الثلاثاء 8 إبريل 2025
سياسة

محمد بوزنكاض : دلالات فتح طريق السّمارة أمكالا وعمقها الجيواستراتيجي نحو دول السّاحل والصّحراء

محمد بوزنكاض : دلالات فتح طريق السّمارة أمكالا وعمقها الجيواستراتيجي نحو دول السّاحل والصّحراء محمد بوزنكاض، أستاذ جامعي في التاريخ، منسق ماستر الدراسات الصحراوية والإفريقية بجامعة ابن زهر
يفكّك‭ ‬محمد‭ ‬بوزنكاض،‭ ‬وهو‭ ‬أستاذ‭ ‬جامعي‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬بجامعة‭ ‬ابن‭ ‬زهر،‭ ‬دلالات‭ ‬فتح‭ ‬طريق‭ ‬السمارة‭ ‬أمكالة‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬نجاح‭ ‬المبادرات‭ ‬الوطنية‭ ‬نحو‭ ‬القارّة،‭ ‬خاصّة‭ ‬مبادرة‭ ‬الأطلسي،‭ ‬وعلى‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬السّمارة‭ ‬من‭ ‬أقرب‭ ‬المجالات‭ ‬الصّحراوية‭ ‬لمجال‭ ‬السّاحل‭ ‬عموما،‭ ‬خاصّة‭ ‬موريتانيا‭ ‬ومالي،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تعزيز‭ ‬الثّقة‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬وواقعيتها”‭.‬
‮ ‬ويؤكّد‭ ‬الجامعي‭ ‬بونكاض،‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬أسبوعية‭ ‬
“الوطن‭ ‬الآن”،‭ ‬أن‭ ‬“مبادرات‭ ‬المغرب‭ ‬نحو‭ ‬إفريقيا‭ ‬مسألة‭ ‬وقت‭ ‬لإقامة‭ ‬أسس‭ ‬نموذج‭ ‬تنموي‭ ‬قاري‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬جنوب‭ ‬جنوب”‭.‬
وفي‭ ‬ما‭ ‬يلي‭ ‬نص‭ ‬الحوار‭:‬

ما‭ ‬دلالات‭ ‬الطريق‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬فتحها‭ ‬بين‭ ‬السمارة‭ ‬عبر‭ ‬أمكالة‭ ‬نحو‭ ‬موريتانيا‭ ‬لتشكّل‭ ‬طريقا‭ ‬ثانية‭ ‬بعد‭ ‬طريق‭ ‬الداخلة‭ ‬عبر‭ ‬معبر‭ ‬الكركارات؟
يشكل‭ ‬حدث‭ ‬فتح‭ ‬طريق‭ ‬بري‭ ‬يربط‭ ‬المغرب‭ ‬بموريتانيا‭ ‬عبر‭ ‬أمكالة‭ ‬بإقليم‭ ‬السمارة‭ ‬خطوة‭ ‬شديدة‭ ‬الأهمية‭ ‬تقيم‭ ‬الدليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التوجه‭ ‬المغربي‭ ‬نحو‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬يشكل‭ ‬قناعة‭ ‬راسخة،‭ ‬كما‭ ‬تمثل‭ ‬هذه‭ ‬الطريق‭ ‬لبنة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬ضمانات‭ ‬نجاح‭ ‬المبادرات‭ ‬الوطنية‭ ‬نحو‭ ‬القارة‭ ‬خاصة‭ ‬مبادرة‭ ‬الأطلسي،‭ ‬وتؤكد‭ ‬جدوى‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬وواقعيتها،‭ ‬باعتبار‭ ‬السمارة‭ ‬من‭ ‬أقرب‭ ‬المجالات‭ ‬الصحراوية‭ ‬لمجال‭ ‬الساحل‭ ‬عموما‭ ‬خاصة‭ ‬موريتانيا‭ ‬ومالي،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬وواقعيتها،‭ ‬وذلك‭ ‬بالنظر‭ ‬للمردودية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لهذه‭ ‬الطريق‭ ‬وضعف‭ ‬تكلفة‭ ‬التنقل‭ ‬عبرها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تنويع‭ ‬الطرق‭ ‬(الكركرات-أمكالة)‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬استمرارية‭ ‬الدينامية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬ودول‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬وصمودها‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭.‬

 
كما‭ ‬تتكامل‭ ‬‮ ‬هذه‭ ‬الطريق‭ ‬مع‭ ‬باقي‭ ‬المبادرات‭ ‬مثل‭ ‬ميناء‭ ‬الأطلسي‭ ‬بالداخلة‭ ‬وخط‭ ‬اكادير‭ ‬دكار‭..‬،‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬وضع‭ ‬المشاريع‭ ‬المهيكلة‭ ‬التي‭ ‬أصبح‭ ‬معها‭ ‬تحقق‭ ‬المبادرات‭ ‬الملكية‭ ‬نحو‭ ‬افريقيا‭ ‬قناعة‭ ‬ثابتة‭ ‬حتى‭ ‬لدى‭ ‬الخصوم‭ ‬الذين‭ ‬شككوا‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬تحقق‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬العملاقة‭ ‬(مبادرة‭ ‬الأطلسي‭ ‬ومبادرة‭ ‬أنبوب‭ ‬غاز‭ ‬المغرب-نيجيريا)‭.‬
 
إن‭ ‬مركزية‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬وأهمية‭ ‬التجارة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تلغي‭ ‬مكانة‭ ‬الطرق‭ ‬البرية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬مجال‭ ‬الساحل،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬ساحلية،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬النقل‭ ‬البري‭ ‬وسيلة‭ ‬أساسية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الإندماج‭ ‬المجالي‭ ‬لدول‭ ‬افريقيا،‭ ‬كما‭ ‬تشكل‭ ‬مبادرة‭ ‬استثنائية‭ ‬لتنمية‭ ‬المدن‭ ‬المغربية‭ ‬الصحراوية‭ ‬الداخلية‭ ‬وتساهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬أفق‭ ‬واضح‭ ‬لبلورة‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬المخصص‭ ‬للمدن‭ ‬الداخلية‭ ‬مثل‭ ‬السمارة‭ ‬التي‭ ‬ستعرف‭ ‬بفضل‭ ‬هذه‭ ‬الطريق‭ ‬دينامية‭ ‬اقتصادية‭ ‬كبيرة‭ ‬وستتشكل‭ ‬لديها‭ ‬هوية‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتنموية‭ ‬جديدة‭ ‬تعزز‭ ‬موقعها‭ ‬داخل‭ ‬النسيج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الوطني‭ ‬والقاري‭.‬
 
 على‭ ‬مدى‭ ‬التاريخ‭ ‬كانت‭ ‬للمغرب‭ ‬طريق‭ ‬القوافل‭ ‬التجارية‭ ‬نحو‭ ‬دول‭ ‬الساحل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬اليوم‭ ‬وغدا‭ ‬توجّه‭ ‬المغرب‭ ‬نحو‭ ‬عمقه‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الإفريقي‭ ‬واستعادة‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬تاريخه‭ ‬ومده‭ ‬العريق‭. ‬كيف‭ ‬تقرأ‭ ‬ذلك؟
 يشكّل‭ ‬المعطى‭ ‬التاريخي‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تعطي‭ ‬للطريق‮ ‬‭ ‬المار‭ ‬عبر‭ ‬السمارة‭ ‬لمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬أهميتها،‭ ‬وتشكل‭ ‬ضمانة‭ ‬لنجاحها،‭ ‬ونحن‭ ‬كباحثون‭ ‬بتاريخ‭ ‬الصحراء‭ ‬وافريقيا‭ ‬طالبنا‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭ ‬بضرورة‭ ‬إحياء‭ ‬طرق‭ ‬التجارة‭ ‬الصحراوية،‭ ‬واعتبرنا‭ ‬أن‭ ‬السياق‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬علاقتها‭ ‬بإفريقيا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬استلهامه،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬إحياء‭ ‬هذه‭ ‬الطرق‭ ‬سيضمن‭ ‬للصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬أن‭ ‬تستعيد‭ ‬أدوارها‭ ‬في‭ ‬ربط‭ ‬المغرب‭ ‬بعمقه‭ ‬الإفريقي‭. ‬وإقليم‭ ‬السمارة‭ ‬هو‭ ‬ممر‭ ‬تجاري‭ ‬إجباري‭ ‬بالنسبة‭ ‬لطرق‭ ‬التجارة‭ ‬الصحراوية،‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الفترة‭ ‬الوسيطية،‭ ‬ومعالم‭ ‬هذه‭ ‬الطرق‭ ‬توثقها‭ ‬الكتب‭ ‬خاصة‭ ‬كتب‭ ‬الجغرافيا‭ ‬والرحلات‭ ‬وتحتفظ‭ ‬الذاكرة‭ ‬ببعض‭ ‬معالم‭ ‬هذه‭ ‬المسالك‭ ‬(الطرق)‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬المغرب‭ ‬بمالي‭ ‬عبر‭ ‬موريتانيا‭. ‬والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬اختيار‭ ‬هذه‭ ‬الطرق‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬جغرافية‭ ‬أهمها‭ ‬عامل‭ ‬القرب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬وسهولة‭ ‬تضاريسها‭. ‬والأكيد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬البداية‭ ‬ستؤسس‭ ‬لمسار‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يعد‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬المكاسب‭ ‬الحضارية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬عبر‭ ‬بعث‭ ‬هذه‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬تغطي‭ ‬معظم‭ ‬صحراء‭ ‬المغرب‭ ‬شرقها‭ ‬وغربها‭ ‬من‭ ‬تافيلالت‭ ‬إلى‭ ‬أوسرد،‭ ‬وهي‭ ‬تجربة‭ ‬سبقتنا‭ ‬إليها‭ ‬الصين‭ ‬عبر‭ ‬بعث‭ ‬طريق‭ ‬الحرير،‭ ‬وتظل‭ ‬معطى‭ ‬حضاري‭ ‬وجغرافي‭ ‬لا‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬لقوى‭ ‬محدودة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬المغرب‭.‬
‮ ‬
 ما‭ ‬الذي‭ ‬سيتيحه‭ ‬فتح‭ ‬معبر‭ ‬أمكالة‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬ومغانم‭ ‬بأبعادها‭ ‬التنموية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والعمرانية‭ ‬والتجارية‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬عموما‭ ‬وعلى‭ ‬إقليم‭ ‬السمارة‭ ‬خصوصا؟‮ ‬
لقد‭ ‬كانت‭ ‬دول‭ ‬الساحل؛‭ ‬موريتانيا‭ ‬وبوركينافاصو‭ ‬والنيجر‭ ‬ومالي‭ ‬وتشاد،‭ ‬مكونا‭ ‬أصيلا‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬المجال‭ ‬المتوسطي‮ ‬‭ ‬بفضل‭ ‬المغرب‭ ‬و‭ ‬أدوار‭ ‬التجارة‭ ‬الصحراوية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬عبر‭ ‬المغرب‭ ‬وترسو‭ ‬بموانئه‭ ‬المتوسطية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الانتماء‭ ‬انقطع‭ ‬بعد‭ ‬انحسار‭ ‬التجارة‭ ‬الصحراوية‭. ‬وتكرس‭ ‬مع‭ ‬الفترة‭ ‬الاستعمارية،‮ ‬‭ ‬فأنتج‭ ‬‮ ‬ذلك‭ ‬عزلة‭ ‬جغرافية‭ ‬وجيواستراتيجية‭ ‬عانت‭ ‬منها‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬وشعوبها،‭ ‬مما‭ ‬جعلها‭ ‬خارج‭ ‬دورة‭ ‬اقتصاد‭ ‬العالم‭ ‬الرأسمالي،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬تتم‭ ‬في‭ ‬معظمها‭ ‬داخل‭ ‬المجال‭ ‬البحري‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬فإن‭ ‬مبادرة‭ ‬الأطلسي‭ ‬تتيح‭ ‬السماح‭ ‬لمبادلات‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬بالوصول‭ ‬للموانئ‭ ‬المغربية‭ ‬وتضع‭ ‬إمكانيات‭ ‬البلاد‭ ‬اللوجستية‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭. ‬بل‭ ‬صرفت‭ ‬مبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬البنيات‭ ‬المهيكلة‭ ‬والكفيلة‭ ‬بتنزيل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة،‭ ‬وهو‭ ‬معطى‭ ‬سيمكن‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬عزلتها‭ ‬ويتيح‭ ‬لها‭ ‬تنفيذ‭ ‬معاملاتها‭ ‬التجارية،‭ ‬ويرفع‭ ‬من‭ ‬جاذبية‭ ‬أسواق‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬أمام‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخارجية،‭ ‬وهو‭ ‬تحوّل‭ ‬اقتصادي‭ ‬ضخم‭ ‬سيكون‭ ‬له-‭ ‬بالضرورة‭ ‬-‭ ‬وقع‭ ‬على‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لشعوب‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬كما‭ ‬ستفك‭ ‬هذه‭ ‬الطرق‭ ‬والبنيات‭ ‬التحتية‭ ‬العزلة‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬والمناطق،‭ ‬وتحقق‭ ‬شروط‭ ‬تشكل‭ ‬نهضة‭ ‬اقتصادية‭ ‬وعمرانية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجالات‭ ‬الصحراوية،‭ ‬كما‭ ‬تقدم‭ ‬نموذجا‭ ‬حقيقيا‭ ‬لتنمية‭ ‬افريقيا‭ ‬وتمكنها‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬مشاكلها‭ ‬البنيوية‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬الإرهاب،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬المتواضع‭ ‬في‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬التنمية‭ ‬هي‭ ‬الجواب‭ ‬الأمثل‭ ‬لأزمة‭ ‬دول‭ ‬الساحل‭ ‬وعموم‭ ‬إفريقيا‭.‬
‮ ‬
لقد‭ ‬رفع‭ ‬المغرب‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬لدرجة‭ ‬استعصى‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬قوة‭ ‬إرادة‭ ‬المغرب‭ ‬ملكا‭ ‬وشعبا‭ ‬تقبل‭ ‬الأمر،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬وتيرة‭ ‬الإنجاز‭ ‬والمبادرات‭ ‬المتتالية،‭ ‬والتي‭ ‬آخرها‭ ‬الطريق‭ ‬البري‭ ‬السمارة‭ ‬-‭ ‬موريتانيا‭.‬‭ ‬تقيم‭ ‬الدليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬اكتمال‭ ‬تحقق‭ ‬مبادرات‭ ‬المغرب‭ ‬نحو‭ ‬افريقيا‭ ‬مسألة‭ ‬وقت‭ ‬ليس‭ ‬إلا،‮ ‬‭ ‬وتثبت‭ ‬انسجام‭ ‬المغرب‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يصرح‭ ‬ويدافع‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬التطلع‭ ‬لإقامة‭ ‬أسس‭ ‬نموذج‭ ‬تنموي‭ ‬قاري‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬جنوب‭ ‬جنوب‭. ‬وهي‭ ‬للإشارة‭ ‬مبادرات‭ ‬متكاملة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬عند‭ ‬المستوى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتستوجب‭ ‬انخراط‭ ‬كل‭ ‬الفاعلين‭ ‬سياسيا‭ ‬وعلميا‭ ‬ومدنيا‭. ‬لأن‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬أن‭ ‬تعزز‭ ‬ريادة‭ ‬المغرب‭ ‬قاريا‭ ‬وموقعه‭ ‬الجيوستراتيجي‭ ‬عالميا‭.‬