لم يجف بعد المداد الذي تناول فضيحة ملعب مركب مولاي عبد الله، لتحل "شوهة" أخرى بمطار محمد الخامس بالبيضاء أمام أعين السياح ورجال الأعمال القادمين من البرازيل إلى الدار البيضاء. إذ ما أن حطت الطائرة القادمة من ساوباولو (رقم الرحلة AT 214)، صباح اليوم الخميس 18 دجنبر الجاري في الساعة العاشرة و45 دقيقة، حتى صدم المسافرون بإجراءات بيروقراطية طاعنة في التخلف، حيث لم تخصص السلطات العمومية سوى شرطي وجمركيين لتفتيش كل ركاب الطائرة بعد تعطل "السكانير"، وما على الركاب (في صورة كاريكاتيرية) إلا أن يصطفوا واحدا واحد، تماما مثلما يحدث في معظم مستشفياتنا، للمرور والتفتيش الذي يأخذ الوقت الكثير، وربما لن يصل دور الموجود في منتصف الصف أو في آخره إلا في اليوم الموالي.
صحيح أن الشبهات تحوم حول الرحلات القادمة من أمريكا اللاتينية بخصوص تهريب المخدرات والكوكايين، لكن ذلك لا ينهض كحجة لتخصص الدولة المغربية حصة من "التسخسيخ" لزوار المملكة، إذ كان من المأمول أن تعزز طاقم المراقبة بعدد كاف من البوليس ورجال الجمارك بشكل يضمن تأمين المغرب وحمايته من تسريب المخدرات والكوكايين.. ومن جهة أخرى ضمان حق زوار المملكة المغربية في معاملة إنسانية وآدمية، فضلا عن تأمين حق زوار المملكة العابرين حول مطارات أخرى حتى لا تفوتهم رحلات نحو مطارات أخرى.
إن تحويل مطار الدار البيضاء إلى Hub دولي يتطلب من المسؤولين زيارة المطارات العالمية ذات الصبيب الهائل من الزوار والرحلات للوقوف على الكيفية التي يسير بها الأجانب مطارات بلدانهم.