أثار التأخر المسجل في إنجاز الشطر الثالث من الطريق السريع المداري الشمالي الشرقي لأكادير موجة من التساؤلات والانتقادات، خاصة بعدما ظل سؤال برلماني تقدمت به البرلمانية نعيمة الفتحاوي وجّه إلى وزير التجهيز والماء دونما جواب لأزيد من سنة، في خرقٍ لمقتضيات الدستور التي تضمن حق ممثلي الأمة في الحصول على أجوبة حول قضايا المواطنين، وفق تعبير واضعة السؤال.
وأكدت الفتحاوي النائبة البرلمانية، وفق سؤالها الكتابي، الذي نشرته على صفحتها الرسمية، أنّ التأخير في استكمال هذا المشروع الحيوي، الذي يربط الطريق المداري الشمالي الشرقي بالمنطقة السياحية لتغازوت على طول 15 كيلومترا، بات يفاقم معاناة السائقين والساكنة والسياح مع الاختناق المروري، خصوصا في فصل الصيف. وقد بلغ صدى هذه الاختناقات حدّ تدويل الموضوع، بعدما عانى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، من الازدحام خلال زيارة حديثة للمنطقة.
وبحسب البرلمانية، يمثل هذا الشطر الطرقي حلقة أساسية في فك العزلة عن المحور الساحلي الممتد من أورير مرورا بتمراغت وتغازوت إلى إمسوان، حيث يعرف تدفقا يوميا يصل إلى 30 ألف سيارة في الاتجاهين، إذ من شأن استكمال الطريق من شأنه تقليص زمن التنقل بين مطار المسيرة والمنطقة السياحية لتغازوت إلى حوالي 45 دقيقة فقط، بعدما يتجاوز اليوم في أوقات الذروة ساعتين كاملتين.
علاوة على ذلك، يراهن الفاعلون المحليون على هذا المشروع لتعزيز جاذبية المنطقة الاستثمارية والسياحية، ومواكبة الدينامية العمرانية التي يعرفها شمال أكادير، فضلا عن تحسين البنية التحتية استعداداً لتنظيم التظاهرات العالمية الكبرى، وفي مقدمتها كأس العالم لكرة القدم 2030، حيث ستكون أكادير إحدى المدن المحتضنة.
البرلمانية صاحبة المبادرة تتساءل بلهجة حادة: "أين هي السرعة في الإنجاز؟"، معتبرة أن غياب تفاعل الوزارة المعنية يثير القلق حول جدية التعاطي مع المشاريع الاستراتيجية، خصوصا تلك ذات الطابع الاستعجالي التي تمسّ صورة المغرب أمام العالم.
وفي ظل صمت الحكومة، يظل مشروع الطريق السريع المداري الشمالي الشرقي لأكادير عنوانا بارزا على الفجوة بين الوعود والتنفيذ، وبين حاجة المواطنين والسياح إلى تنقل سلس وبين بطء المساطر وضعف التنسيق بين المؤسسات.
