Saturday 19 July 2025
كتاب الرأي

يوسف غريب: مرحباً بسيّدات الجزائر

يوسف غريب: مرحباً بسيّدات الجزائر يوسف غريب
هي جملة ملفوفة بابتسامة تردّدت على مسامع المنتخب النسوي لحظة ولوجهّن مقصورة طائرة الخطوط الملكية المغربية في اتجاه مدينة وجدة استعداداً لمقابلة ربع النهائي لكأس أفريقيا سيّدات 24 المقامة بالمغرب..
 
وحيث أنّه لا غرابة في هذا الترحاب باعتباره سلوك بروتوكولي في جميع الخطوط الجوية العالمية بدليل ان نفس الجملة تكررت على مسامع سيدات السينغال وبنفس الطائرة واللواتي تأهلن بدورهن إلى ربع النهائي.. 

لكنّ الجملة نفسها خلقت صدمة حقيقية لدى عصابة قصر المراديّة وخاصة الجنيرال العجوز عبر بعض ادواته كالسيد وليد صادي رئيس الفاف وبعض ابواقه الإعلامية التي تمنّت إقصاء منتخب بلادهم في الدور الأوّل على أن يستقلّوا طائرة الخطوط الملكية المغربية.. وهي المؤسسة التي تعرّضت مع بداية الإقصائيات إلى إقصائها ومحو علامتها الإشهارية وسط المؤسسات الداعمة للكاف .

بل هي أكثر من صدمة قاتلة لمشروع عقيدة العداء التي يحاول الجنيرال العجوز استنباتها وسط الشعب الجزائري اتجاه المغرب والمغاربة قبل أن يقضي الله حبل حياته الشريرة.. 
 
هذا هو المشروع الخطير لهذا الاجرب العجوز من بينها  محاولة توريث المجتمع الجزائري بعض عقده المرضية الدفينة اتجاه بلدنا واستمرارية الصراع بأبعاده الإنسانية بين شعبين لم تجمعهما الجغرافيا إلا كتوأمين متكاملين في الثقافة واللغة والمصير المشترك.. 
 
في هذا السياق نفهم هذا التركيز الإعلامي على البطولة النسوية لكرة القدم كإحدى البطولات المتأخرة  مقارنة مع مثيلاتها بالعالم فعوض توفير كل شروط نجاحها ودعمها والدفع بها نحو الأمام لحرق مراحل التأخر نجد الثنائي تبّون-شنقريحة يستغلون منتخبهم الوطني لتمرير امراضهم حد الضغط على سيدات الجزائر بعدم ذكر اسم المغرب في كل لقاء تواصلي إعلامي دون الوقوف عند تقارير صحفية جزائرية تحاكي تعرض منتخبهم إلى جملة مضايقات من طرف المخزن الصهيوني وتلك حكاية مسقط الطائرة.. 
 
نعم أجزم لكم ايها الكراغلة الإعلاميين ان سيدات الجزائر بالمملكة المغربية تعرّضن للمضايقات وهنّ يكثمن في صدورهنّ حفاوة الإستقبال.. فخامة الإقامة وبهائها.. ثراء وتنوع الإطعام والأكل..وضخامة حافلة التنقل  واحترام المواعيد  مع حفاوة الترحاب من المغاربة لحظة الفسحة التجوالية وسط المدينة..
 متضايقات حدّ انهن يلاعبن بحس طفولي رشاشات سقى الملعب لحظة التدريب.. 
مضايقات  من كون ان يكون هذا البلد بهذه الدرجة من الرقي والسلوك الحضاري اتجاه منتخب نعته  قبل السفر بالبلد الآخر.. بل داخل بلدنا لم نوصف إلاّ بالبلد المنظم وهن يعشن هذا التناقض بين الحشو العدائي لرؤساء بلدهم حتّى أن صادي نفسه لحظة استقبال الوفد خاطبهم بهذه الجملة 
( انتم ذاهبون إلى بلد المؤامرات ضد جزائر الاحرار).. تلك المؤامرة التي وصلت حد التشكيك في مقاييس تثبيث أعمدة المرمى بعد أن فشلوا في إيجاد ولو قيد انملة لتضخيمها كدليل واحد يناصر أطروحتهم المرضية 
هو الأثر النفسي الذي  تسبب فيها العسكر الجزائري لمنتخب بلادهم بين محو علامة الخطوط الملكية وإرجاعها رغما عنه وبصورة مجسّمة قبالة صورة لجلالة الملك قائد النهضة المغربية.. في انتظار اختراق الأجواء الجزائرية -  رغم المنع - في أي تظاهرة للكاف بالجزائر.. 

 
والحال ان ما قام به المغرب اتجاه سيدات الجزائر من تقدير واحترام حتى من جانب تغطية مقابلاته وإجراء حوارات مباشرة مع طاقمه التقني لا يعدو ان يكون إلا احتراماً لنفسه وللإلتزاماته المادية والاخلاقية اتجاه اشقائنا الأفارقة الذين صوتوا بالإجماع على تنظيم هذه التظاهرة وغيرها..
هو احترام للكاف ولمؤسساته التدبيرية لاغير.. مع التأكيد على عقيدة وفلسفة الدبلوماسية المغربية القائمة أساساً على الفصل بين الملاعب ومدرّجاته كالفصل المتكامل بين السيدين لقجع وناصر بوريطة لصالح ملعبنا وطننا الكبير.. 
هو طبيعة هذا النظام العسكري الجواري الذي لا يجد مبرّراً لوجوده إلا بالمزيد من العداء لبلدنا ولرموزه ولمؤسساته الوطنية والأمنية وبمستوى غير مسبوق خلال هذا الاسبوع الأخير من إقصائيات كأس أفريقيا للسيدات بتخصيص أكبر حصة زمنية بنشرة الثامنة في التلفزية العمومية.. 

 
الاسبوع نفسه الذي عرف فيه هذا النظام أسوأ ايام علاقاته الدبلوماسية ومكانته الدولية آخرها قرار  الاتحاد الأوروبي اللجوء إلى التحكيم الدولي على خلفية إخلال هذا النظام  ببنود التجارة والاستثمار المندرجة في اتفاق الشراكة الإستراتجية الموقعة بينهما وتأتي هذه الخطوة قبل يومين فقط  من إدراج الجزائر ضمن لائحة البلدان عالية المخاطر في مجال غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.. 
 
أسبوع واحد بجغرافية عالية المخاطر شرقاً وأخرى عالية المحافل غرباً ومغربيّاً كمان.. 
بين أطر مغربية شابة تقيس المسافة الزمنية لخط أنبوب الغاز الناظور الداخلة.. 
وعجزة يقيسون علو أعمدة مرمى كرة القدم.. 
هي صورة بزمن ضوئيّ.. 
 ( يتبع)
يوسف غريب، كاتب صحفي