Friday 25 July 2025
كتاب الرأي

سعيد ودغيري حسني: عبد الرحيم أريري.. النبض الذي يحرص على كل صغيرة وكبيرة

سعيد ودغيري حسني: عبد الرحيم أريري.. النبض الذي يحرص على كل صغيرة وكبيرة سعيد ودغيري حسني
هو الذي فتح لي الباب
لا ليخرج
بل ليدخلني
بكل ما في روحي من شغف
وبكل ما في قلبي من كتابة مبلّلة بالحياة
فتح لي صفحة لا تشترط الولاء
ولا تملي عليك كيف تُحب الوطن
ولا متى تقول الحقيقة
قال لي
اكتب
ودع القارئ يقرر
عبد الرحيم أريري
ذلك الذي تمشي الصحافة في ظله مطمئنة
وتنتعل حروفه الرصيف
كأنها تعرف أن هذا الإسفلت ليس غريبًا عليه
هو ابن الوجع العام
ظل الكلمة حين تخاف
صوتها حين ترتجف
ورحلتها نحو المعنى مهما كانت وعرة
هو الرجل الذي يعرف كيف يُصغي إلى همسات الواقع
ويعرف متى يرفع صوته
ومتى يكفي أن تبتسم الجملة
كي يفهم القارئ كل شيء
من يكتب مثله
لا يحتاج إلى أن يصرخ
تكفيه جملة واحدة
كي ترتبك طاولة مسؤول
ويتلجلج تصريح رسمي
ويكاد الحبر يفرّ من المطبعة
لم يكن يومًا مديرًا
كان رفيق النص
وسند اللحظة المرتبكة
كما تسند الفكرة جناحها على سطر نقي
كي تطير
أن تكتب في موقعه
هو أن تنتمي إلى المعنى
أن تكون في عُرس الفكرة
بلا بطاقة دعوة
ولا قيد
ولا نصوص صغيرة
هو الذي آمن بي
قبل أن أُعرَف
ورأى في كلماتي ظلّ جسر
يعبر عليه من شاء
إلى الضفة التي فيها الرأي حر
والقلب حي
والكلمة مسؤولة
ما كتبتُ إلا لأنك منحتني الضوء
وما عبرتُ إلا لأنك تركت الباب مواربًا للحلم
وفي هذه المسافة الرفيعة بين الفكرة والنشر
كان لا بد من قلب نبيل يحملها بأمان
ذلك القلب كان في باريس
وكان اسمه عبد الحفيظ بوبكري
إعلامي يقطر صدقًا
وصديق يعرف متى يشير إلى الطريق
ومتى ينسحب في صمت كي يترك للضوء مجاله
له من الشكر ما يليق بجسرٍ سمح لكلمتي أن تصل
زبدة القول
بعض الرجال لا يُشكرون بالكلام
بل يُشكرون بأن تكتب وأنت واقف
فوق الأرض التي حرثوها بالحرف
وسقوها من عرق الحقيقة
عبد الرحيم أريري
كل الامتنان لك
ولموقعٍ صار لي وطنًا آخر