بعد مرور ثلاث جولات فقط من عمر البطولة الاحترافية للموسم الكروي الجديد 2025/2026، بدأت تتساقط أوراق المدربين تباعا، مما ينبئ بموسم كروي ترتفع نسبة الطلاق بين رؤساء الفرق ومدربي الأندية المغربية. فقد كان لسعد جردة الشابي، مدرب الرجاء الرياضي، أول المغادرين لمنصبه هذا الموسم، متبوعا برشيد الطاوسي الذي تلقى إشعارا بالانفصال عنه من طرف الكوكب المراكشي واللائحة مرشحة للارتفاع.
ولم يشهد هذا الموسم الكروي فقط، إشارات مبكرة حول ظاهرة الإعفاءات المبكرة، بل إن المواسم السابقة شهدت حالات انفصال مشابهة، ما يؤكد استمرار هذا السلوك الذي يضرب عرض الحائط بمبدأ الاستمرارية، ويؤكد أن تقديم المدربين قربانا للجماهير الغاضبة، يزيد من عمر الرؤساء على كراسي المسؤولية.
جريدة "أنفاس بريس "تسلط الضوء على أسرع الإقالات التي شهدها الدوري الاحترافي في الآونة الأخيرة
ولم يشهد هذا الموسم الكروي فقط، إشارات مبكرة حول ظاهرة الإعفاءات المبكرة، بل إن المواسم السابقة شهدت حالات انفصال مشابهة، ما يؤكد استمرار هذا السلوك الذي يضرب عرض الحائط بمبدأ الاستمرارية، ويؤكد أن تقديم المدربين قربانا للجماهير الغاضبة، يزيد من عمر الرؤساء على كراسي المسؤولية.
جريدة "أنفاس بريس "تسلط الضوء على أسرع الإقالات التي شهدها الدوري الاحترافي في الآونة الأخيرة
كانت مباراتان رسميتان لفريق الرجاء الرياضي في البطولة الاحترافية، تكفيان لإصدار قرار الانفصال عن المدرب التونسي لسعد جردة الشابي، ليكون بذلك أول مدرب يغادر منصبه هذا الموسم، في الدوري الاحترافي للقسم الأول.
بدا وكأن الأمر مجرد تكرار لسيناريو المدرب البوسني روسمير سفيكو، الذي خاض التحضيرات الصيفية مع الرجاء في الموسم الماضي، قبل أن يخسر أولى الجولتين أمام نهضة بركان واتحاد طنجة، ما دفع الإدارة إلى إقالته.
غير أن الفارق بين الحالتين يكمن في النتائج، حيث أن الشابي أقيل وفي رصيده 4 نقط بينما أقيل روسمير وفي رصيده 0 نقطة.
وتعد هذه ثاني مرة يواجه فيها المدرب التونسي موقفا مشابها داخل الرجاء، إذ سبق أن أقيل من منصبه مباشرة بعد انتخاب أنيس محفوظ رئيسا جديدا للنادي ليتكرر المشهد خلال هذا الموسم الكروي.
وخلفا للمدرب التونسي لسعد جردة الشابي أعلن الرجاء عن تعاقده مع المدرب الجنوب إفريقي فادلو ديفيدز، القادم من نادي سيمبا التنزاني، والذي سبق له أن عمل كمساعد للمدرب الألماني جوزيف زينباور في الرجاء قبل موسمين.
الرؤساء يقدمون المدرب قربانا للجمهور
في الموسم الكروي الماضي حطم الرجاء رقما قياسيا في إقالة المدربين، بعدما أنهى تعاقده مع الألماني زينباور الذي قاد الفريق للتتويج بالثنائية «البطولة الوطنية كأس العرش» ليعوض بالبوسني روسمير سفيكو الذي لم يعمر سوى جولتين بعد تلقيه هزيمتين متتاليتين، ليعوض بالمدرب البرتغالي ريكاردو سابينتو، وبين البوسني والبرتغالي، استعانت إدارة الرجاء بالإطار الوطني عبد الكريم جيناني لتأمين المرحلة الانتقالية، فحقق ثلاث انتصارات متتالية أحرجت مسؤولي النادي الذين كانوا في مفاوضات متقدمة مع مدرب من البرتغال.
لكن جيناني غادر الفريق بمجرد تعاقد المسيرين مع سابينتو، الذي رفض بدوره إشراك أي عنصر مغربي ضمن طاقمه، سيشرب سابينتو من الكأس نفسها التي شرب منها سفيكو، إذ أُقيل من منصبه بسبب النتائج السلبية في البطولة ودوري أبطال إفريقيا، وتم تعويضه بابن الدار حفيظ عبد الصادق، الذي غادر بدوره سريعا، ليعود الفريق إلى التعاقد مع التونسي لسعد الشابي الذي أُقيل مجددا بعد جولتين فقط من بداية الموسم الجديد.
وبإقالته للمدرب التونسي لسعد الشابي واستقدامه للجنوب إفريقي ديفيدز، يكون الرجاء قد كرر رقما سلبيا للموسم الثاني تواليا، والمتمثل في إقالة وتغيير مدرب بعد جولتين فقط على انطلاق البطولة
عدوى المغادرة المبكرة تضرب المدربين
ليس الشابي هو المدرب الوحيد الذي انتهت صلاحيته في المحطة الثانية من الدوري، فقد تلاه في الجولة الثالثة رشيد الطاوسي، الذي تلقى إشعارا بالانفصال عنه من طرف الكوكب المراكشي ، بعد ثلاث دورات إذ لم يحالفه الحظ في اقتناص ولو نقطة واحدة، فكانت الخسارة أمام الصاعد أولمبيك الدشيرة بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس.
وقبل انطلاق البطولة الوطنية للقسم الثاني، أعلنت إدارة نادي شباب المحمدية عن فسخ عقدها مع المدرب بوشعيب المباركي، وذلك بعد مرور أسبوع واحد فقط على توقيعه الرسمي مع الفريق.
وقبل انطلاقة الموسم الرياضي الحالي أعلنت إدارة الرشاد البرنوصي انفصالها عن المدرب عبد الإله البختي، الذي قضى أسبوعين فقط كمدرب للفريق ليفاجأ بإقالته، في مشهد يتكرر سنويا في البرنوصي، على غرار ما حصل مع هشام العمراني وسعيد الصديقي.
وتعاقد الرشاد مع مدرب مغربي جديد اسمه بدر هوداني، خلفا للبختي المقال.
نفس المصير تعرض له المدرب عبد الحق أيت العريف، الذي لم يمر على تعاقده مع اتحاد أيت ملول سوى أسابيع قليلة، لتتم إقالته من طرف الفريق السوسي الذي يمارس ضمن بطولة القسم الوطني الأول هواة شطر الجنوب، قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد .2025/2026
كما سبق لنادي الاتفاق الرياضي المراكشي، الإعلان عن إنهاء ارتباطه بالمدرب عادل كوار، بعد مرور أقل من أسبوع على توقيع العقد بين الطرفين ليصبح هذا الانفصال واحدا من أسرع القرارات في تاريخ البطولة الوطنية هواة.
أمام تنامي ظاهرة الانفصال السريع، لم يصدر عن الودادية الوطنية للمدربين المغاربة، أو نقابة المدربين أو الهيئات الجمعوية ذات الاهتمام بالمدربين المغاربة، أي رد فعل ضد موجة الإقالات «بالتراضي»، واكتفت بمتابعة تساقط أوراق المدربين تباعا، علما أن إقالة مدرب تحصد على أقل تقدير أربعة مؤطرين ضمن طاقم المدرب المقال.