يُشارك الاتحاد المغربي للشغل بوفد هام في أشغال الدورة (113) لمؤتمر منظمة العمل الدولية، المنعقد بقصر الأمم ومقر منظمة العمل الدولية بجنيف، والتي تمتد أشغالها من 1 إلى 13 يونيو 2025، بمشاركة أكثر من 5000 مندوب ومندوبة من 187 دولة عضواً في منظمة العمل الدولية، يمثلون الحكومات وأرباب العمل والنقابات.

ويترأس الاتحاد المغربي للشغل الوفد العمالي لهذه السنة، في شخص الأمين العام الميلودي المخارق، بصفته مندوباً رسمياً للعمال، حيث تناول الكلمة باسم الطبقة العاملة المغربية في الجلسة العمومية التي حضرتها الوفود المشاركة. وحيّى من خلالها، باسم الاتحاد المغربي للشغل والطبقة العاملة المغربية، كافة المشاركين والمشاركات في المؤتمر، وبسط الإكراهات والتحديات التي يواجهها العمال عبر العالم. كما أشار إلى التحولات الجيوسياسية العميقة والمعقدة وانعكاساتها السلبية على عمال العالم، خاصة العاملين بالمنصات والتطبيقات الرقمية وبالقطاع غير المهيكل، التي عمّقت الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، مما يفرض على كل أطراف الإنتاج تكثيف الجهود لإقرار عدالة اجتماعية حقيقية كفيلة بتقليص التفاوتات وتحقيق المساواة وحماية الحقوق والحريات النقابية.

كما وقف في كلمته على أوضاع العمال الفلسطينيين وكافة أبناء الشعب الفلسطيني، الذين يتعرضون لأبشع صور القتل والتدمير والتجويع ومحاولات التهجير القسري، مما يتجاوز مساءلة فعلية للقانون الدولي، إلى مساءلة الضمير الإنساني الدولي، مناشدًا الجميع تكثيف المساعي من أجل وقف الحرب وفرض إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المنكوب.

كما شارك أعضاء وفد الاتحاد المغربي للشغل في اللجان الموضوعاتية للمؤتمر، وهي:

• لجنة تطبيق معايير العمل الدولية،

• لجنة معايير العمل اللائق في اقتصاد المنصات،

• لجنة تعزيز الانتقال إلى الاقتصاد المنظم،

• لجنة دراسة معايير المخاطر البيولوجية.

وبالموازاة مع ذلك، قام وفد الاتحاد المغربي للشغل بالعديد من اللقاءات والمشاورات مع الوفود المشاركة، حيث عقد لقاءً مع المدير العام لمنظمة العمل الدولية جيلبر هونغبو (Gilbert Houngbo)، تناول مختلف القضايا التي تهم عمال العالم ومستقبل العمل. كما عقد لقاءً مع فايز علي المطيري، المدير العام لمنظمة العمل العربية، لتوحيد الجهود من أجل دعم قضايا الطبقة العاملة العربية، وخاصة عمال فلسطين. كما التقى الوفد بلوك ترينغل (Luc Triangle)، الأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات، الذي يضم في عضويته أكثر من 250 مليون منخرط، يمثلون 347 منظمة نقابية من 167 دولة، وذلك للتنسيق والتحضير لمختلف المبادرات والأنشطة النقابية المستقبلية، باعتبار الاتحاد المغربي للشغل عضواً بالمكتب التنفيذي وبالمجلس العام لهذا التنظيم النقابي الدولي الكبير.

كما التقى الوفد أيضاً بكل من رئيس الاتحاد العربي للنقابات، والسكرتير التنفيذي لذات الاتحاد، ورئيس الاتحاد العام لعمال مصر، ورئيس الاتحاد العام لعمال الكويت، والأمينة العامة للكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للشغل (CFDT)، والعديد من التنظيمات النقابية الإفريقية والأجنبية المشاركة.

وتجدر الإشارة إلى أن من بين النقط الهامة التي كانت مطروحة على جدول أعمال هذه الدورة، قضية تغيير صفة فلسطين داخل منظمة العمل الدولية، حيث ساهم وفد الاتحاد المغربي للشغل في حملة دعم ومساندة مطلب الاعتراف بفلسطين كدولة عضو بدل صفة حركة تحرير، مما أثمر قراراً تاريخياً بعد اللجوء إلى عملية التصويت، التي أفضت بأغلبية مطلقة إلى اعتماد دولة فلسطين عضواً ملاحظاً بمنظمة العمل الدولية.