رحل عن الدنيا إلى جوار ربه، لَمْعَلَّمْ "الجْلَايْدِي" المسمى قيد حياته بـ سِّي عِيَّادْ، المعروف في الأوساط الفنية الشعبية، ولدى كل شيوخ فن العيطة بمدينة أسفي وعبر ربوع الوطن، والذي كانت تربطه أيضا علاقة تراثية وفنية وطيدة بأغلب الفنانين العازفين على آلة لوتار، أو المتخصصين في ضبط الإيقاع بـ "الطَّعْرِيجَةْ" أو "الدَّرْبُوكَةْ" على الصعيد المحلي والوطني، فضلا عن الروّاد من مْقَدْمِي وشْيَوخْ ومْعَلْمِي النمط لكناوي وغيرهم.
لقد فقدت اليوم ـ الأربعاء 28 ماي 2025 ـ حاضرة المحيط مدينة أسفي هرما من أهرام الصناعة التقليدية الأصيلة، ذات الصلة بالعزف والطرب والإيقاع، بصفته كان أحد كبار "لَمْعَلْمِينْ" المتخصصين في تراث فن "التَّجْلَادْ" المتعلق بالآلات الطربية والإيقاعية الشعبية القديمة مثل "الطَّعْرِيجَةْ" و "الدَّرْبُوكَةْ" و "الْبَنْدِيرْ" و "لَوْتَارْ" و"الْهَجْهُوجْ" و "الدَّنْدْيَةْ"
وحسب معارفه، فإن المرحوم لَمْعَلَّمْ سِّي عِيَّادْ كان من مواليد سنوات الخمسينات من القرن الماضي، حيث سيغادر موطنه الأصلي لظروف خاصة بمنطقة الشياظمة وهو طفل صغير، ليحط الرحال بمدينة أسفي التي سيظل وفيا لها ولساكنتها إلى أن تغمده الله برحمته.
وحسب معارفه، فإن المرحوم لَمْعَلَّمْ سِّي عِيَّادْ كان من مواليد سنوات الخمسينات من القرن الماضي، حيث سيغادر موطنه الأصلي لظروف خاصة بمنطقة الشياظمة وهو طفل صغير، ليحط الرحال بمدينة أسفي التي سيظل وفيا لها ولساكنتها إلى أن تغمده الله برحمته.
في تلك الفترة من استقراره بأسفي، اختار الطفل/الصانع التقليدي سِّي عِيَّادْ أن يشتغل كـ "مَتْعَلَّمْ" مبتدئ عند "لَمْعَلَّمْ" المرحوم "بُو سَمْطََةْ" بدكانه ومحله الكائن بدرب الرَّحْبَةْ القريب من بَابْ الشَّعْبَةْ في وسط حرفيي الخزف والطين، لكن بعد وفاة هذا الصانع والحرفي الذي احتضنه وهو طفل، فضل البقاء والاستمرار مشتغلا بنفس الدكان/المحل مع "لَمْعَلَّمْ" سِّي مُحَمَّدْ الْمُرَّاكْشِي، متطلعا إلى اكتساب المزيد من أسرار مهنة وصنعة "جْلَايْدِي" ومهاراتها التقنية واليدوية والفنية، حيث شاءت الأقدار أن يتحوز على ذات المحل بعد وفاة معلمه الثاني سِّي مُحَمَّدْ الْمُرَّاكُشِي، ليصبح "لَمْعَلَّمْ" السي عياد "جْلَايْدِي" المالك الوحيد للدكان المتخصص في صناعة وتجليد الآلات الوترية والإيقاعية بأسفي.
لقد ترعرع واشتد عود "لَمْعَلَّمْ" سِّي عِيَّادْ، تحت سقف ذلك المحل الساحر، المشبع بروائح مختبر الطين والجلد، والذي كان متخصصا في تجليد وكسوة الآلات الوترية والإيقاعية، واستطاع بحنكته وتمرسه وامتلاكه ناصية الحرفة والصنعة أن يفرض اسمه في مساحات الوطن رغم أن دكانه لم يكن يتجاوز إلا مترين مربعين بالكاد.
لقد ترعرع واشتد عود "لَمْعَلَّمْ" سِّي عِيَّادْ، تحت سقف ذلك المحل الساحر، المشبع بروائح مختبر الطين والجلد، والذي كان متخصصا في تجليد وكسوة الآلات الوترية والإيقاعية، واستطاع بحنكته وتمرسه وامتلاكه ناصية الحرفة والصنعة أن يفرض اسمه في مساحات الوطن رغم أن دكانه لم يكن يتجاوز إلا مترين مربعين بالكاد.
إن سيط ومهارة وابداع المرحوم "لَمْعَلَّمْ" سِّي عِيَّادْ "جْلَايْدِي" منحته شهرة كبيرة على المستوى الوطني، على اعتبار أن الرجل كان يقصده أكبر العازفين على الآلات الوترية ونذكر على سبيل المثال لا الحصر فريد الأطلس الفنان محمد رويشة ، والإخوة جمال وعابدين الزرهوني، والشيخ محمد ولد الصوبة، ومجموعة أولاد بن عكيدة، ومن مجموعات الظاهرة الغيوانية نذكر فرقة جيل جيلالة وغيرهم.
في سياق متصل اشتهر الصانع والحرفي التقليدي المرحوم سِّي عِيَّادْ ببيع آلة الطعريجة بالجملة، حيث أفاد بعض المقربين منه في حياته المهنية والحرفية، أنه كان قد اشترى منزلا متواضعا بالقرب من دكانه التاريخي الذي يعتبر اليوم متحفا وتراثا غير مادي، حيث كان يستخدم المنزل رحمه الله كمستودع لتخزين بضاعته الجميلة والأنيقة ذات الصلة بالآلات الإيقاعية طول السنة في انتظار حلول عيد عاشوراء ليبيعها بالجملة.
رحم الله الصانع التقليدي والحرفي سِّي عِيَّادْ