الإعلان الرسمي عن البدء في مشروع إنشاء معبر بري جديد يربط بين المغرب وموريتانيا، يهدف إلى تسهيل حركة البضائع والأفراد وتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بالمنطقة ثم الاعلان عنه رسميا يوم 18 فبراير 2025. ولقد أشرف عامل إقليم السمارة إبراهيم بوتوميلات في وقت سابق على وضع الحجر الأساس لأول محطة استراحة بعد استكمال أهم الجوانب التقنية في أشغال الطريق الرابط بين مدينة السمارة والحدود المغربية الموريتانية مرورا بجماعة أمكالة وانتهاء بمنطقة أم كرين الحدودية الموريتانية.
ويهدف هذا المشروع إلى تعزيز الأنشطة الاقتصادية المحلية وتنشيط التجارة والخدمات، علاوة على خلق فرص عمل جديدة ستساهم في تحسين ظروف المعيشة وتعزيز الاستقرار السكاني في الجماعات الحدودية بإقليم السمارة، كما يتوقع أن يساهم في تقليص المسافة بين المغرب والحدود الموريتانية، مما سيسهل مستقبلا حركة النقل والتبادل التجاري ويخفف تكاليف النقل واللوجستيك ويقلص المدة الزمنية لعبور البضائع والمسافرين، ليحقق بذلك انسيابية أكبر للحركة الاقتصادية وتكاملا فعالا في عمليات التوريد الإقليمية.
ويمتد هذا المشروع القاري الكبير المهيكل الذي أوشكت نهاية أشغاله على مسافة 93 كيلومترا وبعرض 6 أمتار، ليشكل بذلك رابطا حيويا بين جماعة أمكالة التابعة لإقليم السمارة ومنطقة بئر أم كرين الحدودية الموريتانية، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 49.72 مليون درهم.
كما يعكس التزام السلطات المعنية بتسريع الإنجاز وتوفير مرافق عصرية وحديثة تخدم راحة مستعملي الطريق وتعزز الجاذبية الاستثمارية بإقليم السمارة والجماعة الترابية لها ، خاصة ربط جماعة أمكالة عبر منطقة الكعيدة، مما يعزز تسهيل تنقل المواطنين وتعزيز الربط بين مناطق الإقليم. ويعتبر هذا المشروع حدثا استراتيجيا وحيويا سيمكن في المستقبل القريب الدول الإفريقية غير الساحلية من الوصول المحيط الأطلسي عبر الأقاليم الجنوبية المملكة مما يعكس وجود إرادة قوية لإنجازه وفق أعلى معايير السلامة والجودة تماشيا مع استراتيجية المغرب الرامية إلى تعزيز البنية التحتية للمملكة.
وكانت السلطات الموريتانية قد أعلنت مؤخرا عن إنشاء معبر افديرك الذي يربط بين مدينة افديرك الموريتانية ومدينة أوسرد وبوجدور بجنوب المملكة، ويأتي هذا الإجراء الموريتاني المغربي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين الرباط ونواكشوط التي ستساهم في تطوير البنية التحتية في المناطق الحدودية بين البلدين نحو إفريقيا جنوبا، في ظل التقارب المغربي الموريتاني الأخير، في الوقت الذي ترفض الجزائر والبوليساريو إنشاء هذه المعابر وتصعدان من لهجتهم اتجاه المغرب.
مازال المغرب يواصل وينهج الاصلاح ودعم البنية التحتية بالمناطق الجنوبية رغم أنف الخصوم، حيث يمكن اعتبار الشروع في استخدام هذا المشروع بأنه خطوة مهمة واستراتيجية على المدى القريب والمدى البعيد في تسهيل الوصول إلى المحيط الأطلسي مما سيساهم في دعم الاندماج الإقليمي، ويعزز ويدعم العلاقات بين المغرب والدول الإفريقية. ويؤكد أيضا على دور المغرب كفاعل رئيسي في إرساء ودعم التنمية الإقليمية والدولية والشراكة الإفريقية في إطار المبادرة الوطنية الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية بين المملكة المغربية والدول الإفريقية غير الساحلية.
الشّيخ بوسعيد، باحث في شؤون الصّحراء والعلوم السّياسية