أيا كانت القراءة التي يعطيها الرأي العام لظاهرة الٍانحراف المجتمعي أو ما يسمى “بالتشرميل” خصوصا في صفوف الشباب سواء من داخل المؤسسة التعليمية أو خارجها، في علاقته بنوعية التعليم الذي يتلقاه أبناء الشعب من العامة بالمدرسة العمومية، يمكننا القول بأن ثمة شيئا ما قد تكسر في الحياة السياسية المغربية، وأيا كانت الدواعي والأسباب وراء اٍفراز جميع ظواهر الاٍنحراف الشاذة في المجتمع المغربي من شذوذ، إرهاب وتشرميل لا يمكن حصرها اٍلا في بعدها السوسيو- سياسي، وذلك لأنه اٍذا كانت أسباب التدني الأخلاقي في المجتمع تعزى كلها اٍلى تدني مستوى التعليم فإنما ترجع في أصلها اٍلى الاٍنطباعات الحسية الجماعية عن كون التعليم أصل الأخلاق ومرجعتيها. ليس هذا فحسب بل تنصيبه حكما دون غيره من القطاعات الأخرى في تأسيس الأخلاق وخلق التماسك بينها هو الذي يجعله أكثر أهمية من غيره باعتباره معيار الرقي والتخلف ويصنع الهوية الحضارية للدولة. لذا تعلّق جميع مخاطر انهيار السلوك الٍاجتماعي على مشجب التعليم ولا سيما المعلم فيظهر نوع من الحرب الباردة الٍاجتماعية بين المعلم كطرف مركزي يمثل واجهة المنظومة التعليمية، والمجتمع كضمير جمعي مهدد في هويته. بينما الحقيقة الحتمية التي وجب الاٍقرار بها أن الصراع في الأصل هو بسبب المعوقات السياسية والاٍقتصادية للدولة والمحتجبة وراء المنظومة التعليمية وأخطاء نساءها ورجالاتها بأسلوب متحرر من المحاسبة الذاتية لباقي المؤسسات التي تجاور أو تشترك دستوريا مع قطاع التعليم في المأمورية والمسؤولية دون تعارض في الأدوار. وأيضا باستعمال أسلوب المغالطة لإيهام المواطن العادي بالتصور السطحي أن فساد أخلاق المجتمع وراءه فساد الضمير الأخلاقي لنساء ورجال التعليم. حجج يراد بها باطل قد يكون أشد استفزازا لأسرة التعليم التي بدأت تتنازل أطرها عن دورها من داخل المنظومة التربوية معلنة انسحابها القسري صونا لكرامة المربي والمعلم، وهربا من واقع الاٍتهامات والاٍنتقادات وما خلفته في النفوس. وهنا بيت القصيد ،اٍذا كان رجل التعليم وراء تدني المنظومة التربوية فلماذا يغادرها قصرا لا طوعا بعدما أصبح جزءا منها ولم يكن يتصور يوما الٍانفصال عنها ؟ أكيد أن المشكل أقوى وأعمق من تصادم بين المؤسسة التعليمية ومحيطها ،أو فشل للمنظومة رغم اٍصلاحاتها، أو حتى حربا باردة بين المعلم ومجتمعه بل هو بكل مرارة حرب باردة بين الغرب والاٍسلام ، نعم ، حرب لن تقاوم بأندية التربية على المواطنة داخل المؤسسات التعليمية ولا بحملات مناهضة العنف داخل الأوساط المدرسية أو حتى بمسابقات في السيرة النبوية. و لسوء حظ رجل التعليم أن الفساد بدأ يسري في الأخلاقيات العامة بسبب العبث السياسي وغياب الٍاهتمام الحقيقي بالشعب، فزاد الكيل في تحميله أوزار ما أفسدته السياسة ليلبس ثوب الزهد في التعاطي مع أخلاقيات مهنته ويصوم عن الاٍبداع الفكري والثقافي ... تاركا فسحة الغزو الغربي للإعلام الاٍلكتروني العاهر بثّ سمومه ونشر فساده في عقول شباب هذه الأمة.
فحينما ينزع الشباب إلى تقليد ما تم تصديره عبر قنوات التواصل الاجتماعي من سموم فكرية وأخلاقية في حضور شروط الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية التي تؤطر لوجود بيئة الانحراف المهيكل، يصبح ذو جاهزية سيكولوجية قابلة لامتصاص جميع مقومات الانفصام الاجتماعي، ولا يؤمن إلا بالفردانية والتمركز حول الذات مما يجعله مسلوب الإرادة الذاتية اتجاه غريزة الأنانية المسيطرة عليه، فيترجم كل الإشارات والخطابات الموجهة إليه خارج الذات بالتنمر أو التحقير لذاته فيستبطنها كعدوان خارجي وعنف ممنهج اتجاهه، الشيء الذي يجعله يتبنى ردود أفعال مضادة أو استباقية، سواء داخل مؤسسات حكومية مغلقة “إدارات عمومية، مؤسسات تعليمية..“ أو مفتوحة مثل الشارع العام الذي غالبا يعتبر في نظر المنحرف مسرحا لاستعراض قدراته الذاتية لأجل حماية نفسه في وضعية “العنف والعنف المضاد“.
المنحرف عدوانيا أو الملقب بـ “المشرمل“ يكون لديه نزوع مرضي حول الانتقام للذات وتصفية حساباته مع المعتدي عليه - حسب تصوره الوجداني - الذي قد يتحول إلى معتدى عليه، وقد يكون في التمثل الاجتماعي رمزا للسلطة الاجتماعية العليا “رجل التربية والتعليم- رجل السلطة..“ كل من يحمل رمزية سلطة الأب أو الأم أو من يمثل أعلى سلطة في الهرم العائلي، أو يمثل بشكل عام صورة المتنمر أو المغتصب أو معنف حسب طبيع بيئة التنشئة الاجتماعية والسيكولوجية التي أسست لنمو الشخصية المرضية المضطربة نفسيا وسلوكيا...
فحينما ينزع الشباب إلى تقليد ما تم تصديره عبر قنوات التواصل الاجتماعي من سموم فكرية وأخلاقية في حضور شروط الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية التي تؤطر لوجود بيئة الانحراف المهيكل، يصبح ذو جاهزية سيكولوجية قابلة لامتصاص جميع مقومات الانفصام الاجتماعي، ولا يؤمن إلا بالفردانية والتمركز حول الذات مما يجعله مسلوب الإرادة الذاتية اتجاه غريزة الأنانية المسيطرة عليه، فيترجم كل الإشارات والخطابات الموجهة إليه خارج الذات بالتنمر أو التحقير لذاته فيستبطنها كعدوان خارجي وعنف ممنهج اتجاهه، الشيء الذي يجعله يتبنى ردود أفعال مضادة أو استباقية، سواء داخل مؤسسات حكومية مغلقة “إدارات عمومية، مؤسسات تعليمية..“ أو مفتوحة مثل الشارع العام الذي غالبا يعتبر في نظر المنحرف مسرحا لاستعراض قدراته الذاتية لأجل حماية نفسه في وضعية “العنف والعنف المضاد“.
المنحرف عدوانيا أو الملقب بـ “المشرمل“ يكون لديه نزوع مرضي حول الانتقام للذات وتصفية حساباته مع المعتدي عليه - حسب تصوره الوجداني - الذي قد يتحول إلى معتدى عليه، وقد يكون في التمثل الاجتماعي رمزا للسلطة الاجتماعية العليا “رجل التربية والتعليم- رجل السلطة..“ كل من يحمل رمزية سلطة الأب أو الأم أو من يمثل أعلى سلطة في الهرم العائلي، أو يمثل بشكل عام صورة المتنمر أو المغتصب أو معنف حسب طبيع بيئة التنشئة الاجتماعية والسيكولوجية التي أسست لنمو الشخصية المرضية المضطربة نفسيا وسلوكيا...