Tuesday 13 May 2025
اقتصاد

مشروع "كازا تيك فالي".. هل سيكون نقطة تحول في مقاطعة سيدي عثمان بالبيضاء؟

مشروع "كازا تيك فالي".. هل سيكون نقطة تحول في  مقاطعة سيدي عثمان بالبيضاء؟ سوق السمك من المشاريع التي أثارت جدلا واسعاحينما تم اتخاذ قرار ببنائها في سيدي عثمان بالبيضاء
طيلة السنوات الماضية، كان العديد من المتتبعين للشأن المحلي يؤكدون أن مقاطعة سيدي عثمان بالبيضاء تحولت إلى فضاء لاستقبال كل المشاريع التي لا ترغب فيها باقي المقاطعات الأخرى، وأن نوعية المشاريع المنجزة في هذه المقاطعة، من قبيل سوق السمك مثلا، تساهم في تشويه صورتها دون أن تستفيد من العوائد المالية التي تضخها هذه المشاريع، وعلى رأسها سوق الجملة للخضر والفواكه والمجازر البلدية وكذا سوق السمك.
 
ومع الإعلان عن مشروع "كازا تيك فالي"، بدأ الحديث عن إمكانية تحول هذه المنطقة إلى واحدة من المناطق الجاذبة للاستثمار في مجالات التكنولوجيا الحديثة في زمن الذكاء الاصطناعي.
 
وسيقام هذا المشروع على مساحة تُقدّر بأزيد من 6 هكتارات، وقد تم إطلاقه بشراكة مع صندوق الإيداع والتدبير. ويهدف إلى إحداث أزيد من 20 ألف منصب شغل مباشر في قطاعات التكنولوجيا الحديثة، والابتكار الرقمي، والذكاء الاصطناعي.
 
ستنطلق الأشغال في هذا المشروع في الشهور المقبلة، فهل ستغير "كازا تيك فالي" من صورة مقاطعة سيدي عثمان.
 
جمال فكري، الكاتب العام لمركز المنارة للدراسات والأبحاث،  قال في تصريح ل "أنفاس بريس " : "مشروع القطب الرقمي الذي سيتم إحداثه في مقاطعة سيدي عثمان من شأنه أن يغير صورة هذه المقاطعة، التي شهدت في السنوات الأخيرة إنجاز العديد من الأسواق (سوق الجملة للخضر والفواكه، سوق السمك، والمجازر البلدية)، وهي مشاريع أثرت بشكل سلبي على البنية التحتية للمنطقة.
 
وأضاف جمال فكري أن المشروع الجديد سيوفر العديد من فرص الشغل وسيدر الكثير من الأرباح، غير أنه من الضروري أن يتزامن مع القضاء على بعض النقاط السوداء، من بينها مشكل الهراويين، الجزء التابع لمقاطعة سيدي عثمان، وكذا الحسم في قضية تمليك منازل حي لالة مريم، مع إيلاء اهتمام كبير بمدخل مدينة الدار البيضاء من جهة الهراويين.
 
وقال جمال فكري: "لا يمكن إحداث مشروع رقمي في ظل وجود العديد من النقاط السوداء في مقاطعة سيدي عثمان، فلا بد من التدخل لحل معضلة الهراويين، ومن الضروري أن تتناسب منحة المقاطعة مع حجم هذا المشروع الحضري الذي سيتم إنجازه فوق ترابها".
 
ومهما كان الاختلاف حول العوائد المالية التي ستسفيد منها سيدي عثمان من إحداث هذا المشروع بين العديد من المتتبعين للشأن المحلي  البيضاوي، فإن إنجاز هذه النوعية من المشاريع في واحدة من المقاطعات الضاحاوية في المدينة من شأن أن يعيد الاعتبار لهذه المنطقة التي ظلت لسنوات طويلة خارج "ردار" السلطات ولا يتم التفكير فيها إلا حينما بتم اتخاذ قرار بإحداث بعض المشاريع التي زادت من تعقيد الأوضاع في هذه المنطقة.