في إطار التزامه المتواصل بالنهوض بالقطاع الفلاحي الوطني، يواصل برنامج "المثمر"، الذي تشرف عليه جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) وكلية الزراعة التابعة لها، تأكيد مكانته كمبادرة رائدة في مجال الابتكار الزراعي وخدمة الفلاح المغربي. ويعتمد البرنامج مقاربة شمولية تهتم بجميع مراحل سلسلة القيمة الفلاحية، من الإنتاج إلى التسويق.
جاء ذلك في تصريح لكمال الحيان، مسؤول مبادرة "المثمر" ل "أنفاس بريس"، خلال مشاركة جامعة محمد السادس في الدورة السابعة عشرة للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب "سيام 2025".
وفي حصيلته السنوية، خلال 2024، عزز “المثمر” فرقه الميدانية، حيث تم ضم أكثر من 40 مهندسًا وتقنيًا زراعيًا جديدًا، ما رفع عدد الأقاليم المشمولة إلى أكثر من 43، في خطوة تهدف إلى تقريب الخدمة من الفلاحين ومواكبتهم بشكل مباشر وفعّال.
أجرى البرنامج أكثر من 167.400 تحليل للتربة، في إطار “عرض صحة التربة”، مرفوقًا باستكشاف مستمر لحلول تكنولوجية حديثة. وتم إنتاج أكثر من 3.500 تركيبة مخصصة للأسمدة عبر شبكة “الخلاطات الذكية”، ما ساهم في تعزيز الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات الزراعية.
للسنة الثالثة تواليًا، نالت “OCP Nutricrops” وشركاؤها شهادة ISO 9001 في نسخة 2015، بخصوص جودة إنتاج وبيع أسمدة الأساس بالسوق المغربي. وتم إطلاق أكثر من مليون كيس عبر مشروع “ضمان سماد”، الذي يتيح تتبع الأكياس عبر تغليف ذكي، ضمن حملة 2024-2025.
وفي إطار الابتكار الرقمي لخدمة الفلاح، أُطلق التطبيق المحمول “@tmar” بخدمات جديدة، مثل الطلب الإلكتروني للأسمدة وخدمة الري الذكي، لتسهيل المهام اليومية للفلاحين وربطهم بمنظومة رقمية متطورة.
أما على مستوى مواجهة التغيرات المناخية، يعمل “المثمر” على تعزيز الزراعة الكربونية، حيث غطى أكثر من 30.200 هكتار بالزراعة المباشرة خلال الموسم الحالي. كما تم إطلاق برامج جديدة تخص المياه والإنتاج الحيواني.
في إطار رهان الابتكار، حصل البرنامج على 4 براءات اختراع تتعلق بمعدات فلاحية جديدة، ضمن مبادرة “الميكنة الفلاحية المستدامة”، ما يعكس مدى التزامه بتطوير أدوات ميدانية موجهة للفلاح المغربي.
تتواصل الدينامية التشاركية من خلال “مجتمعات الممارسات بالمثمر”، والتي أصبحت منصة لتبادل الخبرات حول قضايا الساعة مثل تدبير المياه، الإنتاج الحيواني، والولوج إلى الأسواق.
منذ انطلاقه سنة 2018، استفاد من “المثمر” أكثر من 40 ألف فلاح بشكل مباشر، وأكثر من 540 ألف عبر الحلول الرقمية. وقد تم هذا النجاح بفضل التفاعل الإيجابي من الفلاحين وثقة المجتمع في علامة OCP والنية الحسنة التي تُميز الفريق.
ينفذ “المثمر” برامجه بشراكة مع مؤسسات علمية وطنية ودولية مثل INRA، IAV، APNI، ICARDA، بالإضافة إلى الفاعلين المؤسساتيين كـ DRA، ONCA، وONSSA، إلى جانب شركاء صناعيين وموزعين.
وانطلاقاً من إيمانه بأهمية التشخيص العلمي لصحة التربة كخطوة أولى نحو التخصيب الرشيد، خصّص “المثمر” موارد بشرية وتقنية متطورة لمرافقة الفلاحين وتمكينهم من إجراء تحاليل دقيقة ومجانية. فمنذ انطلاق المبادرة، جابت 7 مختبرات متنقلة مختلف ربوع المملكة، إلى جانب مختبرات UM6P ببنجرير، ما أسفر عن إجراء أكثر من 167.400 تحليل غطّت مساحة تفوق 560.000 هكتار.
وفي إطار استراتيجيته القائمة على الابتكار المستمر، شرع “المثمر” في اختبار تكنولوجيا التحليل الطيفي باستخدام الليزر (LIBS)، والتي تُمكّن من تحليل حوالي 200 عينة يومياً، مقارنة بـ 40 فقط في المختبرات المتنقلة التقليدية. وإلى جانب سرعتها العالية، تهدف هذه التقنية إلى خفض تكاليف التحاليل، مما يُتيح توسيع قاعدة المستفيدين من الفلاحين عبر تراب المملكة.
في إنجاز جديد، حصل مصنعو وموزعو الأسمدة المحليون، بشراكة مع “OCP Nutricrops”، للسنة الثالثة على التوالي، على شهادة ISO 9001 نسخة 2015، تكريساً لالتزامهم بتقديم منتجات عالية الجودة تُراعي المعايير الدولية. وشملت هذه الشهادة كل من عمليات تصنيع وتوزيع أسمدة الأساس الممزوجة (Blend)، بالإضافة إلى نظام إدارة الجودة لقسم المبيعات المحلية بمجموعة OCP، الذي يشرف على سلسلة القيمة الكاملة: من التوريد، مروراً بالإنتاج، وصولاً إلى التوزيع على المستوى الوطني.
يؤكد هذا الاعتراف الدولي التزام مجموعة OCP وشركائها بالرفع من جودة المنتجات المقدمة للفلاح المغربي، وضمان توافر أسمدة ذات فعالية عالية تستجيب للاحتياجات الدقيقة للتربة والمحاصيل، بما يعزز الإنتاج الزراعي الوطني ويضمن الأمن الغذائي.
