منذ عقود طويلة، يتم الحديث في الدار البيضاء عن إحداث محطتين طرقيتين، واحدة في شمال المدينة (سيدي البرنوصي) والأخرى في الجنوب (الحي الحسني)، وذلك لتخفيف الضغط أولًا عن محطة أولاد زيان المثيرة للجدل، وكذا لجعل حركة السفر مرنة من وإلى العاصمة الاقتصادية. لكن كل هذا الكلام يظل مجرد وعود لا تجد طريقها إلى التنفيذ، دون أن تخرج أي جهة لتقديم تفسير للرأي العام المحلي حول أسباب عدم إخراج هذين المشروعين إلى الوجود.
الحديث عن إحداث محطتين طرقيتين جديدتين عاد إلى الواجهة من جديد خلال الولاية الجماعية الحالية، التي تقودها نبيلة الرميلي عن حزب التجمع الوطني للأحرار، لكن دون أن تتحرك عملية إنجاز هذا المشروع. بل على العكس من ذلك، تم اتخاذ قرار بإعادة هيكلة محطة أولاد زيان بالدار البيضاء بمبلغ 8 مليار و300 مليون سنتيم، ما جعل البعض يستبعد إنجاز هذا المشروع على الأقل في السنوات القليلة المقبلة.
أحمد بريجة، عضو مجلس مدينة الدار البيضاء، أكد لـ "أنفاس بريس" أن مشروع إنجاز محطتين طرقيتين في الدار البيضاء مسألة وقت ليس إلا، على اعتبار أن وثائق التعمير تضمنت هذين المشروعين.
وقال محدثنا: "المحطة التي سيتم إحداثها في الحي الحسني ستكون موازية لمحطة "تيجيفي" بحي النسيم، في حين سيتم إحداث المحطة الثانية بين عين حرودة والبرنوصي".
وعن الأسباب التي حالت دون إخراج هذين المشروعين إلى الوجود قبل سنوات، أوضح بريجة أن المسألة تتعلق بالتمويل، كما أن الأمر لا يشكل حاليًا أي أولوية في المدينة، لكن المشروع سيرى النور بدون أي شك.
وقال يونس بلاق، رئيس الجامعة المغربية للمقاولات الصغرى والمتوسطة للنقل الطرقي بالمغرب، في تصريح لـ "أنفاس بريس": "ما يوجد حاليا هو إعادة هيكلة محطة أولاد زيان، وليس هناك أي مشروع يتعلق بإحداث محطتين طرقيتين جديدتين"، مؤكدًا أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد "هدرة".
وأضاف أنه حاليا التركيز منصب حول إعادة هيكلة محطة أولاد زيان لكي تكون في مستوى التحديات التي تعرفها المدينة بخصوص الأحداث الكروية التي ستعرفها البلاد.
التأخر في إنجاز المحطتين الطرقيتين نموذج فقط للوعود الكثيرة التي يرفعها بعض المسيرين للشأن العام المحلي بالبيضاء، والتي لا تجد طريقها إلى التنزيل، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء تقديم تفسيرات عن أسباب عدم تنفيذ هذه المشاريع والعراقيل التي حالت دون ذلك، على الأقل لكي لا يبقى المهتمون بالشأن المحلي بالبيضاء في حيرة من أمرهم.