الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

عندليب الحسبان: الأزهر، ابن تيمية من خلفكم وداعش من أمامكم

عندليب الحسبان: الأزهر، ابن تيمية من خلفكم وداعش من أمامكم

مؤتمر الأزهر الشريف في بيانه الصادر يوم 12/ 12/ 2014 يرفض تكفير داعش:"لا يمكن تكفير مسلم مهما بلغت ذنوبه"... فهذه "حرابة"، هكذا وصف أحد المشاركين "أفعال" داعش.

ولكن داعش تقطع الرؤوس لا الطرق.. فهي لم تعرّف ذاتها عصابة مارقة أو "مافيا" مخدرات وسلاح. داعش التي نعرفها تنظيم سياسي عسكري عالمي يحمل عقيدة دينية واضحة، تتكئ على فقه رصين متجذر، لفكرها قاعدة شعبية عريضة تتخلل مسام المجتمعات.. داعش المسلمة (بإقرار الأزهر الشريف) تقتل باسم الله، وتمارس الذبح على الطريقة الإسلامية، وتتلو فوق رأس أضحيتها البشرية المسجاة أرضا آيات من القرآن الكريم.

داعش تتخيّر ضحاياها مذهبيا وطائفيا، وداعش أقامت دولة إسلامية...

فكيف للأزهر أن يغض البصر عن كل هذه الأسانيد الأرضية وما فوق الأرضية التي تثبت دينية السلوك الذي تمارسه داعش؟؟!!.. أليس هذا هو القتل المقدس الذي عرفته البشرية طيلة مخاضها الإنساني المرير؟!!... فإلى أين يهرب الأزهر ومما يهرب؟!

الأزهر وقع في المصيدة الإنسانية، إذ وجد نفسه حد داعش في ذات الفخ الأخلاقي الذي نصبه لهما فقه السبي والقتل.. فما يتلوه الدواعش على رؤوس الأضاحي البشرية، هو ذاته ما يتلوه علماء الأزهر على رؤوس الطلبة الأزهريين...

فالجريمة ليست مسدسا وطلقة رصاص وقاتل.. هذه كلها أدوات.. الجريمة دافع.. والدافع يتشكل قبل حدوث الجريمة في ذهن القاتل على هيئة تصورات ورؤى وانطباعات، وهذه يصوغها واقع القاتل؟

فما هو يا ترى الواقع الذي حشا عقل الداعشي برصاصة القتل المقدس؟ سؤال تجيب عليه مكتبة الأزهر الشريف، ونجوم الفضائيات الأزهريين...

الأزهر في بيانه أيضا وقع في فخ آخر، فهو أتى للعالم بدليل على ما يُتّهم به الإسلام الآن من مركزية وتعصب، إذ اكتفى من المسلم لقبوله بكلمة الشهادتين، أما العمل حتى وإن كان قتلا فهو لا ينقض عقد المسلم الديني...!! نقبل هذا التعريف الجميل للمسلم إن كان يعني احتواء الإسلام لابنه أيا كانت خطيئته الأرضية باعتبار أن الدين هو الضمير الأنقى والرحم الأول الذي يضم الإنسان جسدا وجثة، صالحا وطالحا.. أما إن اختلط هذا التعريف بالتشريع والفتوى والدولة، فإنه يتحول إلى شعلة فساد تحرق وتلسع "الآخر"، وطغمة حكم تستقوي على الآخر. فالدولة التي تقيم عقدها الاجتماعي والسياسي على كلمة انتماء عرقي أو مذهبي في ورقة، وتتجاهل السلوك والعمل والإنجاز، لا تؤتمن على توزيع الحقوق والواجبات بين رعاياها.. وهي دولة بالضرورة عنصرية وفاسدة...

فأي التعريفين أراد الأزهر للمسلم؟!!...

وهل يملك الأزهر أن يتجاوز فقه ابن تيمية؟

ألن يذكّرنا الأزهر بفقه الذمي؟!!

بل ألن يذكّرنا بفقه المرتد؟!!

وألن يذكرنا بالأزهر الذي أقصى البارحة مفكرا من عقد الحياة كلها من أجل كلمة، حين أجاز شيخه محمد الغزالي قتل فرج فودة..؟!

ونحن ألا تذكّرنا شهادة الغزالي على جثة فرج فودة في المحكمة عام 1992 بشهادة داعش على جثتها المسجاة في اليوتيوب الآن..؟!