تعد جبال "الواركزيز" بوابة المرور نحو ملتقى الحدود الثلاثي بين المغرب وموريتانيا والجزائر، بالنظر إلى أن عبور سلسلة الواركزيز (تراب إقليم أسا)، يقودك مباشرة نحو مدينة الزاك القريبة من الجبال، ثم نحو جماعة المحبس. هذه الجماعة تعد آخر نقطة يحق للمدنيين الوصول إليها، على اعتبار أن المحبس قريبة من الحزام الأمني، لأن المحبس هي أقرب نقطة مغربية إلى مخيمات تندوف بجنوب الجزائر.
منطقة الواركزيز - التي شهدت معارك متعددة عنيفة بين المغرب من جهة وعسكر دولة العصابة والبوليساريو من جهة ثانية - موضوعة الآن على طاولة المسؤولين لإحياء "المنتزه الوطني درعة/واركزيز"، قصد تحويل إقليم أسا الزاك إلى وجهة جاذبة للسياحة الصحراوية والبيئية، خاصة أن سلسلة "جبال واركزيز" توجد معظمها في تراب جماعة تويزكي، التي تعد حلقة وصل بين منبع واد درعة بإقليم تنغير وبين مصبه في الوطية بإقليم طانطان، مرورا بتراب إقليم أسا.
بعث الروح في "منتزه درعة واركزيز" سيفتح شهية الاستثمارات على مستويين:
المستوى الأول: سياحي، لأن المنتزه سينقل التدفقات السياحية من صحراء مرزوكة وإيريقي وواحات طاطا وفم زكيد نحو واركزيز بأسا الزاك، خاصة أن هذا المجال الترابي الممتد من الزاك إلى "مضايق دادس" على مسافة تقارب 900 كلم، كان عبر التاريخ مجالا ترابيا واحدا تتعايش فيه مجموعات الرحل المنتمية للقبائل الصحراوية والأمازيغية.
المستوى الثاني: طبي وفلاحي، بحكم أن منطقة تويزكي معروفة بالمؤهلات الكبرى لزراعة النباتات العطرية والطبية، وهي المؤهلات التي لم يكن متاحا استغلالها من قبل، بفعل ظروف الحرب مع دولة العصابة. لكن اليوم وبعد تأمين التراب المغربي من طرف القوات المسلحة الملكية، منذ الانتهاء من بناء الحزام الأمني على طول الأقاليم الجنوبية عام 1985، تغيرت الأوضاع وأصبحت التربة خصبة لاستقبال كل المشاريع والأوراش الاستثمارية.
تحقيق هذا المطلب سيكون إيذانا بفك وطي خيام المحتجزين بتندوف واقتلاع أوتاد المخيمات.
ترجمة هذا المشروع على الأرض سيكون أيضا، إيذانا بانطلاق العداد لردم البوليساريو بجنوب الجزائر.