بقلم الدكتور أنور الشرقاوي، وبمساهمة الدكتور محسن البقالي، مؤلف كتاب حول تطوير زرع القرنية في المغرب
17 اكتوبر، اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء والانسجة
ثمانية آلاف مغربي 8000 يمكن أن يستعيدوا نعمة البصر كل سنة.
ثمانية آلاف مواطن 8000 يعيشون في ظلام يمكن أن يروا النور مجدداً، لو تغير القانون، ولو تحرك الضمير الجمعي نحو ثقافة التبرع بالعضاء والانسجة ( قرنية العين).
المغرب يمتلك الأطباء، والتجهيزات، والكفاءات.
لكن ما ينقصه هو إرادة تشريعية واضحة، ووعي مجتمعي يؤمن بأن التبرع بالقرنية بعد الوفاة ليس خسارة للجسد، بل استمرار للعطاء.
لكن ما ينقصه هو إرادة تشريعية واضحة، ووعي مجتمعي يؤمن بأن التبرع بالقرنية بعد الوفاة ليس خسارة للجسد، بل استمرار للعطاء.
جراحة بسيطة... لكن القانون معقد
زرع القرنية من أبسط العمليات في طب العيون، ونتائجها مذهلة.
ورغم ذلك، لا تُجرى هذه العملية إلا في مركز واحد في الرباط
كما أن كل القرنيات المستعملة في المغرب مستوردة بالعملة الصعبة من الخارج.
كما أن كل القرنيات المستعملة في المغرب مستوردة بالعملة الصعبة من الخارج.
خمسمئة عملية فقط في السنة، في بلد يصل فيه الطلب إلى ثمانية الف 8000.
هل يُعقل أن تظل عيون المغاربة رهينة لقرنيات أجنبية، بينما عيون أبنائهم تفيض بالقدرة على العطاء؟

غلاف كتاب الدكتور محسن البقالي
قانون يحتاج إلى نظرة جديدة
الإصلاح المطلوب بسيط وواضح:
أن يُسمح لجميع أطباء العيون، في القطاعين العام والخاص، بإجراء عمليات زرع القرنية، وفق ضوابط طبية وأخلاقية.
أن يُسمح لجميع أطباء العيون، في القطاعين العام والخاص، بإجراء عمليات زرع القرنية، وفق ضوابط طبية وأخلاقية.
وأن تُنشأ قاعدة بيانات وطنية للمتبرعين، مع حملات توعية تشرح للناس المعنى الإنساني والديني لهذا التبرع.
القانون الحالي لا يواكب طموحات الطب المغربي، ولا يعكس روح التضامن التي يدعو إليها الإسلام.
من الموت يولد النور
أربعة آلاف وفاة تسجلها الطرق المغربية كل عام.
وراء كل حادث مأساوي، قرنيتان سليمتان كان يمكن أن تردّا البصر لشخصين او أربعة أشخاص.
لكن غياب الإطار القانوني والوعي يجعل هذه الفرصة تضيع كل يوم.
في المقابل، الدولة تنفق ملايين الدراهم لاستيراد قرنيات من الخارج.
أليس الأولى أن تكون قرنيات المغاربة المتوفين لأبناء وطنهم الاحياء ؟
أليس الأولى أن تكون قرنيات المغاربة المتوفين لأبناء وطنهم الاحياء ؟
الإسلام يشجع... والمجتمع يتردد
كثيرون يظنون أن التبرع بالأعضاء أو بالقرنية محرم، والحقيقة أن الإسلام يحضّ على إنقاذ النفس وردّ النفع.
فتبرعك بعد موتك هو صدقة جارية، وامتداد لحياتك في حياة غيرك. المشرع الديني المغربي أكد ذلك.
إنها ليست قضية طبية فقط، بل قضية وعي، وإيمان، ووطنية.
مغرب يبصر من جديد
زرع القرنية يعيد الشباب إلى مقاعد الدراسة، والعمال إلى وظائفهم، والأمهات إلى أطفالهن.
إنه ليس مجرد تدخل جراحي، بل مشروع وطني يربط بين الطب، والتشريع، والإيمان، والكرامة الإنسانية.
حين يغيّر المغرب قانونه، ويؤمن مواطنوه بثقافة التبرع، لن تظل الظلمة قدراً لأحد.
بل سيصبح النور حقاً، والتبرع واجباً، والبصر رمزاً لوطن يرى بمقلتي الإنسانية والمواطنة.
إن التبرع بالقرنية بعد الموت ليس نهاية، بل بداية لحياة جديدة في عين مغربية ترى بفضلك .