بعد أن تلقت "مليكة أبو الأشبال"، أرملة المقاوم المرحوم "مـحمد بن جعة"، دعوة بتاريخ 21 نونبر 2014 للحضور "لأمر يهمها" لمقر النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الكائن بشارع للاياقوت بالبيضاء، التحقت بالمقر المذكور يوم الاثنين 1 دجنبر 2014 رفقة ابنيها "ياسين وعزيز"، وأثناء مراسيم الاحتفاء بالمقاومين وتكريمهم جاء دور عائلة المرحوم "بن جعة"، لكن المنظمين اكتفوا بعبارة "الأرملة مليكة أبو الأشبال" دون ذكر اسم "المقاوم محمد بن جعة"، وهو الأمر الذي اعتبرته عائلته تنكرا لاسمه وعلامة أخرى من علامات تهميشه قيد حياته وبعد وفاته أيضا، فغادروا مقر المندوبية مستائين بعد أن أرجعوا ظرفا يحتوي على شيك مالي كعزاء.
يحكي "ياسين بن جعة" لـ "أنفاس بريس"، أن المناسبة كانت تتعلق بحفل ذكرى وفاة المناضل التونسي "فرحات حشاد"، مضيفا أن الحفل عرف أيضا تكريم مقاومين مغاربة وزوجاتهم وأبنائهم. كما أفاد أن أخاه الأصغر "عزيز" كان حينها يحمل آلة تصوير لتوثيق لحظة المناداة على أمه "مليكة أبو الأشبال" وأبيه المقاوم "محـمد بن جعة"، لكنهم تفاجئوا أثناء المناداة على والدتهما بعدم ذكر اسم الأب "محـمد بن جعة"، وهو أمر لم تستسغه الأم وابنيها، حسب توضيحاتهم.
"كنت أنتظر سماع اسم وكنية المرحوم زوجي، لكنهم اكتفوا بعبارة "الأرملة مليكة أبو الأشبال"، وسلموني ظرفا به شيكا ماليا كعزاء"، تقول مليكة أبو الأشبال، مضيفة أنها رفقة ابنيها أرجعوا الظرف للمسؤولين عتابا لهم على عدم ذكر اسم زوجها، كما شرحت أن هذا التصرف زاد في تعميق موقفها رفقة ابنيها من المسؤولين الذين تنكروا لزوجها/ حسب إفادتها. موضحة أن زوجها عانى كثيرا من التهميش وعاش بعد تقاعده ضائقة مالية وأزمة مرضية، تنكرت له خلالها المندوبية رغم أنه كان قد بعث للمسؤولين العديد من الرسائل، دون جواب يُذكر.
وقد خلف رفض عائلة "المقاوم مـحمد بن جعة" تسلم شيك العزاء، ارتباكا واضحا داخل حفل التكريم، قبل أن يتدخل النائب الجهوي للمندوبية إذ لحق بأرملة المرحوم المقاوم "محـمد بن جعة" أثناء انصرافها من مقر المندوبية، واعتذر لها بكل لطف وسلمها مرة أخرى الظرف الذي يحتوى على شيك العزاء. ووعد بالعمل على تنظيم حفل تكريم، إحياء لذكرى وفاة المقاوم "مـحمد بن جعة"، لرد الاعتبار له ولعائلته".
وجدير بالذكر أن المقاوم مـحمد بن جعة توفي يوم الجمعة 14 فـبراير 2014 ولم يحضر المسؤولين عن المندوبية لمراسيم دفنه وتأبينه، ولم يأتوا بعد ذلك لمواساة العائلة رغم نشرها للخبر في بعض الجرائد الوطنية، حسب إفادة ابنه ياسين.. وكان رحمه الله من المقاومين المنتنين لمنظمة الهلال الأسود. (تفاصيل أخرى تقرأونها في العدد القادم لـ "أسبوعية الوطن الآن")