الثلاثاء 8 إبريل 2025
سياسة

الشيخ بوسعيد: معبر أمكالة بالسمارة أزعج الجزائر والبوليساريو لبعده الاستراتيجي وعمقه الإفريقي

الشيخ بوسعيد: معبر أمكالة بالسمارة أزعج الجزائر والبوليساريو لبعده الاستراتيجي وعمقه الإفريقي الشيخ بوسعيد
‮ ‬الإعلان‭ ‬الرسمي‭ ‬عن‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬إنشاء‭ ‬معبر‭ ‬بري‭ ‬جديد‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬وموريتانيا،‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تسهيل‭ ‬حركة‭ ‬البضائع‭ ‬والأفراد‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنموي‭ ‬بالمنطقة‭ ‬ثم‭ ‬الاعلان‭ ‬عنه‭ ‬رسميا‭ ‬يوم‭ ‬18‭ ‬فبراير‭ ‬2025‭. ‬ولقد‭ ‬أشرف‭ ‬عامل‭ ‬إقليم‭ ‬السمارة‭ ‬إبراهيم‭ ‬بوتوميلات‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬الحجر‭ ‬الأساس‭ ‬لأول‭ ‬محطة‭ ‬استراحة‭ ‬بعد‭ ‬استكمال‭ ‬أهم‭ ‬الجوانب‭ ‬التقنية‭ ‬في‭ ‬أشغال‭ ‬الطريق‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬مدينة‭ ‬السمارة‭ ‬والحدود‭ ‬المغربية‭ ‬الموريتانية‭ ‬مرورا‭ ‬بجماعة‭ ‬أمكالة‭ ‬وانتهاء‭ ‬بمنطقة‭ ‬أم‭ ‬كرين‭ ‬الحدودية‭ ‬الموريتانية‭.‬

‮ ‬ويهدف‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المحلية‭ ‬وتنشيط‭ ‬التجارة‭ ‬والخدمات،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة‭ ‬ستساهم‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬ظروف‭ ‬المعيشة‭ ‬وتعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬السكاني‭ ‬في‭ ‬الجماعات‭ ‬الحدودية‭ ‬بإقليم‭ ‬السمارة،‭ ‬كما‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تقليص‭ ‬المسافة‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والحدود‭ ‬الموريتانية،‭ ‬مما‭ ‬سيسهل‭ ‬مستقبلا‭ ‬حركة‭ ‬النقل‭ ‬والتبادل‭ ‬التجاري‭ ‬ويخفف‭ ‬تكاليف‭ ‬النقل‭ ‬واللوجستيك‭ ‬ويقلص‭ ‬المدة‭ ‬الزمنية‭ ‬لعبور‭ ‬البضائع‭ ‬والمسافرين،‭ ‬ليحقق‭ ‬بذلك‭ ‬انسيابية‭ ‬أكبر‭ ‬للحركة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتكاملا‭ ‬فعالا‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التوريد‭ ‬الإقليمية‭.‬

ويمتد‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬القاري‭ ‬الكبير‭ ‬المهيكل‭ ‬الذي‭ ‬أوشكت‭ ‬نهاية‭ ‬أشغاله‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬93‭ ‬كيلومترا‭ ‬وبعرض‭ ‬6‭ ‬أمتار،‭ ‬ليشكل‭ ‬بذلك‭ ‬رابطا‭ ‬حيويا‭ ‬بين‭ ‬جماعة‭ ‬أمكالة‭ ‬التابعة‭ ‬لإقليم‭ ‬السمارة‭ ‬ومنطقة‭ ‬بئر‭ ‬أم‭ ‬كرين‭ ‬الحدودية‭ ‬الموريتانية،‭ ‬بتكلفة‭ ‬إجمالية‭ ‬تقدر‭ ‬بنحو‭ ‬49.72‭ ‬مليون‭ ‬درهم‭.‬

كما‭ ‬يعكس‭ ‬التزام‭ ‬السلطات‭ ‬المعنية‭ ‬بتسريع‭ ‬الإنجاز‭ ‬وتوفير‭ ‬مرافق‭ ‬عصرية‭ ‬وحديثة‭ ‬تخدم‭ ‬راحة‭ ‬مستعملي‭ ‬الطريق‭ ‬وتعزز‭ ‬الجاذبية‭ ‬الاستثمارية‭ ‬بإقليم‭ ‬السمارة‭ ‬والجماعة‭ ‬الترابية‭ ‬لها‭ ‬،‭ ‬خاصة‭ ‬ربط‭ ‬جماعة‭ ‬أمكالة‭ ‬عبر‭ ‬منطقة‭ ‬الكعيدة،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬تسهيل‭ ‬تنقل‭ ‬المواطنين‭ ‬وتعزيز‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬مناطق‭ ‬الإقليم‭. ‬ويعتبر‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬حدثا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬وحيويا‭ ‬سيمكن‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬غير‭ ‬الساحلية‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬عبر‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬المملكة‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬وجود‭ ‬إرادة‭ ‬قوية‭ ‬لإنجازه‭ ‬وفق‭ ‬أعلى‭ ‬معايير‭ ‬السلامة‭ ‬والجودة‭ ‬تماشيا‭ ‬مع‭ ‬استراتيجية‭ ‬المغرب‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للمملكة‭.‬

وكانت‭ ‬السلطات‭ ‬الموريتانية‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬مؤخرا‭ ‬عن‭ ‬إنشاء‭ ‬معبر‭ ‬افديرك‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬مدينة‭ ‬افديرك‭ ‬الموريتانية‭ ‬ومدينة‭ ‬أوسرد‭ ‬وبوجدور‭ ‬بجنوب‭ ‬المملكة،‭ ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬الموريتاني‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬الرباط‭ ‬ونواكشوط‭ ‬التي‭ ‬ستساهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الحدودية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬نحو‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوبا،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التقارب‭ ‬المغربي‭ ‬الموريتاني‭ ‬الأخير،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬ترفض‭ ‬الجزائر‭ ‬والبوليساريو‭ ‬إنشاء‭ ‬هذه‭ ‬المعابر‭ ‬وتصعدان‭ ‬من‭ ‬لهجتهم‭ ‬اتجاه‭ ‬المغرب‭.‬
 
مازال‭ ‬المغرب‭ ‬يواصل‭ ‬وينهج‭ ‬الاصلاح‭ ‬ودعم‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬بالمناطق‭ ‬الجنوبية‭ ‬رغم‭ ‬أنف‭ ‬الخصوم،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬بأنه‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬واستراتيجية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭ ‬والمدى‭ ‬البعيد‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬مما‭ ‬سيساهم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الاندماج‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ويعزز‭ ‬ويدعم‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والدول‭ ‬الإفريقية‭. ‬ويؤكد‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬المغرب‭ ‬كفاعل‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬ودعم‭ ‬التنمية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬والشراكة‭ ‬الإفريقية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬الأطلسية‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬والتي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الروابط‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬والدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬غير‭ ‬الساحلية‭.‬
 
الشّيخ بوسعيد، باحث في شؤون الصّحراء والعلوم السّياسية