Monday 15 September 2025
منبر أنفاس

خليل البخاري: المدرس الجيد هو محور العملية التعليمية

خليل البخاري: المدرس الجيد هو محور العملية التعليمية خليل البخاري/ باحث تربوي
ع بداية كل دخول مدرسي تطرح تساؤلات عديدة حول المناهج الدراسية والمقررات الدراسية والعدة الديداكتيكية وكذلك مستوى الموارد البشرية وفي مقدمتها المدرس الجيد.
إن التعليم هو أكثر بكثيرمن مجرد نقل المعرفة . فهو عملية ديناميكية  تسهم في تشكيل عقل التلميذ وشخصيته ومستقبله. وفي محور  هذه العملية يوجد المدرس الذي يتجاوز دوره حدود التعليم البسيط.

إن المدرس الجيد يلهم تلاميذه موجها إياهم خلال التحديات والصعوبات ومساعدا لهم على تحقيق كامل إمكانياتهم. ولكن ماالذي بجعل من المدرس قدوة حقيقية ومصدرا للإلهام.

وهناك  صفات أساسية للمدرس الجيد القادر على أداء  رسالته التعليمية  منها الشغف والإلتزام. فالمدرس الجيد يتميز بشغفه العميق تجاة المادةالدراسية التي يدرسها. وهذا الشغف معد ويدفع التلاميذ إلى التعمق أكثر في عملية التعلم. فحين يكون المدرس شغوفا  ومحبا لمادته الدراسية لا يكتف بنقل المعلومات والمعارف  والمفاهيم  فحسب، بل  يزرع أيضا حبا للمادة  يجعل المدرسرأكثر إثارة  وارتباطا بحياة التلميذ بالسعي نحو التميز وتطوير نفسه  بآستمرار،  يعزز من مصداقية رسالته النبيلة وقوة تأثيره  في المجتمع المدرسي بصفة خاصة.
ومن الصفات الأساسية كذلك للمدرس الجيد  التعاطف و الكفاءة.         
 
فالتعاطف سمة أساسية لأنه من يمكن المدرس من فهم احتياجات كل تلميذوتحدياته الخاصة. ومن خلال إدراكالفروق الفردية وأنماط  التعلم المختلفة ، يستطيع المدرس أن يكيف أساوبه التدريسي  بفعالية. كما ان التعاطف يخلق جوا من الثقة والاحترام المتبادل ظاخل وخارج المجتمع المدرسي  بما يعزز تعلما إيجابيا  وعلاقة  صحية بين المدرس والتلميذ.

وبخصوص صفة الكفاءة البيداغوجية،  فهي تشمل الأساليب التعليمية الفعالة والمرنة . فالمدرس الجيد  يعرف كيف  يقدم المفاهيم  ومحتوى الدرس  بشكل واضح  وسهل ومفهوم، مع تشجيع التفكير النقدي  وحل المشكلات . وتشمل الكفاءة كذلك قدرة المدرس على تعديل طريقة التدريس  وفقا لآحتياجات التلاميذ وتقدمهم لما يضمن تعلما عميقا ودائما.

كما ان التشجيع المستمر للمدرس عنصر حيوي  ومحوري في التعليم الملهم . فالمدرس الجيد يعرف كيف يقدر جهود تلاميذه  حتى عند مواجهة  التحديات ، ومن خلال خلق بيئة إيجابية  حيث تعتبر فرصا للتعلم  يساعد المدرس تلاميذه على تنمية الثقة  بأنفسهم  وبقدراتهم  الأكاديمية . وهذه الثقة  تشكل دافعا قويا  يعزز الخافزية  ويدفعهم للسعي نحو النجاح.

على المدرس الجيد ان يتجاوز دور  التعليم  ليصبح قدوة في الحياة. فمن خلال تجسيد قيم نبيلة مثل المثابرة  والنزاهة والتعاطف ؛  يلهم المدرس تلاميذه  لتبني هذه القيم  في حياتهم الخاصة. والمدرسون الذين يجسدون هذه المبادئ يصبحون شخصيات  مؤثرة  إيجابيا  ويقودون التلاميذ ليس فقط نحو التفوق الدراسي بل أيضا نحو النمو الشخصي والتطور الأخلاقي.

وصفوة القول، إن صفات المدرس  الجيد تتجاوز حدود نقل المعرفة وشحن ذاكرة التلاميذ بالمعارف، إذ يجسد  الشغف والتعاطف  والكفاءة البيداغوجية التي تشكل  بعمق المسار التعليمي  للتلاميذ  ومن خلال الإلهام  والتحفيز  يخلق هؤلاء المدرسون  بيئة مثالية للتعلم  والنمو الشخصي.
 
خليل البخاري/ باحث تربوي