حينما كان يحصل أي تلميذ في الباكالوريا، خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين، على معدل 12 على 20 أو 13 على 20، كان يُعتبر من أنجب التلاميذ، ويتم الاحتفال به، لأنه من بين القلائل الذين تمكنوا من تحقيق هذه النقطة.
لكن مع بداية الألفية الحالية، تغيّرت الأمور بشكل كبير، وأصبح الحصول على هذا المعدل يصنف ضمن باب التلاميذ الناجحين بـ"الستارطير"، كما لم يعد الكثير من التلاميذ وأوليائهم يقبلون بأقل من معدل يفوق 16 على 20.
فما الذي وقع في المنظومة التعليمية بالبلاد؟ وهل المعدلات التي يحصل عليها هؤلاء التلاميذ تعكس فعلا مستوياتهم الدراسية، وتخولهم متابعة مسيرتهم التعليمية في السلك العالي بكل أريحية؟، سيما أن العديد منهم حاليا يجد صعوبة في الولوج إلى الجامعات ذات الاستقطاب المحدود.
حسن الصمدي، فاعل تربوي، أكد في تصريح لـ"أنفاس بريس" أن من بين أسباب ارتفاع معدلات التلاميذ هو مراجعة طريقة التصحيح، موضحا أن الطريقة الجديدة أصبحت تتيح للتلاميذ الحصول على نقاط عالية في مواد مثل الفلسفة.
وقال الصمدي في التصريح نفسه: "في سنوات سابقة، كانت النقطة التي يحصل عليها التلميذ في الفلسفة مثلا لا تتعدى 13 أو 14، ولكن حاليا يمكن للتلميذ أن يحصل على 20 على 20، وينطبق الأمر نفسه على المواد الأدبية الأخرى".
وأبرز الصمدي أن حصول التلاميذ على معدلات عالية لا يعني بالضرورة وجود تطور حقيقي في المنظومة التعليمية، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من التلاميذ الحاصلين على معدلات جيدة جدا يجدون صعوبات كبيرة في متابعة دراستهم الجامعية.