محمد مزيوقا، رجل تعليم متقاعد يرى محمد مزيوقا رجل التعليم المتقاعد، أن تدشين المحطة السككية الجديدة بمدينة تازة يُشكل إضافة نوعية إلى البنية التحتية المحلية، لكنه في الآن ذاته يعكس مفارقة واضحة بين "حسناء" أنيقة متمثلة في المحطة العصرية، و"وحش" بدائي يتمثل في القطار الذي يربط وسط المملكة بشرقها (وجدة الناضور).
يقول مزيوقا في تصريح لـ "أنفاس بريس" إن المحطة الجديدة جذابة بمظهرها وخدماتها الحديثة، لكنها لا تُخفي واقع القطار الذي ما يزال يسير بالمحروقات في زمن الكهربة، ويعتمد على خط حديدي وحيد يشبه "سلماً ممدوداً" لم يعد يلبي حاجيات التنقل. وأكد أن استمرار التقاطعات بين الذهاب والإياب يؤدي إلى "تبذير للوقت"، ما يجعل تثنية الخط وكهربته ضرورة ملحة لتجاوز التفاوت في السرعات بين مناطق المغرب.
ويشدد محاورنا على أنه لا ينكر المجهودات المبذولة، لكن مدينة تازة تستحق ما هو أبعد من محطة سككية. فقد سبق أن قُدمت عريضة، وقّعها أكثر من 8 آلاف مواطن ومواطنة، تطالب بإحداث مطار بالمدينة، ووضعت لدى رئاسة الحكومة. غير أن أصحابها – ومعظمهم من أفراد الجالية المغربية بالخارج – وجدوا أنفسهم في "متاهات قانونية" بدل التجاوب الفعلي مع مطلبهم.
بالإضافة إلى النقل، يطالب مزيوقا بإحداث مديرية للسياحة، مبرزاً أن تازة تتوفر على مؤهلات طبيعية وتراثية وتاريخية تجعل منها وجهة سياحية واعدة. فهي الإقليم الوحيد الذي تلتقي فيه سلسلتا جبال الأطلس والريف، وتتميز بتنوع لغوي وثقافي يضم الأمازيغية بمكونيها الورايني والريفي، إلى جانب القبائل الجبلية (غياثة، التسول، البرانس، صنهاجة، مكناسة).
ويعتبر مزيوقا أن البنية التحتية رافعة أساسية لتيسير حياة الساكنة، إلا أن البطالة تظل جاثمة على صدور شباب الإقليم. ويرى أن تشغيل الحي الصناعي واستقطاب الاستثمارات الكفيلة بخلق فرص عمل قد يُسهمان في تسريع وتيرة التنمية وتحقيق العدالة المجالية.
وأكد مزيوقا أن المحطة السككية الجديدة تمثل خطوة إلى الأمام، لكنها لن تكون كافية ما لم تُواكبها مشاريع كبرى تليق بمكانة تازة التاريخية والجغرافية، وتستجيب لتطلعات أبنائها في النقل، السياحة، الاستثمار، وفرص الشغل.
