Monday 3 November 2025
Advertisement
مجتمع

الحبابي: حق استبدال الدواء.. مطلب مهني لخدمة المريض واستمرارية العلاج

الحبابي: حق استبدال الدواء.. مطلب مهني لخدمة المريض واستمرارية العلاج الدكتور محمد لحبابي، رئيس كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب
شدد رئيس كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، الدكتور محمد لحبابي، على أن تمكين الصيادلة من حق استبدال الدواء عند انقطاعه من السوق يشكل رافعة أساسية لضمان استمرارية العلاج، مؤكدا أن هذا الإجراء لا يعكس تنافسا بين المهن الصحية بقدر ما يجسد شراكة لخدمة المريض والصحة العامة.
 
وأوضح لحبابي، في مقال تحليلي حول موضوع "حق استبدال الدواء: رافعة لاستمرارية العلاج وليس منافسة بين المهن"، أن الصيدلي المغربي يجد نفسه يومياً أمام حالات يتعذر فيها تزويد المرضى بالدواء الموصوف بسبب انقطاعه، بينما تقيّده المادة 27 من مدونة آداب مهنة الصيدلة من أي تعديل في الوصفة دون موافقة الطبيب، حتى في الحالات الاستعجالية، ما يعيق استمرارية العلاج التي يضمنها الدستور للمواطنين.
 
وأضاف أن تحديث الإطار القانوني بات ضروريا لتمكين الصيادلة من ممارسة دورهم المهني في الاستبدال الدوائي ضمن ضوابط علمية ومهنية دقيقة، انسجاما مع التحولات الجارية في المنظومة الصحية الوطنية.
 
وأشار رئيس الكونفدرالية إلى أن مشروع إنشاء الدليل الوطني للأدوية الجنيسة الذي أطلقته وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية يعد خطوة استراتيجية لإرساء نظام استبدال آمن وشفاف، مبرزا أن هذه المبادرة تندرج في إطار السياسة الوطنية للسيادة الصحية، وتتوافق مع تجارب دولية ناجحة مثل فرنسا وبلجيكا وكندا.
 
وأكد أن الاستبدال الدوائي أثبت فعاليته في ضمان استمرارية العلاج وترشيد النفقات الصحية، مشدداً على أنه ليس مطلباً فئوياً أو نقابيا ضيقا، بل خيار وطني يهم جميع المواطنين ويدعم منظومة الأمن الدوائي.

وفي رده على التحفظات التي يبديها بعض الأطباء بشأن جودة الأدوية الجنيسة، لفت لحبابي إلى أن المرسوم رقم 2-17-429 يلزم كل دواء جنيس بإثبات تكافئه الحيوي قبل الترخيص لتسويقه، ما يضمن سلامته وفعاليته.
 
واعتبر أن التشكيك في معايير مراقبة الأدوية الجنيسة يضر بثقة المواطن في النظام الصحي، مذكّرا بأن رفض الاستبدال قد يؤدي إلى انقطاع العلاج، كما أظهرت التجربة خلال جائحة كورونا حين ظلت الصيدليات الجهة الصحية الوحيدة المتاحة للمرضى في كل المدن والقرى.
 
واقترحت كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، وفقا للمقال ذاته، إصلاحا متدرجا يقوم على أربع ركائز: تعديل المادة 27 من مدونة آداب المهنة لإحداث استثناء منظم يسمح بالاستبدال، تفعيل الدليل الوطني للأدوية الجنيسة كمرجع رسمي، إبرام اتفاقية مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للاعتراف بعمل الصيدلي في الاستبدال وتعويضه، ثم إطلاق حملة توعوية وطنية لفائدة المهنيين والمواطنين.

وختم لحبابي مقاله بالتأكيد على أن الاستبدال الدوائي يعزز الثقة بين الصيدلي والطبيب والمريض، ويجسد التعاون من أجل المصلحة العامة، مشيرا إلى أن صون حق المواطن في العلاج واستمراريته يجب أن يبقى أولوية تتجاوز أي حساسيات أو تنافس مهني.