Saturday 3 May 2025
فن وثقافة

عبور سربات الجهات الوسطى من بوزنيقة إلى دار السلام على صهوة خيول وفرسان المغرب "الشُّجْعَانْ"

عبور سربات الجهات الوسطى من بوزنيقة إلى دار السلام على صهوة خيول وفرسان المغرب "الشُّجْعَانْ" جانب من منافسات التبوريدة

مرت منافسات فن وتراث التبوريدة الخاصة بالجهات الوسطى، التي نظمتها الجامعة الملكية المغربية للفروسية، والشركة الملكية لتشجيع الفرس بمدينة بوزنيقة يومي 30 أبريل وفاتح ماي 2025، في أجواء تنافسية وحماسية جد مشرفة تستحق التنويه ورفع القبعة، والتي خلق من خلالها الجمهور الغفير العاشق لسنابك الخيل والبارود أروع ملاحم روابط الإنتماء للوطن ولتربة هذه الأرض الطيبة التي أنجبت "الشُّجْعَانْ" طيلة يومين مشهودين في فن "التّْبَوْرِيدَةْ"، نظرا لشراسة وقتالية 25 سربة لفئة الكبار مثلث مجالاتها الجغرافية أحسن تمثيل.

 

لقد عرف اليوم الأول لنزال بوزنيقة التراثي والفرجوي ـ 30 أبريل ـ من منافسات مباراة بين الجهات أجواء حماسية ومنافسة قوية وشرسة بين جميع السّرب المشاركة، ودليلنا في ذلك واقع نتائج اليوم الأول التي توضح بالمكشوف الفارق الضئيل والبسيط الذي ساهم في ترتيب الفرق التي احتلت الصفوف الثمانية.

 

في هذا السياق كانت جريدة "أنفاس بريس" قد تنبّأت بأن اليوم الثاني الفاصل في تأهيل ثمانية سرب من أصل 25 سربة لدار السلام، سيكون يوما عصيبا ومشوقا في نفس الوقت، وسيعرف مفاجئات كثيرة على مستوى تغيير لائحة الترتيب النهائية، بل أننا أكدنا على أن اليوم الثاني سيكشف عن "ريمنوتادا" بعض مقاديم السربات الذين اكتسبوا تجربة ميدانية من خلال تراكماتهم على مستوى منافسات دار السلام بالرباط ومعرض الفرس بالجديدة ـ سربة المقدم عبد الغني بنخدة ـ نموذجا.

 

الملاحظة الأساسية في منافسات لغة الخيل والبارود، أن بعض السُّرَبْ قد عرفت تراجعًا بينّا وواضحا، على مستوى طلقات البارود الموحدة عند نقطة الصفر، وهو ما أثر على الترتيب العام حيث أكدت نتائج اليوم الأول "أن لا شيء محسوم، وأن كل التفاصيل مهمة للوصول إلى نهائي دار السلام" حسب العديد من المراقبين والمهتمين.

 

استنتاجات "أنفاس بريس" في اليوم الأول من المنافسات، كانت تؤكد على أن كل شيء ممكن في منافسات التبوريدة الجهوية ببوزنيقة الخاصة بالجهات الوسطى، بعد أن استمتع عشاق تراث التبوريدة بعروض مبهرة، وبالحضور القوي لسربات سنابك الخيل والبارود على جميع المستويات، سواء منها الفنية أو التقنية أو الجمالية والإبداعية في اليوم الأول 30 أبريل 2025...لكن من الممكن تحقيق "ريمنوتادا" بكاريزما بعض مقاديم العلفات في اليوم الثاني، فاتح ماي، مع قليل من التركيز وضبط النفس والأعصاب، والاهتمام بتفاصيل أخرى لا تقل أهمية عن طلقات البارود.

 

ما يثلج الصدر، وسط محرك شاطئ بوزنيقة، أن الكل سجل بمداد الفخر حضورا وازنا بجانب عمالقة الخيل والبارود، حيث سجل كل المتتبعين والمراقبين بأن مباريات بين الجهات الوسطى التي شاركت فيها 25 سربة من فئة الكبار، كانت فيها نسبة سّقوط الفرسان من فوق صهوات الخيول تكاد تكون شبه منعدمة، والسبب الرئيسي في ذلك، أن مساطر وإجراءات قانون المبارياة برسم سنة 2025، يلزم جميع الفرسان باستعمال السّرج "الْبَلْدِي" عِوض السّرج "الَعْمِيرِي/ لَعْظَمْ"، دون التفريط من مقاييس وضعية "الرْكَابَاتْ" الذي أصبح في مستوى السَّرج تقريبا، من أجل التحكم في الحصان والتوازن على صهوة الحصان، حيث تبين بالملموس نجاعة القواعد الجديدة/ الأصيلة لفن التبوريدة، وفعاليتها في التقليص من أخطار حوادث السقوط.

 

في سياق متصل انبهر المتلقي على مستوى تجهيز الخيول والفرسان على مستوى المستلزمات والْعُدَّةْ واللباس التقليدي وكيفيات وضع رداء و "أَسْنِحَةْ" التبوريدة، مما كشف عن أسرار أصول تراثنا غير المادي مع ارتقاء الصناعة التقليدية ذات الصلة والحرص على تألقها في المشهد التراثي تعزيزا للهوية المغربية، حيث تحققت تطلعات عشاق الخيل والبارود، ببصمة العديد من مقاديم السربات المشاركة، والتي ضمنت بطاقة المرور إلى دار السلام بالرباط عن جدارة واستحقاق، في مسار موسوم بالأصالة والهدوء، والتركيز، واللعب على الأصول.

 

النتائج النهائية لمنافسات سربات الجهات الوسطى:

ـ فئة الكبار

الرتبة الأولى: المقدم شرف البحراوي

الرتبة الثانية: المقدم رشيد الناجي

الرتبة الثالثة: المقدم المهدي أنجار

الرتبة الرابعة: المقدم رشيد سّيكاس

الرتبة الخامسة: المقدم عبد الرحيم العويني

الرتبة السادسة: المقدم البشير ماهير

الرتبة السابعة: العلمي الطروفي

الرتبة الثامنة: عبد الغني بنخدة

 

ـ فئة الشبان

الرتبة الأولى: محمد غرابو

الرتبة الثانية: بدر زريزع

الرتبة الثالثة: بدر الدين الخادي

ملاحظة : بعيدا عن مشاهدة طلقات البارود بالعين المجردة، وعلى إثر تتبعنا لتقنية "الفار" وإعادة تسجيل الفيديو الخاص بكل طلقات السَّرْبَاتْ، اتضح بما لا يدع مجالا للشك بأن أكثر من 95 في المائة من طلقات البارود لم تكن موفقة عند نقطة الصفر مائة في المائة، وأوضحت تقنية "الفار" المعتمد من طرف لجنة التحكيم، بأن هامش توقيت تفاوت إطلاق البارود في لحظة الضغط على الزناد "لا يتعدى جزء في المائة من الثانية".