تعمل بتنسيق مع مختلف المتدخلين على تعزيز مراقبة الجودة والحفاظ على الثروة السمكية، عبر تطبيق برامج التتبع وتوسيع مناطق الراحة البيولوجية.
كما نوه بالدعم المتواصل من السلطات المحلية والجهوية لتطوير هذا القطاع الحيوي الذي يشكل ركيزة أساسية في التنمية المستدامة للإقليم.
وشدد المسؤول الإقليمي على أن بوجدور تسير بثبات نحو ترسيخ مكانتها كقطب بحري صاعد في الأقاليم الجنوبية، بفضل التزام المهنيين ونجاعة السياسات القطاعية المعتمدة.
ورغم بعض التراجع في كميات الصيد البحري المفرغة في ميناء بوجدور خلال 2025، يؤكد مندوب الصيد البحري في الإقليم أن القطاع يشهد تحولات تنموية نوعية ومبادرات جادة لتعزيز استدامته ودوره الاقتصادي.
وشهدت بوجدور تركيزًا كبيرًا على تطوير البنية التحتية للميناء، بما في ذلك إنجاز مقر جديد للمندوبية، وتعزيز الدعم للتعاونيات المهنية والتكوين في مهن الصيد والميكانيك، وذلك في إطار استراتيجية وطنية تمتد حتى 2030 تهدف إلى تكوين ما يقارب 9600 متدرب في القطاع، فضلاً عن تحديث أسطول الصيد بالمعدات الحديثة.
ورغم انخفاض الكميات المفرغة من الصيد الساحلي والتقليدي في 2025، يسجل القطاع ارتفاعا في منتجات الصيد الأبيض والرخويات، وهو ما يدل على تنوع وتركيبة الثروة السمكية التي تستغلها بوجدور.
ويرتبط التراجع المؤقت بالظروف الجوية وأسباب موسمية، مما يحتم على المندوبية ومهنيي الصيد الالتزام بالحفاظ على الثروة السمكية عبر تطبيق برامج مراقبة صارمة وفترات الراحة البيولوجية.
وأشار المندوب الإقليمي للصيد البحري إلى دور معرض الصيد البحري الجهوي الأول الذي نظم ببوجدور في نونبر 2025، والذي شكل مناسبة تاريخية لاستعراض 50 سنة من إنجازات القطاع، وتعزيز مكانة بوجدور كقطب بحري تنموي جاذب للاستثمارات والمبادرات الاقتصادية الجديدة.
ليختم المتحدث بالتأكيد أن بوجدور عازمة على مواصلة مسيرة التنمية المستدامة في قطاع الصيد البحري كرافد اقتصادي واجتماعي أساسي ينعكس إيجابا على اليد العاملة والساكنة المحلية ككل.