Thursday 15 May 2025
فن وثقافة

في تكريم كمال عبد اللطيف: إشادة بمساره المتفرد ومشروعه التنويري المستدام

في تكريم كمال عبد اللطيف: إشادة بمساره المتفرد  ومشروعه  التنويري المستدام كمال عبد اللطيف ومشهد من اللقاء
التنوير أفقا "، موضوع الدورة الثالثة من لقاءات سلسلة:” فكر واعتراف”، التي بادرت شعبة الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط بتنظيمها بتعاون مع:”مركز روافد للدراسات والأبحاث في حضارة المغرب وتراث المتوسط “ ومؤسسة فهارس لخدمات الكتاب، وذلك الأربعاء14 ماي بمدرج الشريف الإدريسي بالكلية، تكريما لأستاذ الأجيال كمال عبد اللطيف وذلك بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين .
 
 
مجمل المساهمات تم توثيقها و إصدارها في كتاب جماعي يقع في أزيد من 400 صفحة ، و كان هذا اللقاء مناسبة لتقديم بعض الشدرات من هذا الإصدار التكريميي للأستاذ كمال عبداللطيف، والذي أختار في كلمته بالمناسبة أن يركز على بعض الرسائل الدالة حيث أوضح أن مهمة تدريس الفلسفة كما آمن بها هو، ومارسها طيلة حياته المهنية سواء في مرحلة التدريس في الثانوي أو خلال إلتحاقه بالجامعة، تتجاوز حدود الفصل الدراسي بطقوسه ومسلتزماته، الى مستوى السعي الى جعل الفلسفة عاملا لإذكاء الوعي و فهم الواقع، وإستحضر المحتفى به الأدوار التي اضطلعت بها الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة بهذا الصدد، كما ذكر أيضا بأن الفضاء الجامعي كان أيضا مشتلا و حاضنة للفكر النقدي و الحوار ونوه بالدور الذي اضطلع به الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وفي سياق حديثه عن عوائق وتحدياث التنوير وهو الموضوع الأساسي في المشروع الفلسفي للمحتفى به، أوضح ذ. كمال عبد اللطيف أن :" أي محاولة لإعادة التفكير اليوم في مبادىء وقيم الأنوار يستدعي الإنتباه إلى ثلاث مؤشرات كبرى: أولها المرجعية النظرية ة التاريخية التي تبلورت وتطورت في اطارها هذه المبادئ و صيرورتها و تعقيداتها، وتمظهراتها وكذا الثورات العلمية واكبتها وما أحدثثه من تغييرات . أما المؤشر الثاني فيهم المحصلات الكبرى لنوعية التفاعل الحاصل في ثقافتنا السياسية النهضوية مع اشكالات و مفاهيم وقيم فلسفات التنوير، بينما يهم المؤشر الثالث مجال المتغيرات التي ما فتئت تصنع اليوم سياقات جديدة للتفكير في أسئلة التنوير وضرورتها في الحاضر العربي" . وأشار ذ. كمال عبداللطيف بالأساس إلى ما تحدثه مختلف وسائل ومنصات التواصل من تأثيرات فيتشكل الوعي سواء في إتجاه سلبي أو إيجابي، كما أشار ايضا الى عودة هيمنة " المقدس " كدعامة للإستبداد و إستدامته .
 
 
الندوة التكريمية للأستاذ كمال عبد اللطيف شهدت ، ثلاث جلسات، قدمت فيها مدخلات حول العطاء الفكري للأستاذ كمال عبد اللطيف الإنسان أولا، والمربي والمثقف العضوي والأستاذ و صاحب المشروع الفكري التنويري . ومن اللحظات القوية في هذه الندوة المتميزة شهادة زميل وصديق المحتفى به، الأستاذ عبدالسلام بن عبدالعالي حيث أعتبر أن :” أهم إسهامات العزيز كمال في نظري …هو إسهامه الكيفي، فهو لم ينفك عن بذل مجهود كبير، سواء في حلقات دروسه أو في مختلف كتاباته، إنطلاقا من رسالته لنيل دبلوم الدراسات العليا حول سلامة موسى سنة 1980 في أن يفتح الفكر العربي المعاصر على الدرس الفلسفي، و يعيد النظر في مفهوماته خصوصا ما يتعلق منها بالفلسفة السياسية، مبينا أن درس الفكر العربي هو، أولا وقبل كل شيء، درس فلسفي منفتح ضمنا أو صراحة على مصادر الفكر الغربي، وأن تناوله بالتالي ينبغي أن يتحرر من المركزية التراثية، ومن الهوس التاريخي والانطواء الايدولوجي والتحرر أساسا من المنظور الهوياتي، كما يسائل نصوص الفكر العربي المعاصر معتمدا منهجا مقارنا يسمح بالانفتاح على نصوص الفكر السياسي الكلاسيكي انطلاقا من فلاسفة اليونان و وصولا إلى كبار المفكرين المحدثين، همه في ذلك ألا يكتفي برصد التيارات، وتعقب الاتجاهات، وتصنيف المواقف، وإنما أن يولد الأسئلة ، ويفكك الثنائيات، وينتج المفهومات لكي يجعل من تدريس الفكر العربي درسا فلسفيا بلا منازع.